بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول احد المؤمنين استمعت لمحاضرة لاحد المشايخ المتخصصين بالقضية المهدوية وقد تطرق في حديثه الى ان المنتظرين يجب ان يستعدوا للظروف القادمة، فأرجوا توضيح الاستعدادات التي يجب ان نقوم بها كي ننصر امام زماننا، ونضمن رضاه، ونكون من الممهدين لخروجه والموطئين لدولته المباركة؟
الجواب:
لا شك ان الاعمال المطلوبة تختلف من شخص لآخر، ومن منطقة لأخرى، ومن زمن لآخر، فبعض الأخوة والأخوات لديهم قابليات عالية او لديهم ظروفا اجتماعية متقدمة ويعيشون ضمن بيئة متفهمة، وبالتالي سيكون دورهم المطلوب مختلفا عن دور الذين لا يملكون مثل ذلك، وعلى أي حال يتحدد كل تكليف وفق إمكانات الإنسان وظروفه، شريطة أن لا يتعكّز الإنسان على ميسور الجهد ليقول انه انجز المطلوب، اذ كل منا له من يراقبه ويحصي عليه ما يفعل ضمن مقياس ما يتمكن من فعله.
وحيث أن العمل الذي تطلبون تارة يرتبط بمقدار التكليف المعتاد للإنسان المعتاد، واخرى يرتبط بعاشق يجد أن كل فعل يؤديه يبقيه في دائرة التقصير، وإن عليه أن يبذل أكثر، وما بين هذا وذاك يكون مضمار السباق لنيل كرامة الوصول الى درجة السابقين السابقين، او للمكوث في الدرجات المتدنية، فكل امرئ وما سعى.
وبناء على كل ذلك أجد أن النقاط التالية يمكن أن تشكل خيارات مطلوبة ومرضية لجلب رضى الامام روحي فداه والبر به، ويبقى لكل منا أن يضيف أو ينقص حسب المقدار الذي يريده لعلاقته مع وجه الله الذي منه يؤتى وسبيله الأقوم وحجته الأتم وآيته الكبرى وبيّنته العظمى صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأجداده الطيبين.
- اعمل بالتكاليف العامة للمؤمنين من اطاعة الله واجتناب نواهيه، ولا تتسامح في ذلك، فهذه هي بوابة القبول ومفتاح الوصول.
- عمق ولاءك مع اهل البيت عليهم السلام واتخذ من قضية الامام الحسين ومظلومية الزهراء ومصيبة الحوراء زينب صلوات الله عليهم مأتماً يومياً تتذكر به أمرهم وتتحزم بصبرهم ومثابرتهم على نصرة دين الله جل وعز، ولو استطعت او تمكنت من رفد ذلك بدمعة للتأسي وللاعتبار فافعل ولا تتردد، فإنك لو فعلت لوجدت الارواح المطهرة تشاركك فعلك، وتحيطك بألطافها.
- التزم بمراجع الهدى والعلماء الصالحين ولا تحيد عنهم.
- ثقّف نفسك بكل ما يتعلق بشأن الإمام المنتظر روحي فداه، واعمل على إحياء أمره وبشر به، وحذّر من أعدائه.
- نمي مهاراتك وقدراتك التي تعينك على دنياك ودينك وتجعل منك شخصا مفيدا لدينك ومجتمعك، واستغل ذلك لخدمة معشوقك المنتظر.
- اجتنب مجالس اللغو والعبث في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، واتخذ من الكتاب المفيد والصديق الصالح والمعلم الحريص الذي ينمي عقلك ويقوي عقيدتك ويبصرك بامر دينك ودنياك رفيقاً دائماً.
- اجتنب من الاصدقاء الذين يستنزفون حياتك بالثرثرة ويشغلوك بالأهواء، واستبدلهم بمن تفيدهم او يفيدوك.
- كن خادما لشيعة الإمام عليه السلام باي صورة تتمكن عليها، ولو بالكلمة الطيبة، وتحمل أذية من يؤذيك منهم، وانوي كل ذلك من اجل محبة الامام ارواحنا فداه والبر به.
- تعلم على الاستغاثة والمناجاة لصاحب الامر عليه السلام، ودونك دعاء العهد والندبة فالتزم بهما.
- التزم بادعية الايام والمناجاة الخمسة عشر الواردة في الصحيفة السجادية، ودعاء التوسل ليلة الأربعاء ودعاء كميل وزيارة الحسين ع في ليلة الجمعة، ففيها الكثير مما يقوّم لك التزامك بخط الإمام ونهجه، ويعمق فيك الارتباط بهم.
- لا تفارق السور القرانية التي تبتدأ ب حم او ما يسمى بالحواميم بما تستطيع.
- لا تترك زيارة عاشوراء والجامعة وال ياسين، فهي مفتاح ابواب النجاة، وموطن مشارك الملائكة، وتذكر أنك حينما تقرأ إنما تقرأ بمعية من رضي الله بفعالهم وأحب منهم ذكرهم.
- كن واعيا ومكن نفسك من ادراك الواقع ومعرفة شرائط المرحلة وظروفها وتحدياتها واستحقاقاتها من وجهة نظر أهل الإنتظار.
- وكن بصيرا فالمؤمن كيّس فطن لا يخدع باساليب الجيوش الالكترونية الخاصة باعدائه، ولا بالموسوسين الخناسين كي يتخاذل ويبتعد عن أداء دوره ومسؤوليته تجاه امام زمانه.
- تعرف على عدوك وأساليبه وآليات عمله ومخططاته ومساعيه، ولا تتوانى او تتساهل بذلك، واعرف من ينافق له ويدافع عنه ويعمل من اجله من داخلنا، فالمنافقين هم العدو فاحذرهم.
- تذكر أن هذا الخلق هم أيتام لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم، فتحمل مسؤوليتهم، وتحوّل الى قائد في منطقتك تجهد من أجل مصالحهم وتبعدهم عما يريد أن يخدعهم، وتواسيهم في احزانهم وتتصدى لمشاركتهم في افراحهم، ولو لم تتمكن من ذلك فجد لك من يعينك وحرض المؤمنين على ذلك.
- تذكر دوماً أن سر التوفيق هو الله جل وعلا، فثق به ولا تثق بغيره، واحسن الظن به فسيكون عند حسن ظنك به، واستمدّه التوفيق والتسديد والتأييد واعتمد عليه أمام تقلبات الزمن وتبدل صروف الايام فهو حسبك وهو نعم الوكيل.
وفقك الله وارضى عنك امام الزمان صلوات الله عليه.