بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة الفاتحة ( الحمد ) هي السورة الأولى من سور القرآن الكريم حسب ترتيب المصحف الشريف ، و هي أيضاً أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه و آله بصورة كاملة 1.
و سورة الفاتحة هي سورة عظيمة المنزلة و كثيرة الآثار و الفوائد و الثواب نذكرها في ما يلي ، أما عدد آياتها فهي سبعة .
متى نزلت سورة الفاتحة ؟
الأرجح أن سورة الفاتحة نزلت في مكه فهي سورة مكية 2 ، لكنه وقع الخلاف بين المفسرين في أن سورة الفاتحة مكية أم مدنية ، قال الشيخ الطبرسي 3 رحمه الله : سورة الفاتحة مكية و آياتها سبع ، مكية عن ابن عباس و قتادة، و مدنية عن مجاهد. و قيل: أنزلت مرتين مرة بمكة، و مرة بالمدينة 4 .
قال آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره : وأما من الناحية الواقعية فإننا لو قلنا بأن الفاتحة التي هي جزء من الصلاة تم فرضها فيها منذ بداية تشريعها 5، فمعنى ذلك أن الفاتحة مكية حيث تم تشريع الصلاة في أوائل البعثة النبوية، و لم يطرأ عليها تغيير إلا في عدد الركعات.
على أن هذا الاستنتاج لا يشكل مانعا من افتراض نزولها مرة أخرى بعد الهجرة بناء على المذهب المعروف و الصحيح من امكان تعدد نزول الآية أو السورة بسبب تعدد الأسباب و الظروف التي قد تؤدي إلى نزول الآية لمعالجة السبب أو الظرف، و بهذا اللحاظ أيضا يمكن الجمع بين الروايات التي تحدثت عن نزولها قبل و بعد الهجرة 6 .
هل لسورة الفاتحة أسماء أخرى ؟
لسورة الفاتحة عدَّة أسماء أشهرها هي :
الفاتحة ، أو فاتحة الكتاب : سُمِّيَتْ بذلك لإفتتاح المصاحف بكتابتها ، و لوجوب قراءتها في الصلاة ، فهي فاتحة لما تتلوها من سور القرآن في الكتاب لدى التلاوة ، و في الصلاة لدى القراءة .
الحمد ، أو الحمد لله : سُمِّيَتْ بذلك لأن " الحمد لله " مذكور فيها .
أمُّ الكتاب : سُمِّيَتْ بذلك لأنها متقدمة على سائر السور ، و قيل أنها سُمِّيَتْ بذلك لأنها أصل القرآن و خلاصته ، و إنما صارت أصل القرآن لأن الله تعالى أودعها مجموع ما في السور ، لأن فيها إثبات الربوبية و العبودية و هذا هو المقصود بالقرآن .
وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ، سُمِّيَتْ بذلك لأنها أصل القرآن ، فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَالَ صلى الله عليه و آله : " وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ لَا فِي الزَّبُورِ وَ لَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا ، وَ هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ... " 7 .
السَّبْعُ المَثَاني : أما السَبْع فلكون عدد آياتها سبع ، و أما المثاني فلأنها تُقرأ في كل صلاة مرتين ، أو لأنها أُنزلت على النبي محمد صلى الله عليه و آله مرتين ، مرة بمكة المكرمة و أخرى بالمدينة المنورة .
فضل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة هي أفضل سورة في القرآن الكريم ،فقد رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فَأَوْرَدَ الِامْتِنَانَ عَلَيَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ جَعَلَهَا نَظِيرَ الْقُرْآنِ لِأَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَشْرَفُ مَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَصَّ مُحَمَّداً وَ شَرَّفَهُ بِهَا وَ لَمْ يُشْرِكْ فِيهَا أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِهِ مَا خَلَا سُلَيْمَانَ فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَ لَا تَرَاهُ يَحْكِي عَنْ بِلْقِيسَ حِينَ قَالَتْ- إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَا فَمَنْ قَرَأَهَا مُتَعَمِّداً لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله مُنْقَاداً لِأَمْرِهَا مُؤْمِناً بِظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حَسَنَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ أَمْوَالِهَا وَ خَيْرَاتِهَا وَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَارِئٍ يَقْرَؤُهَا كَانَ لَهُ قَدْرُ ثُلُثِ مَا لِلْقَارِئِ فَلْيَسْتَكْثِرْ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعْرِضِ لَهُ فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ وَ لَا يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ فَتَبْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْحَسْرَةُ " 8 .
و رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قَالَ لِجَابِرٍ : " أَ لَا أُعَلِّمُكَ أَفْضَلَ سُورَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ " ؟
قَالَ : بَلَى عَلِّمْنِيهَا .
فَعَلَّمَهُ الْحَمْدَ أُمَّ الْكِتَابِ .
ثُمَّ قَالَ : " هِيَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ " ، وَ السَّامُ الْمَوْت 9 .
وَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ يُبْرِئْهُ الْحَمْدُ لَمْ يُبْرِئْهُ شَيْءٌ " 8 .
و رُويَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : " اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ مُقَطَّعٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ " 10 .
وَ قِيلَ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَ عَلَّمَ وَلَدَ الْحُسَيْنِ الْحَمْدُ فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَى أَبِيهِ أَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ حَشَا فَاهُ دُرّاً فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ قَالَ وَ أَيْنَ يَقَعُ هَذَا مِنْ عَطَائِهِ يَعْنِي تَعْلِيمِهِ وَ أَنْشَدَ الْحُسَيْنِ عليه السلام :
إِذَا جادت الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجِدَّ بِهَا عَلَى النَّاسِ طُرّاً قَبْلَ أَنْ تتفلت
فَلَا الْجُودِ يفنيها إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ وَ لَا الْبُخْلِ يُبْقِيهَا إِذَا مَا تَوَلَّت 11
ما هو ثواب قراءة سورة الفاتحة ؟
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب عليه السلام أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: قَسَمْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَبْدِي، فَنِصْفُهَا لِي وَ نِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: بَدَأَ عَبْدِي بِاسْمِي، وَ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُتَمِّمَ لَهُ أُمُورَهُ وَ أُبَارِكَ لَهُ فِي أَحْوَالِهِ.
فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَ عَلِمَ أَنَّ النِّعَمَ الَّتِي لَهُ مِنْ عِنْدِي، وَ أَنَّ الْبَلَايَا الَّتِي إِنْ دُفِعَتْ عَنْهُ فَبِتَطَوُّلِي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أُضِيفُ لَهُ إِلَى نِعَمِ الدُّنْيَا نِعَمَ الْآخِرَةِ، وَ أَرْفَعُ عَنْهُ بَلَايَا الْآخِرَةِ كَمَا دَفَعْتُ عَنْهُ بَلَايَا الدُّنْيَا.
فَإِذَا قَالَ: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: شَهِدَ لِي بِأَنِّي الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُوَفِّرَنَّ مِنْ رَحْمَتِي حَظَّهُ، وَ لَأُجْزِلَنَّ مِنْ عَطَائِي نَصِيبَهُ.
فَإِذَا قَالَ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أُشْهِدُكُمْ كَمَا اعْتَرَفَ أَنِّي أَنَا مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، لَأُسَهِّلَنَّ يَوْمَ الْحِسَابِ حِسَابَهُ، وَ لَأَتَقَبَّلَنَّ حَسَنَاتِهِ، وَ لَأَتَجَاوَزَنَّ عَنْ سَيِّئَاتِهِ.
فَإِذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: صَدَقَ عَبْدِي إِيَّايَ يَعْبُدُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُثِيبَنَّهُ عَلَى عِبَادَتِهِ ثَوَاباً يَغْبِطُهُ كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ فِي عِبَادَتِهِ لِي.
فَإِذَا قَالَ: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بِيَ اسْتَعَانَ وَ الْتَجَأَ، أُشْهِدُكُمْ لَأُعِينَنَّهُ عَلَى أَمْرِهِ، وَ لَأُغِيثَنَّهُ فِي شَدَائِدِهِ، وَ لَآخُذَنَّ بِيَدِهِ يَوْمَ نَوَائِبِهِ.
فَإِذَا قَالَ: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ــ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ــ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: هَذَا لِعَبْدِي، وَ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي وَ أَعْطَيْتُهُ مَا أَمَّلَ، وَ آمَنْتُهُ مِمَّا مِنْهُ وَجِلَ" 12.
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : " أَيُّمَا مُسْلِمٍ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ وَ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ هَذَا الْخَبَرُ بِعَيْنِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ.وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِعَدَدِ كُلِّ آيَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَيُجْرِي [فَيَجْزِي] بِهَا ثَوَابَهَا" 7 .
وَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَالَ صلى الله عليه و آله : " وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ لَا فِي الزَّبُورِ وَ لَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا ، وَ هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ، وَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَ هِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ بَيْنَ عَبْدِهِ وَ لِعَبْدِهِ مَا سَأَلَ" 8 .
المصادر
1. أنظر : التمهيد في علوم القرآن : 1 / 159 ، للعلامة الفقيد الشيخ محمد هادي معرفة .
2. تنقسم سور القرآن الكريم باعتبار مكان نزولها إلى مكيَّة و مَدَنيَّة ، فتُسمَّى السور التي نزلت على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله في مكة المكرمة بالسور المكيَّة ، كما تُسمَّى السور التي نزلت بعد الهجرة و في المدينة المنورة بالسور المَدَنيَّة .
3. المفسر الكبير الشيخ فضل بن الحسن الطبرسي رحمه الله مؤلف التفسير المعروف ( مجمع البيان ) و المتوفي سنة : 548 هجرية .
4. مجمع البيان : 1 / 47 .
5. لما روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال : " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ " ، و أيضاً قوله : " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " ، أنظر : عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية : 1 / 196 .
6. تفسير سورة الحمد : 134 ، للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم أعلى الله مقامه .
7. a. b. جامع الأخبار : 43 ، لمحمد بن محمد الشعيري من علماء القرن السادس الهجري ، طبعة المطبعة الحيدرية النجف الأشرف / العراق .
8. a. b. c. جامع الاخبار : 43 .
9. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 6 / 232 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.
10. ثواب الأعمال و عقاب الأعمال : 104 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة دار شريف الرضي للنشر ، الطبعة الثانية ، سنة : 1406 هجرية ، قم / إيران .
11. مناقب آل أبي طالب ( عليهم السلام ) : 4 / 66 ، للعلامة المُحدِّث رشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني ، المولود سنة : 489 هجرية بمازندران / إيران ، و المتوفى سنة : 588 هجرية بحلب / سوريا ، طبعة مؤسسة العلامة للنشر ، قم / إيران ، سنة : 1379 هجرية .
12. الأمالي: 174، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، الطبعة السادسة، سنة : 1418 هجرية ، طهران / إيران .
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سورة الفاتحة ( الحمد ) هي السورة الأولى من سور القرآن الكريم حسب ترتيب المصحف الشريف ، و هي أيضاً أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه و آله بصورة كاملة 1.
و سورة الفاتحة هي سورة عظيمة المنزلة و كثيرة الآثار و الفوائد و الثواب نذكرها في ما يلي ، أما عدد آياتها فهي سبعة .
متى نزلت سورة الفاتحة ؟
الأرجح أن سورة الفاتحة نزلت في مكه فهي سورة مكية 2 ، لكنه وقع الخلاف بين المفسرين في أن سورة الفاتحة مكية أم مدنية ، قال الشيخ الطبرسي 3 رحمه الله : سورة الفاتحة مكية و آياتها سبع ، مكية عن ابن عباس و قتادة، و مدنية عن مجاهد. و قيل: أنزلت مرتين مرة بمكة، و مرة بالمدينة 4 .
قال آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره : وأما من الناحية الواقعية فإننا لو قلنا بأن الفاتحة التي هي جزء من الصلاة تم فرضها فيها منذ بداية تشريعها 5، فمعنى ذلك أن الفاتحة مكية حيث تم تشريع الصلاة في أوائل البعثة النبوية، و لم يطرأ عليها تغيير إلا في عدد الركعات.
على أن هذا الاستنتاج لا يشكل مانعا من افتراض نزولها مرة أخرى بعد الهجرة بناء على المذهب المعروف و الصحيح من امكان تعدد نزول الآية أو السورة بسبب تعدد الأسباب و الظروف التي قد تؤدي إلى نزول الآية لمعالجة السبب أو الظرف، و بهذا اللحاظ أيضا يمكن الجمع بين الروايات التي تحدثت عن نزولها قبل و بعد الهجرة 6 .
هل لسورة الفاتحة أسماء أخرى ؟
لسورة الفاتحة عدَّة أسماء أشهرها هي :
الفاتحة ، أو فاتحة الكتاب : سُمِّيَتْ بذلك لإفتتاح المصاحف بكتابتها ، و لوجوب قراءتها في الصلاة ، فهي فاتحة لما تتلوها من سور القرآن في الكتاب لدى التلاوة ، و في الصلاة لدى القراءة .
الحمد ، أو الحمد لله : سُمِّيَتْ بذلك لأن " الحمد لله " مذكور فيها .
