إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ضرورة الانتباه إلى مهابة مشهد الحياة وخطورته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضرورة الانتباه إلى مهابة مشهد الحياة وخطورته


    بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    🔹 إنّ من شأن الرؤية الدينية أن تعطي لحياة الإنسان معنى آخر؛ إذ تتبدل من حياة لاهية يسعى فيها المرء إلى الاستزادة من السعادة المادية بأي وسيلة ممكنة إلى حياة جادّة ذات ظل خالد في كلِّ خطوة ونظرة وخطور يتأتى للإنسان فيها أن يناجي خالقه الودود به الجادّ في مقاديره، ويكون هذا العالم المادي ـ كما قلنا ـ مضماراً يتسابق فيه الواعون إلى الفضيلة؛ ليحِلَّ كلّ امرئٍ المحلَّ الذي تفضي إليه أعماله حين توضع الموازين القسط ليوم القيامة.

    🔹 إنّ على الإنسان المؤمن أن يسعى إلى تنمية العلم بالحقائق والغايات والسنن الكبرى إلى مستوى يقين يتوقّد في نفسه، حتى يكون الغائب منها أقرب ما يكون إلى الحاضر، ويكون المستقبل منها أقرب ما يكون إلى الحال، فإنّ كل شيء لم يبلغ الاعتقاد به درجة اليقين المشرف على العواقب المنظورة يفرّط الإنسان في شأن الاهتمام به بطبيعة الحال بالدرجة التي يكون اعتقاده أنزل من درجة اليقين، وهذا المعنى أمر معروف للإنسان على وجه عامٍّ، فترى أنّ الإنسان الحكيم الواقف على السنن النفسية والاجتماعية ـ والداً كان أو مربّياً أو أستاذاً ـ ينصح الشابَّ نصيحة من يرى نتائج التصرفات الخاطئة، وكأنّه يعيشها.
    ومن شأن هذا اليقين أن يضع مكانة هذه الحياة في نظر الإنسان في موقعها في خريطة الحياة الواسعة والخالدة، لا ليكسل فيها، بل لكي يتجنّب الأدوات الوضيعة وغير اللائقة في طلبها، ويكون له مبادئ حكيمة وفاضلة لا يحيد عنها.

    🔹 إنّ على الإنسان المؤمن أن ينهج في الحياة منهجاً يبتني على أن يكون هاجسه الأول والأهم زيادة المعرفة بالفكر والتأمّل، وعمران قلبه بالحكمة والفضيلة، ويستزيد من الأعمال الصالحة؛ فيشعر بالغبن في كلِّ تصرف أو وقت كان يمكن أن يستثمره في هذا السبيل وقد فرَّط فيه، ويجعل أماثل الخلق ـ كالمسيح عيسى بن مريم(ع) وسيدنا رسول الله(ص) والإمام علي(ع) ـ أسوة يقتدى بهم في سطوع الفطرة، ونقاء الضمير، وانبثاق الحكمة، والجد في العمل والإخلاص للحق، كما أنّ سائر الناس الطامحين إلى غاية محددة يجعلون الأماثل فيها نصب أعينهم وأسوة في مسعاهم.

    🔹 إنّ من شأن الإيمان بهذه الحقائق أن يترك هيبة في نفس الإنسان؛ إذ يشعر بأنّه في محضر مربّيه وخالقه، وأنّ نفسيّاته وسلوكياته مكشوفة أمامه، وأنّ له بحسب كلّ منها ـ صغيرة كانت أم كبيرة ـ درجة ينالها، بل يكون على انتظار للحظة الحقيقة بمفارقة هذه الحياة ـ حيث إنّ كلّ لحظة منها خطوة إلى تلك النهاية ـ حتى كأنه من شدّة يقينه يعيش هذه الحياة مودِّعاً.
    هذا كلُّه من غير أن يحرّم الإنسان على نفسه ما أحلَّ له من النعم، وينسى نصيبه من هذه الحياة، ويتكاسل في العمل كما ورد التنبيه على ذلك في آيات من القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿‌‏وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، وقال: ﴿‌‏قٌلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾.

    المصدر / كتاب ضرورة المعرفة الدينية ، ص٦٥
    للسيد محمد باقر السيستاني.
    ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X