الصلاة لعلاج الشيخوخة المبكرة
من أحب الأعمال عند الله عز وجل الصلاة في أوقاتها، وهذا ما أمرنا به الحبيب الأعظم صلى الله
عليه واله، حيث أكدت الأبحاث الجديدة أن النشاط البدني القليل إذا كان وباستمرار يساعد على
علاج الشيخوخة المبكرة ويطرد القلق، فلنقرأ..
قول الحبيب الأعظم صلى الله عليه واله: "إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قلّ"،
ماذا يعني ذلك؟ إنه أمر نبوي لنا بأن نستمر في عباداتنا لله حتى نهاية حياتنا، ويعني أنه علينا أن
نمارس المشي إلى المساجد كل يوم، فكثرة الخطى إلى المساجد تقرب العبد من ربه، فيكسب بذلك
الأجر ويكسب بنفس الوقت العافية والصحة ويبعد عن نفسه شبح الأمراض.
لذلك قال تعالى: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)/ (النساء:103).
وانظروا إلى كلمة (مَوْقُوتًا) التي تدل على الاستمرارية في أوقات محددة ومنظمة كل يومٍ.
ولذلك نقول: هذه روعة الإسلام، فالعلم الحديث والعلماء يحاولون حصر فوائد النشاط البدني
بالفوائد الصحية الدنيوية، بينما الإسلام يأمرنا بالصلاة مثلاً ويعطينا عليها الحياة الطيبة في الدنيا،
وفي الآخرة يعطينا الأجر والثواب والجنة! ولنتأمل هذا الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)/ (البقرة:238).
الدراسة العلمية
يقول الباحثون: على الإنسان أن يمارس نشاطاً بدنياً أكثر؛ لأن قلة النشاط البدني قد تؤدي إلى
الشيخوخة المبكرة. وقام الباحثون بإجراء الاختبارات على عدد كبير من التوائم تبين لهم أن الذين
كانوا يمارسون نشاطاً بدنياً خلال أوقات الفراغ بدوا أكثر شباباً من أقرانهم الذين لم يمارسوا مثل
هذا النشاط.
كما وجدوا أنّ طول الأجزاء التي يطلق عليها التيلوميرات telomeres، في سلاسل الحمض
النووي (dna) لدى الأشخاص قليلي الحركة أقصر ممّا لدى الناشطين بدنياً، إذ يُعتقد أن هذا
الجزء مسؤول عن قصر عمر الخلايا، ويربط الباحثون بين النشاط البدني وانخفاض معدل
السرطان وأمراض القلب ومرض السكري، وهذه الدراسة لا تؤكد العلاقة بين الأمراض وقلة
النشاط البدني فحسب بل العلاقة بين الشيخوخة المبكرة وقلة النشاط.
وركز الباحثون على دراسة telomeres، وهي تمثل نهايات سلاسل الحمض النووي
والمسؤولة عن حمايتها. ومن المعروف أن هذه الأجزاء قصيرة لدى المتقدمين في السن مما
يعرض الخلايا للتلف السريع والموت.
وتمت دراسة الكريات البيضاء في دم جهاز المناعة، وقد وجد الباحثون أن telomeres
ومتوسط فقدانها 21 جزءاً منها كل عام، إضافة إلى أنهم وجدوا أن telomeres لدى
الأشخاص قليلي النشاط أقصر مما لدى النشطاء بدنياً، وتبين للباحثين أن الأشخاص الذين يمارسون
نشاطاً بدنياً مثل الجري ولعب التنس والألعاب البهلوانية لمدة 200 دقيقة أسبوعياً كانت
telomeres لديهم أطول بحوالي 200 جزء.
أما الأشخاص الأكثر نشاطاً من الناحية البدنية من بين الذين جرت الدراسة عليهم فتبين أنهم بدوا
أصغر عمراً بحوالي عشر سنوات من الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً، كما أن دراسة الفروق بين
التوائم الذين يعيشون حياة نشطة بدنياً وأقرانهم غير الناشطين بدنياً أعطت نفس النتائج.
