من هم اولو الأمر في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر منكم ؟ هل هم الحكّام أم الأئمّة الاثنا عشر ؟ أم مَن ؟ وإذا كان المراد الأئمّة فلماذا لم يُذكروا في قوله تعالى: « فإنْ تنازعتم في شيء فرُدّوه إلى الله والرسول » ؟
السؤال : من هم اولو الأمر في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر منكم ؟ هل هم الحكّام أم الأئمّة الاثنا عشر ؟ أم مَن ؟ وإذا كان المراد الأئمّة فلماذا لم يُذكروا في قوله تعالى: « فإنْ تنازعتم في شيء فرُدّوه إلى الله والرسول » ؟ وهل يُفهم من عدم ذكر أولي الأمر في الآية الثانية أنّهم غير معصومين ؟
الجواب :قال الله تعالى في سورة النساء ( الآية 59 ): يا أيّها الذينَ آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكم، فإنْ تَنازعتُم في شيءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله والرسولِ إن كنتم تؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخِر، ذلك خيرٌ وأحسَنُ تأويلاً .
في الآية الكريمة أمرَ الله سبحانه المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، ومعنى هذا أنّ طاعة الرسول وأولي الأمر هي كطاعة الله.. ومَن يُطِعِ الرسولَ فقد أطاعَ الله . وطاعة الله هي الأصل وطاعة الرسول واولي الأمر إنما هي تَبَع لطاعة الله. ومِن البيّن أن مَن يأمر اللهُ تعالى بطاعته ويجعل هذه الطاعة له كطاعة الله نفسه لابدّ أن يكون ما يأمر به كأمر الله، ولابدّ أن يكون متصفاً بصفات خاصة، منها العصمة ومنها العلم اليقيني.. وإلاّ فإنّه سبحانه لا يأمر بطاعة من يجوز أن تصدر منه معصية أو نسيان أو جهل. وهذه الصفات الخاصة لأولي الأمر لا تنطبق إلاّ على الائمّة من أهل البيت عليهم السّلام الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً مطلقاً.
والآية الكريمة هي لكل الأزمنة وليست خاصة بالذين آمنوا في عصر النبيّ صلّى الله عليه وآله، فاذا اختلف المؤمنون بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله وتنازعوا في شيء فالى مَن يرجعون ؟ وإلى مَن يردّون هذا الشيء المتنازَع عليه ؟ أيردّونه إلى الله ؟ كيف ؟ أيرّدونه إلى الرسول وقد رحل إلى الرفيق الأعلى ولم يَعُد بينهم ؟ إنهم ينبغي أن يردّوه إلى الله والرسول، لكن عن طريق الإمام المعصوم، فإنّ حكمه فيه هو حكم الله ورسوله، كما كانت طاعته طاعة الله ورسوله. وإنّما لم يُذكر تعبير « أولي الأمر » في ردّ التنازع لأنه فُهم من صدر الآية التي عيّنت أولي الأمر وأوجبت طاعتهم. أي أن معرفة حكم الله في الواقعة الجديدة يكون بمعرفة ما يحكم به الإمام عليه السّلام. وفّقك الله لطاعة أوليائه وجعلك وإيّانا من العارفين بحقّهم، ودمت بخير.
دار السيدة رقية للقران الكريم