أمُّ الكتاب : سُمِّيَتْ بذلك لأنها متقدمة على سائر السور ، و قيل أنها سُمِّيَتْ بذلك لأنها أصل القرآن و خلاصته ، و إنما صارت أصل القرآن لأن الله تعالى أودعها مجموع ما في السور ، لأن فيها إثبات الربوبية و العبودية و هذا هو المقصود بالقرآن .
وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ، سُمِّيَتْ بذلك لأنها أصل القرآن ، فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَالَ صلى الله عليه و آله : " وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ لَا فِي الزَّبُورِ وَ لَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا ، وَ هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ... " 7 .
السَّبْعُ المَثَاني : أما السَبْع فلكون عدد آياتها سبع ، و أما المثاني فلأنها تُقرأ في كل صلاة مرتين ، أو لأنها أُنزلت على النبي محمد صلى الله عليه و آله مرتين ، مرة بمكة المكرمة و أخرى بالمدينة المنورة .
فضل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة هي أفضل سورة في القرآن الكريم ،فقد رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ فَأَوْرَدَ الِامْتِنَانَ عَلَيَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ جَعَلَهَا نَظِيرَ الْقُرْآنِ لِأَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَشْرَفُ مَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَصَّ مُحَمَّداً وَ شَرَّفَهُ بِهَا وَ لَمْ يُشْرِكْ فِيهَا أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِهِ مَا خَلَا سُلَيْمَانَ فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَ لَا تَرَاهُ يَحْكِي عَنْ بِلْقِيسَ حِينَ قَالَتْ- إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَا فَمَنْ قَرَأَهَا مُتَعَمِّداً لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله مُنْقَاداً لِأَمْرِهَا مُؤْمِناً بِظَاهِرِهَا وَ بَاطِنِهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا حَسَنَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ أَمْوَالِهَا وَ خَيْرَاتِهَا وَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى قَارِئٍ يَقْرَؤُهَا كَانَ لَهُ قَدْرُ ثُلُثِ مَا لِلْقَارِئِ فَلْيَسْتَكْثِرْ أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعْرِضِ لَهُ فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ وَ لَا يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ فَتَبْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْحَسْرَةُ " 8 .
و رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قَالَ لِجَابِرٍ : " أَ لَا أُعَلِّمُكَ أَفْضَلَ سُورَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ " ؟
قَالَ : بَلَى عَلِّمْنِيهَا .
فَعَلَّمَهُ الْحَمْدَ أُمَّ الْكِتَابِ .
ثُمَّ قَالَ : " هِيَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ " ، وَ السَّامُ الْمَوْت 9 .
وَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ: مَنْ لَمْ يُبْرِئْهُ الْحَمْدُ لَمْ يُبْرِئْهُ شَيْءٌ " 8 .
و رُويَ عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال : " اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ مُقَطَّعٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ " 10 .
وَ قِيلَ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَ عَلَّمَ وَلَدَ الْحُسَيْنِ الْحَمْدُ فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَى أَبِيهِ أَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ حَشَا فَاهُ دُرّاً فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ قَالَ وَ أَيْنَ يَقَعُ هَذَا مِنْ عَطَائِهِ يَعْنِي تَعْلِيمِهِ وَ أَنْشَدَ الْحُسَيْنِ عليه السلام :
إِذَا جادت الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجِدَّ بِهَا عَلَى النَّاسِ طُرّاً قَبْلَ أَنْ تتفلت
فَلَا الْجُودِ يفنيها إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ وَ لَا الْبُخْلِ يُبْقِيهَا إِذَا مَا تَوَلَّت 11
ما هو ثواب قراءة سورة الفاتحة ؟
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب عليه السلام أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: قَسَمْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَبْدِي، فَنِصْفُهَا لِي وَ نِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: بَدَأَ عَبْدِي بِاسْمِي، وَ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُتَمِّمَ لَهُ أُمُورَهُ وَ أُبَارِكَ لَهُ فِي أَحْوَالِهِ.
فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَ عَلِمَ أَنَّ النِّعَمَ الَّتِي لَهُ مِنْ عِنْدِي، وَ أَنَّ الْبَلَايَا الَّتِي إِنْ دُفِعَتْ عَنْهُ فَبِتَطَوُّلِي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أُضِيفُ لَهُ إِلَى نِعَمِ الدُّنْيَا نِعَمَ الْآخِرَةِ، وَ أَرْفَعُ عَنْهُ بَلَايَا الْآخِرَةِ كَمَا دَفَعْتُ عَنْهُ بَلَايَا الدُّنْيَا.