وأشارت الدراسة إلى أن الخلايا لدى الأشخاص قليلي الحركة أكثر عرضة للتلف، ويعتقد أن التوتر
له تأثير سلبي على طول telomeres، وهو ما يمكن التخفيف منه عن طريق ممارسة
الرياضة بشكل منتظم. وخلصت الدراسة التي نشرتها الجامعة في نشرتها الداخلية إلى أن
الأشخاص "الذين يمارسون النشاط البدني بشكل منتظم هم أكثر شباباً من غيرهم من الناحية
الجسدية".
قال النبي الأعظم صلى الله عليه واله عن أحب الأعمال إلى الله: "الصلاة على وقتها"، ماذا تعني
هذه العبارة الرائعة؟ إنها تعني ببساطة أن المؤمن سيؤدي رياضة خمس مرات كل يوم حتى آخر
لحظة من حياته!! وتعني أن المؤمن سيتوضأ كل يوم عدة مرات، وسيكون على طهارة مستمرة،
وهذا يمنح الإنسان شعوراً بالحيوية والنشاط، ومن ثَمَّ علاجاً للشيخوخة المبكرة.
وهناك آيات كثيرة تأمرنا بقيام الليل وهذه القضية مهمة جداً، للحفاظ على حيوية الإنسان والقضاء
على الهموم والمشاكل والقلق، فالقلق له أثر سلبي كبير على عمر الخلية فهو يُقصّر عمر الخلايا،
ولذلك جاء القرآن ليزيل عنا القلق والهموم، يقول تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ)/ (البقرة:38). وآيات كثيرة تأمرنا بتسليم الأمر لله والرضا بما قسم الله لنا، وآيات
كثيرة تأمرنا بكثرة السجود والقيام لله تعالى، وهذه كلها عبارة عن نشاط بدني مستمر، قال تعالى:
(أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)/ (الزمر:9).
فهل هناك أرحم منك عليّ يا رب؟ فهل هناك أعظم من هذا الدين الحنيف؟
تم نشره في المجلة العدد 47
من أحب الأعمال عند الله عز وجل الصلاة في أوقاتها، وهذا ما أمرنا به الحبيب الأعظم صلى الله
عليه واله، حيث أكدت الأبحاث الجديدة أن النشاط البدني القليل إذا كان وباستمرار يساعد على
علاج الشيخوخة المبكرة ويطرد القلق، فلنقرأ..
قول الحبيب الأعظم صلى الله عليه واله: "إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قلّ"،
ماذا يعني ذلك؟ إنه أمر نبوي لنا بأن نستمر في عباداتنا لله حتى نهاية حياتنا، ويعني أنه علينا أن
نمارس المشي إلى المساجد كل يوم، فكثرة الخطى إلى المساجد تقرب العبد من ربه، فيكسب بذلك
الأجر ويكسب بنفس الوقت العافية والصحة ويبعد عن نفسه شبح الأمراض.
لذلك قال تعالى: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)/ (النساء:103).
وانظروا إلى كلمة (مَوْقُوتًا) التي تدل على الاستمرارية في أوقات محددة ومنظمة كل يومٍ.
ولذلك نقول: هذه روعة الإسلام، فالعلم الحديث والعلماء يحاولون حصر فوائد النشاط البدني
بالفوائد الصحية الدنيوية، بينما الإسلام يأمرنا بالصلاة مثلاً ويعطينا عليها الحياة الطيبة في الدنيا،
وفي الآخرة يعطينا الأجر والثواب والجنة! ولنتأمل هذا الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة:
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)/ (البقرة:238).
الدراسة العلمية
يقول الباحثون: على الإنسان أن يمارس نشاطاً بدنياً أكثر؛ لأن قلة النشاط البدني قد تؤدي إلى
الشيخوخة المبكرة. وقام الباحثون بإجراء الاختبارات على عدد كبير من التوائم تبين لهم أن الذين
كانوا يمارسون نشاطاً بدنياً خلال أوقات الفراغ بدوا أكثر شباباً من أقرانهم الذين لم يمارسوا مثل
هذا النشاط.
