بسم الله الرحمن الرحيم

الآية الكريمة وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ)

اعتمد أغلب الفقهاء على الآيات القرآنية في اثبات الوجوب دون ذكر تفاصيل الاستدلال، اقراراً منهم بوضوح دلالتها حتّى قيل : «إنّ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة دينية عند المسلمين يستدلُّ بها، ولا يستدل عليها.»

فالمخاطب بهذه الجملة هم المؤمنين كافة، فهم مكلفون بأن ينتخبوا منهم أُمّة تقوم بالأمر والنهي، وذلك بأن يكون لكلِّ فرد منهم إرادة وعمل في ايجادها.

مع تأكيد العلماء المسلمين على الوجوب، بقولهم إنّ قول القرآن ولتكن أمر، والقاعدة الفقهية تقول ظاهر الأمر الإيجاب هذا من جهة، ومن جهة اُخرى حصرت الآية الفلاح بهذا العمل

فالقصد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - عند المسلمين - يستتبع جميع مقوّمات الشخصية الإنسانية في الفكر والعاطفة والسلوك، لتكون منسجمة مع المنهج الإلهي في الحياة، وتكون هذه المقومات متطابقة مع بعضها، فلا ازدواجية بين الفكر والعاطفة ولا بينهما وبين السلوك، وهي وحدة واحدة يكون فيها الولاء والممارسة العملية لله وحده ولمنهج التوحيد الذي دعا إليه في جميع مفاهيمه وقيمه.