بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

ما هو حال الناس حين ظهور إمام زماننا.. ؟!

سُؤالٌ يُجيبنا عنه أمير المؤمنين "عليه السلام"


يقولُ سيد الأوصياء "صلوات الله عليه" وهو يُحدّثنا عن الجاهليّة الَّتي يستقبلها إمام زماننا "عليه السلام" منْ الناس عند ظهوره الشريف، يقـول:

(اعلموا عِلْماً يقيناً أنّ الذي يستقبلُ قائمَنا مِن أمْر جاهليتكم، وذلك أنّ الأمّة كلّها يومئذ جاهليّة، إلّا مَن رحم الله..!!)

:

[[ وقفات للتوضيح ]]

● قول أمير المؤمنين "عليه السلام": (وذلك أنّ الأمّة كلّها يومئذ جاهليّة إلّا مَن رحِم الله)

هذه العبارة خطيرة جـدّاً جـدّاً !! لماذا؟!

لأنّ الإمام يقول: الأمّة كلّها يومئذٍ جاهليّة..!!

يعني أنّ الغالبية والأكثريّة الساحقة في هذه الأمّة عند ظهور الإمام هم في جاهليّة..
والقلّة القليلة جدّاً جدّاً - التي تُعَد على الأصابع - هي الَّتي تكون بعيدة عن هذه الجاهليّة!

قد يقول قائل:

جاهلية مِن أي ناحية؟!
ما المقصود من الجاهلية التي يكون الناس عليها ؟

الجواب عند إمامنا صادق الآل "صلوات الله عليه".. يقول "عليه السلام" وهو يُبيّن لنا ما هي الجاهليّة، يقول:

(مَن باتَ ليلةً لا يعرفُ فيها إمامَ زمانهِ ماتَ مِيتةً جاهليّة)!

إذن الجاهلية الجهلاء العَمياء هَي الجهلُ بمعرفة إمام زماننا "صلواتُ الله عليه"..

والمُشكلّة الكبرى والمُعقّدة هي أنّ الأمّة بكاملها حِين ظهور إمامنا الشريف تكون في جاهليّة.. بنص كلام المعصوم..!

أميرُ المؤمنين "صلواتُ الله عليه" هو الذي يقول هذا الكلام ولكن الناس للأسف تمرّ على كلام الأئمة مروراً عابراً بلا تفكر ولا تدبّر...!

لاحظوا تعبير (كُلّها) في عبارة أمير المؤمنين "صلواتُ الله عليه" حِين يقول: (وذلك أنّ الأمّة كلّها يومئذ جاهليّة)
تعبير (كُلّ) يُفيد العموم والشمول..
يعني أنّ الأمّة بكلّها في جاهليّة..!

وهنا وقفة هامّة جدّاً جديرة بالتفكّر:

إذا كانتْ الأُمّة (كُلّها) حِين الظُهور غارقة في مُستنقع الجاهلية.. فهذا يعني أن الكَثْرة مَذمومة.. مذمومة.. مذمومة في منطق آل محمّد "عليهم السلام".

وعليه ..

فلا يقولنَّ أحدٌ بعْد اليوم هذهِ العبارة:

(أيعقلُ أنّ كلّ هؤلاء الناس على باطل، وهذهِ القلّة القليلة جدّاً على صواب)..!

هذهِ الحال (حال الجاهليّة الجهلا العمياء بمعرفة الإمام الحُجّة، والجهْل بثقافة الكتاب والعترة)
هي الَّتي سَتجعلُ الناس يتعاملون مَع إمام زماننا بهذا الأسلوب الأحمق الذي يُخبرنا عنه الإمام الصادق "عليهِ السلام" فيقـول عليه السلام:

(إنّ قائِمنا إذا قامَ استقبل مِن جَهل الناس أشدّ ممّا استقبله رسول الله مِن جُهّال الجاهليّة.

قيل للإمام: وكيف ذاك ؟ قال "عليه السلام":
إنّ رسول الله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المَنحوتة،
وإنّ قائمنا إذا قام أتى الناس وكُلّهم يتأوّل عليه كتاب الله، يحتجّ عليه به.