اللهم صل على محمد وآل محمد
تعتبر الأسرة نواة كلّ المجتمعات، فبها تنهض أو تنتكس،
وذلك يرجع إلى أهمية الأسرة وتأثيرها على أفرادها الذين يعتبرون جزءاً من المجتمع،
ولذلك فإنّ انفصال الأم والأب يؤثّر على العائلة بشكل كبير، ممّا ينعكس على المجتمع ككل، ومن هذه التأثيرات
لذلك فإن التأثير على الأطفال عادة ما يكون إنهاء الزواج صعباً جدّاً على الأطفال، وقد يأخذون وقتاً طويلاً من أجل تقبّل الأوضاع الجديدة، وقد يقود هذا بعض الأطفال وهم كثر إلى أن يلوموا أنفسهم على طلاق والديهم ممّا ينعكس سلباً على صحّتهم النفسيّة وعلى أدائهم في الحياة بشكل عامّ، فأطفال الآباء المنفصلين يظهرون أداء أضعف من أقرانهم في المدرسة، فأداؤهم الأكاديميّ لا يكون جيّداً مقارنة بأولئك الذين يحظون بأسرة سعيدة بسبب تشتّت الفكر والإحباط الذي يعيشونه وخاصّة في الفترات الأولى.
كما ويؤثّر الطلاق على سلوك الأبناء بشكل كبير، فهم قد لا ينشأون منشأً صحيحاً بسبب غياب أحد الطرفين وهذا ما يؤثّر في سلوكاتهم مستقبلاً،
ومن الآثار السلبيّة التي قد تظهر على الأطفال أيضاً هي أن يكونوا مرغمين على الاعتناء بإخوتهم الصغار، وهذا يعني إجبارهم على تحمّل المسؤوليّة منذ الصغر وهو ما لا يناسب طبيعتهم ولا طبيعة الحياة التي يحتاجونها، فإذا ما كان الطرف المحتضن لهم يقضي يومه في محاولة إيجاد قوتهم فإنّه من المحتّم على الابن الكبير أن يأخذ دور الأم والأب في المنزل، وهو ما سوف يؤثّر بطبيعة الحال على أدائه الأكاديميّ وصحّته النفسيّة والجسديّة على حدّ السواء، وهو ما قد يقوده في بعض الأحيان إلى التخلّي عن المدرسة من أجل القيام بمسؤوليّات أخرى.