القمر الوضّاء يطل على العالم

[كادر المجلة]

القمر الوضّاء يطل على العالم

لقد أشرق الكون بمولد قمر بني هاشم يوم بزوغ نوره من أفق المجد العلوي في الرابع من شعبان

سنة 26هـ، مرتضعاً ثدي البسالة متربياً في حِجر الخلافة، وكان أول مولود زكيّ للسيدة أم البنين

وقد ازدهرت يثرب وأشرقت الدنيا بولادته، وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة

العلوية فأضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً ندّياً عطراً،

وحينما بشر الإمام عليه السلام بولادته المباركة قبّله وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية

من أذان وإقامة، فأذن باليمنى وأقام باليسرى وهو أول صوت قد اخترق سمعه، صوت أبيه رائد

الإيمان والتقوى في الأرض، فكان الإمام عليه السلام يتحرّى أن تكون أمّه من أشجع بيوتات

العرب؛ ليكون ولدها ردءاً لأخيه السبط الشهيد يوم تحيط به عصب الضلال، فكان يُقلّب كفيه اللذين

سيُقطعان في نصرة حجة وقته فتنهمل عيونه.

وقد قامت السيدة أم البنين بتربيته وإعداده إعداداً بطولياً؛ ليقوم بهذا الدور الذي ينتظره في الغد، وهي بذلك كانت عاملاً رئيساً في تنشئته وتهيئته لدوره الذي أعدّه له أبوه الإمام علي عليه السلام، وسمّاه أبوه بالعباس؛ لأنه كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت عليهم السلام ، فقد دمرّ كتائبها وجندل أبطالها.

مدينة محمد أكبر

تم نشره في المجلة العدد47