ليلة القدر المباركة هي عيد النزول ( اي نزول القرآن الكريم ) في قبال يوم المبعث الشريف الذي يعتبر عيد التنزيل ، قال تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، ففيها نزل القرآن جملة واحدة الى سماء الدنيا وتحديداً على قلب الرسول الخاتم صلوات الله عليه .. أما التنزيل فاستمر على شكل آيات أو سور متفرقة وعلى طول مدة ثلاث وعشرين سنة وهي مدة البعثة الشريفة ، قال تعالى ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ) ..
وعند استقراء بعض فضائل ليلة القدر ومقاربتها ومقارنتها مع بعض فضائل القرآن المهمّة نجد أن ليلة القدر هي نسخة زمانية للقرآن الكريم من جهة تلك الفضائل والصفات ، ولا نستبعد هذا بعد أن نعرف أن الله تعالى اختار هذا الزمان تحديداً لنزول القرآن الكريم الى سماء الدنيا .. ومن تلك الفضائل المشتركة المهمّة :
◀ البركة 🌾 ، فالقرآن الكريم كتاب مبارك ، وقد صرّح بذلك عن نفسه حيث قال تعالى ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) وتكررت هذه الصفة في آياتٍ اخرى ، وكذلك ليلة القدر لها صفة البركة ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) ..
◀ الفرقان 🔬 ، وهي صفة التبيين والتفصيل ، تفريق بعد إحكام وإجمال ، وهذه الصفة مشتركة بينهما ايضاً ، قال تعالى في ليلة القدر (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) ، وفي شهر رمضان ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ ) ..
◀ كلاهما سجلّان 📕 جامعان ومُحصيان لكل شيء ، أما القرآن الكريم ، ففي الكافي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : ... وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ، وقال عز وجل : ما فرطنا في الكتاب من شيء ..
وأمّا ليلة القدر ، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر ..؟ فقلت : لا يا رسول الله فقال (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله تبارك وتعالى قدّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة .. الخبر
◀ صفة التنزيل ⏬ ، فكل من القرآن الكريم وليلة القدر ظرفان لنزولات مباركة من السماء ، فالقرآن ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ للمؤمنين ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) .. وأما ليلة القدر ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) وتوجد آية حول نزول الملائكة ( مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُّنظَرِينَ ) ..
◀ كل منهما الأفضل في جنسه ونوعه 👑 ، فليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ، فهي خير الزمان ، والقرآن الكريم هو أفضل الكتب والصحف السماوية على الإطلاق ، فهو خير الكتب ، قال تعالى ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ ) ..
تقبل الله طاعاتكم ووفقنا وإياكم لما فيه كل خير وصلاح