فَإِذَا قَالَ: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: شَهِدَ لِي بِأَنِّي الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُوَفِّرَنَّ مِنْ رَحْمَتِي حَظَّهُ، وَ لَأُجْزِلَنَّ مِنْ عَطَائِي نَصِيبَهُ.
فَإِذَا قَالَ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أُشْهِدُكُمْ كَمَا اعْتَرَفَ أَنِّي أَنَا مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، لَأُسَهِّلَنَّ يَوْمَ الْحِسَابِ حِسَابَهُ، وَ لَأَتَقَبَّلَنَّ حَسَنَاتِهِ، وَ لَأَتَجَاوَزَنَّ عَنْ سَيِّئَاتِهِ.
فَإِذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: صَدَقَ عَبْدِي إِيَّايَ يَعْبُدُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُثِيبَنَّهُ عَلَى عِبَادَتِهِ ثَوَاباً يَغْبِطُهُ كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ فِي عِبَادَتِهِ لِي.
فَإِذَا قَالَ: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بِيَ اسْتَعَانَ وَ الْتَجَأَ، أُشْهِدُكُمْ لَأُعِينَنَّهُ عَلَى أَمْرِهِ، وَ لَأُغِيثَنَّهُ فِي شَدَائِدِهِ، وَ لَآخُذَنَّ بِيَدِهِ يَوْمَ نَوَائِبِهِ.
فَإِذَا قَالَ: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ــ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ــ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: هَذَا لِعَبْدِي، وَ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي وَ أَعْطَيْتُهُ مَا أَمَّلَ، وَ آمَنْتُهُ مِمَّا مِنْهُ وَجِلَ" 12.
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : " أَيُّمَا مُسْلِمٍ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ وَ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا تَصَدَّقَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ رُوِيَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ هَذَا الْخَبَرُ بِعَيْنِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ.وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله : "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِعَدَدِ كُلِّ آيَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَيُجْرِي [فَيَجْزِي] بِهَا ثَوَابَهَا" 7 .
وَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَقَالَ صلى الله عليه و آله : " وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ لَا فِي الزَّبُورِ وَ لَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا ، وَ هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ أُمُّ الْقُرْآنِ ، وَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَ هِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ بَيْنَ عَبْدِهِ وَ لِعَبْدِهِ مَا سَأَلَ" 8 .
المصادر
1. أنظر : التمهيد في علوم القرآن : 1 / 159 ، للعلامة الفقيد الشيخ محمد هادي معرفة .
2. تنقسم سور القرآن الكريم باعتبار مكان نزولها إلى مكيَّة و مَدَنيَّة ، فتُسمَّى السور التي نزلت على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله في مكة المكرمة بالسور المكيَّة ، كما تُسمَّى السور التي نزلت بعد الهجرة و في المدينة المنورة بالسور المَدَنيَّة .
3. المفسر الكبير الشيخ فضل بن الحسن الطبرسي رحمه الله مؤلف التفسير المعروف ( مجمع البيان ) و المتوفي سنة : 548 هجرية .
4. مجمع البيان : 1 / 47 .
5. لما روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال : " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ " ، و أيضاً قوله : " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " ، أنظر : عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية : 1 / 196 .
6. تفسير سورة الحمد : 134 ، للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم أعلى الله مقامه .
7. a. b. جامع الأخبار : 43 ، لمحمد بن محمد الشعيري من علماء القرن السادس الهجري ، طبعة المطبعة الحيدرية النجف الأشرف / العراق .
8. a. b. c. جامع الاخبار : 43 .
9. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 6 / 232 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.
10. ثواب الأعمال و عقاب الأعمال : 104 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة دار شريف الرضي للنشر ، الطبعة الثانية ، سنة : 1406 هجرية ، قم / إيران .
11. مناقب آل أبي طالب ( عليهم السلام ) : 4 / 66 ، للعلامة المُحدِّث رشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني ، المولود سنة : 489 هجرية بمازندران / إيران ، و المتوفى سنة : 588 هجرية بحلب / سوريا ، طبعة مؤسسة العلامة للنشر ، قم / إيران ، سنة : 1379 هجرية .
12. الأمالي: 174، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، الطبعة السادسة، سنة : 1418 هجرية ، طهران / إيران .