حضر مجلس أحد النحويين جماعة، فسأله رجل منهم: رحمك الله، ما العنجيد؟

فقال: ما أعرف هذا! قال: سبحان الله، أين يذهب بك عن قول الأعمش:

يوم تبدي لنا قتيلة عن جيد تليع يزينه الاطواق

فقال: عافاك الله، عن: حرف جاء لمعنى، والجيد: العنق.

فقام آخر فقال: رحمك الله، ما الأودع؟.

قال: ما أعرفه! قال: سبحان الله أين أنت من قول العرب: زاحم بعود أو دع!

قال: ويحك هاتان كلمتان، والمعنى: اترك أو ذر.

فقام رجل آخر فقال: أخبرني عن كوفا، أمن المهاجرين كان أم من الأنصار؟

قال: لست أعرف كوفا! قال: أين أنت من قوله تعالى.. (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا)/ (الفتح:25)،

فأخذ النحوي نعليه، وراح يركض في المسجد، ويصيح بأعلى صوته:

من أين حُشرت عليّ البهائم اليوم؟

تم نشره في المجلة العدد47