إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إحترام الوالدين في المنطق الإسلامي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إحترام الوالدين في المنطق الإسلامي


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    في أربع سور قرآنية ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد التوحيد مباشرة، وهذا الاقتران يدل على مدى الأهمية يوليها الإسلام للوالدين. ففي سورة البقرة آية (83) نقرأ: لا تعبدون إلا إياه وبالوالدين إحسانا. وفي سورة النساء آية (36)
    نقرأ قوله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا. أما الآية (151) من سورة الأنعام فإنها تقول: ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا. وفي الآية التي نبحثها نقرأ قوله تعالى: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.

    إن مسألة احترام الوالدين ورعاية حقهما من المنزلة بمكان، حتى أن القرآن والأحاديث والروايات الإسلامية، تؤكدان معا على الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين، إذ نقرأ في الآية (15) من سورة لقمان: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا.

    رفع القرآن الكريم منزلة شكر الوالدين إلى منزلة شكر الله تعالى، إذ تقول الآية (14) من سورة لقمان: أن أشكر لي ولوالديك. وهذا دليل على عمق وأهمية حقوق الوالدين في منطق الإسلام وشريعته، بالرغم من أن نعم الله التي يشكرها الإنسان لا تعد ولا تحصى.

    القرآن الكريم لا يسمح بأدنى إهانة للوالدين، ولا يجيز ذلك، ففي حديث عن الإمام الصادق
    (عليه السلام) قال: " لو علم الله شيئا هو أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما

    بالرغم من أن الجهاد يعتبر من أهم التعاليم الإسلامية، إلا أن رعاية الوالدين تعتبر أهم منه، بل لا يجوز إذا أدى الأمر إلى أذية الوالدين، بالطبع هذا إذا لم يكن الجهاد واجبا عينيا، وإذ توفر العدد الكافي من المتطوعين له. في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أن رجلا جاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له، إني أحب الجهاد، وصحتي جيدة، ولكن لي أم لا ترتاح لذلك، فماذا أفعل، فأجابه (صلى الله عليه وآله وسلم): " إرجع فكن مع والدتك فوالذي بعثني بالحق لأنسها بك ليلة خير من جهاد في سبيل الله سنة "
    ولكن عندما يجب الجهاد وجوبا عينيا، وتصبح بلاد الإسلام في خطر يلزم الجميع بالحضور ولا تقبل جميع الأعذار حينئذ بما فيها عدم رضاء الوالدين. وما قلناه عن الجهاد ينطبق كذلك على الواجبات الكفائية الأخرى، وكذلك المستحبات.

    عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إياك وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من ميسرة ألف عام ولا يجدها عاق
    هذا التعبير ينطوي على إشارة لطيفة، إذ أن مثل هؤلاء الأشخاص العاقين ليسوا لا يدخلون الجنة وحسب، بل إنهم يبقون على مسافة بعيدة جدا منها ولا يستطيعون الإقتراب منها.
    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
    أن رجلا كان في الطواف حاملا أمه يطوف بها، فرأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله: هل أديت حقها؟ فأجابه (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا، ولا بزفرة واحدة ". ويقصد بالزفرة الواحدة الوجعة الواحدة، أو الطلقة الواحدة، التي تغشى الأم حين الولادة والوضع
    إذا أردنا نطلق العنان للقلم في هذا المجال، فسيطول بنا المقام ونبتعد عن التفسير، لكن - بصراحة - يجب أن نعترف بأن كل ما يقال في هذا المجال فهو قليل، لأن للوالدين حق العيش والحياة على الولد. في نهاية هذه الفقرة، أشير إلى أن الوالدين - في بعض الأحيان - يقترحان على الأبناء أشياء غير منطقية وحتى غير شرعية، طبعا في مثل هذه الحالات لا تجب الطاعة، ولكن من الأفضل أن يتسم التعامل معهما بالهدوء والمنطق، وأن تتم عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأحسن وجه.



    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X