بسم الله الرحمن الرحيم
.. يروى ان كان في النجف الأشرف شاب يدعى قاسم وكان هذا الشاب كثير اللهو وغير ملتزم بأي واجب من الواجبات الدينية فلا يصلي ولايصوم وكان شجاع لايهاب أحد ..
في يوم من الأيام التقى بالسيد علي القاضي فمن النظرة الأولى وقع الشاب قاسم في حب السيد فكان اذا راه مقبلا يهرول اليه يحمل عنه حاجاته ويوصلها الى دار السيد,
وكان السيد القاضي يقول له انا أولى بحمل حاجاتي لكنه يصر على السيد كثيراً ..
لقد كان السيد وبنظرة ملكوتية يطلع على قلب وروح ذلك الشاب ويرى بنور عينه الباطنية تلك الجذوة في قلبه التي اخمدتها فورة الشباب والإبتعاد عن الله تعالى, وفي يوم من الأيام وفي ازقة النجف الضيقة رأى قاسم السيد القاضي وهو يحمل قوت عياله وقد أخذ منه التعب مأخذا فأسرع اليه وحمل منه امتعته
- وحين وصلوا الى دار السيد التفت اليه وقال له : بني الست انت فتوة وشجاع
- قال : بلى.
قال اريد منك هذه الليلة أن تصلي صلاة الليل,
فقال قاسم : سيدنا انا لا أستطيع ان اصلي صلاة الليل لأني أسهر مع أصدقائي الى وقت متأخر فلا أستيقظ لها أبدا,
قال له السيد: اذا جاﺀ وقت صلاة الليل انا سوف أوقظك من بعيد.
.. يقول قاسم كنت نائما واذا بأحد يقول لي قم يا قاسم يقول فهرعت من فراشي وتوجهت الى الماﺀ كي اتوضئ يقول ما ان وقعت عيني على الماﺀ حتى تغيرت حالي وانقلب كياني ورجفت اوصالي وقلت :
(إلهي لقد تأخرت في المجيء ولكني أريد البقاء فشدني إليك) ..