إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعدد الزوجات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعدد الزوجات


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    قد جعل الإسلام للرجل جواز تعدد زوجاته دون المرأة،
    وقد يعبّر البعض بأنّ الإسلام قد حدّد تعدّد الزوجات الذي كان سابقاً بدون حدّ، فهل هذا الحكم ـ سواء كان تجويزاً لتعدّد الزوجات أو تحديداً لتعدّد الزوجات الذي كان موجوداً; لأنّه لا فرق بين تشريع شيء جديد أو تحديد لما كان جائزاً ـ يخالف الوجدان ويكون ظلماً للمرأة؟ أي هل يحكم العقل العملي بقبح صدور هذا العمل من قبل الزوج؟

    طبعا الإسلام لم ير أيّ ظلم في مسألة تعدّد الزوجات، والسرّ في ذلك: هو أنّ ما يمكن أن يفترض أن يكون تعدّد الزوجات ظلماً هو أحد أُمور ثلاثة:

    الأمر الأول: حالة الغيرة (غيرة الرجال على النساء والعرض والناموس)

    فكما أنّ الرجل يغار على امرأته حينما يُنظر اليها وتُلاعَب من قبل غيره، فكذا هذه الغيرة موجودة في المرأة، فإنّها تغار حينما تجد امرأة اُخرى تتعامل مع زوجها بالملاطفة والملاعبة.

    ولكن يمكن القول بأنّ عامل الغيرة ليس عاملاً أصيلاً وتكوينياً في البشر، وإنّما هو عامل تربوي، فحينما يتربّى الرجل في مجتمع على خلاف الغيرة فهو لا يغار.
    والإسلام له تربيته الخاصّة، وقد رأى أن يربي الرجال على الغيرة دون النساء.

    وقد رأينا أنّ السيدة خديجة سلام الله عليها عندما طلب منها رسول الله (صلى الله عليه وآله)بأنّها إذا دخلت الجنة فلتقرأ السلام على ضرائرها (زوجات رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الجنة) وهنّ: مريم بنت عمران، وكلثم اُخت موسى، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون)، فأجابت النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: بالرفاء يا رسول الله.

    وقد وردت روايات كثيرة تدلّ على أنّ النساء ليس من حقهنّ الغيرة، منها صحيحة جميل بن دراج عن الإمام الصادق
    (عليه السلام) أنّه قال:
    "لا غيرة في الحلال
    " بعد قول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    "لا تحدثا شيئاً حتى أرجع اليكما"
    (خطاب إلى زوجاته) فلمّا أتاهما أدخل رجليه بينهما في الفراش.

    الثاني: حالة الحسد، فإنّ هذه الحالة أصيلة في طبيعة الإنسان، والزوجة تحسد الزوجة الاُخرى وتتوهم أنّها تزاحمها ويجب أن تحصر زوجها في نفسها.

    ولكن الحسد وإن كان أمراً أصيلاً في طبيعة الإنسان، إلاّ أنّ هناك شيئاً آخر أيضاً هو أصيل في الإنسان، وهو العقل والوجدان الذي يحكم بأنّ الحسد قبيح.

    والإسلام أخذ بجانب العقل العملي وحارب هذه الحالة الموجودة في الإنسان وربّاه ضدّ الحسد،

    وأكدّ على عدم تطبيق الحسد والجري العملي عليه وترتيب أثره على الأقل إن لم يتمكّن من القضاء عليه في قرارة نفسه.

    اذن لا يكون الزواج الثاني قبيحاً من هذه الناحية، بل الحسد هو القبيح بعد حصول التعدّد.

    الثالث: إنّ الحبّ والود والوئام المنشود من الزواج، قد لاحظه الإسلام وشرّع الحياة الزوجية لملاكات،

    من أهمها إشباع الجانب الروحي المتعطش إلى المودة، وتعدّد الزوجات ينافي ذلك; لأنّ القلب لا يتقسم، والعواطف بين الزوجين لا يمكن تقسيمها على زوجات متعدّدة.

    تعدّد الزوجات منافياً للوّد والحبّ المنشود من الزواج، فيكون تشريعه مخالفاً لهذا الملاك المهم من تشريع الزواج، فيكون مخالفاً للوجدان وقبيحاً.

    والجواب: إنّنا لانعترف بأنّ الحبّ والود والعواطف القلبية وما إليها تتنافى مع تعدّد الزوجات،

    فإنّ الروح الإنسانية تتسع لحب أكثر من زوجة، وذلك لمشاهدتنا بكلّ وضوح أنّ الأب قد يكون له عشرة أولاد أو أكثر، ومع ذلك فهو يحبّ كلّ واحد منهم حباً مفرطاً إلى درجة التفاني، فليكن الأمر كذلك بالنسبة للزوج مع زوجاته.

    نعم، إنّنا نرى أحياناً أنّ تعدّد الزوجات يولّد نقصاً في الحبّ المتبادل بين الزوجين، ولكنّ هذا إنّما يحصل لأجل عوامل اُخرى كعامل الغيرة والحسد أو عدم تحقيق العدالة وما شابهها ممّا حاربه الإسلام ونهى عنه.

    إذن، بعد ردّ كلّ ما يمكن أن يجعل تعدّد الزوجات مخالفاً للوجدان، لم نجد أيّ مشكلة في تعدّد الزوجات.
    نعم، الشيء الوحيد الذي قد ينتج من تعدّد الزوجات عبارة عن عدم تحقّق العدالة والمساواة العملية بين الزوجات،
    وقد حسب الإسلام لهذه المشكلة حساباً، فأمر أمراً إلزامياً بدرجة من العدالة، وهي التي قد نهى عن تركها وقال: ﴿ ... فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ... ﴾

    وأمّا سائر الدرجات من العدالة فقد جعلها مستحبة بعد إعطاء كلّ زوجة حقّها.
    وعلى هذا فسيكون الزواج الثاني مكروهاً عند الخوف من عدم العدالة بدرجة ملحوظة عند العرف، وتوضيح ذلك: قال الله تعالى في كتابه الكريم:﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ... ﴾ .

    وقال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ... ﴾ .
    ---------------------
    منقول



    أين استقرت بك النوى
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X