كما وجدوا أنّ طول الأجزاء التي يطلق عليها التيلوميرات telomeres، في سلاسل الحمض
النووي (dna) لدى الأشخاص قليلي الحركة أقصر ممّا لدى الناشطين بدنياً، إذ يُعتقد أن هذا
الجزء مسؤول عن قصر عمر الخلايا، ويربط الباحثون بين النشاط البدني وانخفاض معدل
السرطان وأمراض القلب ومرض السكري، وهذه الدراسة لا تؤكد العلاقة بين الأمراض وقلة
النشاط البدني فحسب بل العلاقة بين الشيخوخة المبكرة وقلة النشاط.
وركز الباحثون على دراسة telomeres، وهي تمثل نهايات سلاسل الحمض النووي
والمسؤولة عن حمايتها. ومن المعروف أن هذه الأجزاء قصيرة لدى المتقدمين في السن مما
يعرض الخلايا للتلف السريع والموت.
وتمت دراسة الكريات البيضاء في دم جهاز المناعة، وقد وجد الباحثون أن telomeres
ومتوسط فقدانها 21 جزءاً منها كل عام، إضافة إلى أنهم وجدوا أن telomeres لدى
الأشخاص قليلي النشاط أقصر مما لدى النشطاء بدنياً، وتبين للباحثين أن الأشخاص الذين يمارسون
نشاطاً بدنياً مثل الجري ولعب التنس والألعاب البهلوانية لمدة 200 دقيقة أسبوعياً كانت
telomeres لديهم أطول بحوالي 200 جزء.
أما الأشخاص الأكثر نشاطاً من الناحية البدنية من بين الذين جرت الدراسة عليهم فتبين أنهم بدوا
أصغر عمراً بحوالي عشر سنوات من الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً، كما أن دراسة الفروق بين
التوائم الذين يعيشون حياة نشطة بدنياً وأقرانهم غير الناشطين بدنياً أعطت نفس النتائج.
وأشارت الدراسة إلى أن الخلايا لدى الأشخاص قليلي الحركة أكثر عرضة للتلف، ويعتقد أن التوتر
له تأثير سلبي على طول telomeres، وهو ما يمكن التخفيف منه عن طريق ممارسة
الرياضة بشكل منتظم. وخلصت الدراسة التي نشرتها الجامعة في نشرتها الداخلية إلى أن
الأشخاص "الذين يمارسون النشاط البدني بشكل منتظم هم أكثر شباباً من غيرهم من الناحية
الجسدية".
قال النبي الأعظم صلى الله عليه واله عن أحب الأعمال إلى الله: "الصلاة على وقتها"، ماذا تعني
هذه العبارة الرائعة؟ إنها تعني ببساطة أن المؤمن سيؤدي رياضة خمس مرات كل يوم حتى آخر
لحظة من حياته!! وتعني أن المؤمن سيتوضأ كل يوم عدة مرات، وسيكون على طهارة مستمرة،
وهذا يمنح الإنسان شعوراً بالحيوية والنشاط، ومن ثَمَّ علاجاً للشيخوخة المبكرة.
وهناك آيات كثيرة تأمرنا بقيام الليل وهذه القضية مهمة جداً، للحفاظ على حيوية الإنسان والقضاء
على الهموم والمشاكل والقلق، فالقلق له أثر سلبي كبير على عمر الخلية فهو يُقصّر عمر الخلايا،
ولذلك جاء القرآن ليزيل عنا القلق والهموم، يقول تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ)/ (البقرة:38). وآيات كثيرة تأمرنا بتسليم الأمر لله والرضا بما قسم الله لنا، وآيات
كثيرة تأمرنا بكثرة السجود والقيام لله تعالى، وهذه كلها عبارة عن نشاط بدني مستمر، قال تعالى:
(أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)/ (الزمر:9).
فهل هناك أرحم منك عليّ يا رب؟ فهل هناك أعظم من هذا الدين الحنيف؟
تم نشره في المجلة العدد 47