بسم الله الرحمن الرحيم
يقول احد الصالحين وفقت قبل ثلاث أيام في مدينة قم المقدسة ، بزيارة سماحة السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) ، و كان ضمن أحاديثه ، ان بادرني يقصُ قائلا :
في سفرتي الاخيرة لمشهد زارني أحد الاصدقآء المؤمنين في المكتب فقال لي : ياسيدنا قبل مدة شهد حرم الامام الرضا عليه السلام حادثة عجيبة..!
اذ ينقل لي أحد اصدقآئي ممن شهد الامر بنفسه بينما كان مارا في أحد رواقات الحرم المطهر ، يقول رأيت إثنان من الرجال يتلاحيان و يتجادلان بشدة ، و قد كانت امامهما جنازة مسجاة ، أحدهما كان فلاحا فقيرا ، و الاخر كان تاجرا عليه آثار العز و الغنى ،
الاول يقول هذه امي و الثاني يقول بل هي أمي
القروي يقول : و الله ياناس هذه الميتة امي ، و الدليل ان لباسها الذي كانت تلبسه حجابها و ثيابها أنا بنفسي قد اشتريته لها ، وقد جئنا فقط قبل أيام من قريتنا .
فرد التاجر : بل هي أمي ، و قولك عن حجابها و لباسها ليس بحجة ، فهذا اللباس كل احد يستطيع شرآئه من السوق ، ثم الدليل على أنها أمي ، أنها بفخذها شامة و علامة مميزة
كانت هذه المرأة الطاعنة في السن والمتقدمة في العمر أصيبت بحادث سيارة ، و وقعت على وجهها مما طمس معالم و جهها
..و فعلا سُترت الجنازة بين الحريم فقامت إحدى النسآء و كشفت عن فخد العجوز فكان كما قال التاجر، فغلب على الجنازة و أخذها
..ثم ان الرجل صاحب الجنازة دفع ثلاثين مليون تومان - قرابة 10 الاف دولار- اذ قرر دفن امه في داخل احد صحون الامام الرضا عليه السلام ، فاشترى لها بذاك المبلغ قبرا من تلك القبور
بعد يوم من الدفن ، و بينما كان التاجر في سكنه ، يُطرَقُ بابُه ، فيقوم لفتحه ، و إذا المفاجأة .. أمُه العجوز أمامه
ذُهِلَ الرجل ، و علم أنه قد أسقط في يده ، فسألها : أين كنتِ يا أماه طيلة هذين اليومين ، فلقد دفنت مكانك امرأة أخرى باعتقاد أنك هي .
قد كانت امه ذهبت مع أحد حملات الزوار لزيارة بعض الاماكن المقدسة خارج مدينة مشهد ، و قالت لبعضهم اخبروا ولدي ، انني التحقت بهذه الحملة للزيارة و راجعة بعد يومين ، لكن يبدو من اطمئنت لإيصاله الخبر نسي ولم يفعل .
فأخذ التاجر يسأل عن مكان ذاك الرجل القروي ، فدلوه على احد الابنية السكنية المتواضعة حيث استأجر فيه غرفة لحين انقضآء زيارته ، فقام يعتذر خجلا من الرجل و يطلب منه المسامحة و الغفران جرآء الخطأ الفادح
ثم أخذه بيده الى الصحن الشريف و نزل معه في أحد تلك السراديب التي يدفن فيها الموتى كي يدليه على قبر والدته
لما وصلا الى القبر ، جلس التاجر عند حافته يقرأ الفاتحة ، و القروي واقف و مدهوش مذهول الذهن و عيناه تغرورقان بالدموع فقال للتاجر :
عندما كنت بالقرية كانت أمي
تكرر و تلح عليّ مرارا : أريدك ان تدفنني بجوار الامام الرضا عليه السلام ، فكنت أقول لها : يا أماه من أين لي المال ، و أنا لا أملك شيئا .
هكذا حتى يئست من تنفيذي لرغبتها و وصيتها ..
فقالت لي قبل أيام : إذا دبر مبلغا من المال نزور به الامام عليه السلام .
و فعلا جمعت مبلغا يسيرا جدا يكفينا لزيارة مشهد المقدسة
و في احد زياراتي مع أمي للحرم المطهر ، ساقتني الاقدار أن أنزل معها الى هذا السرداب حيث القبور ، نزلت معها الى هذا المكان ، و اخذت تبكي بكل حرقة و هي تتوجه الى الامام الرؤوف عليه السلام و تتكلم معه بلغة العجائز و تتوسل به-فيبدو أنها تذكرت أمنيتها التي كنت عاجز عن تحقيقها لها- و تقول : سيدي و مولاي لا أريد أن أرجع الى بيتي و قريتي ، اريد بيتي ان يكون هنا ، اريد أن أموت بجوارك ، و أن أدفن ههنا قريبة منك ، وكنت اخاطب نفسي حينها ، ومن أين لي المال يا أماه كي أدفنك في هذا المكان
ثم خاطب القروي التاجرَ : يا فلان إعلم قد كانت أمي جالسة تتوسل و تبكي بالضبط في نفس البقعة التي اصبحت مكان قبرها .
فبكى التاجر و انتحب و علم ان كل الذي حدث و جرى انما كان بتدبيرات الامام الرؤوف عليه السلام ، و أنه اختاره ليكون وسيطا لاستجابة دعآء هذه المرأة المؤمنة ، رحمة الله عليها
يقول احد الصالحين وفقت قبل ثلاث أيام في مدينة قم المقدسة ، بزيارة سماحة السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) ، و كان ضمن أحاديثه ، ان بادرني يقصُ قائلا :
في سفرتي الاخيرة لمشهد زارني أحد الاصدقآء المؤمنين في المكتب فقال لي : ياسيدنا قبل مدة شهد حرم الامام الرضا عليه السلام حادثة عجيبة..!
اذ ينقل لي أحد اصدقآئي ممن شهد الامر بنفسه بينما كان مارا في أحد رواقات الحرم المطهر ، يقول رأيت إثنان من الرجال يتلاحيان و يتجادلان بشدة ، و قد كانت امامهما جنازة مسجاة ، أحدهما كان فلاحا فقيرا ، و الاخر كان تاجرا عليه آثار العز و الغنى ،
الاول يقول هذه امي و الثاني يقول بل هي أمي
القروي يقول : و الله ياناس هذه الميتة امي ، و الدليل ان لباسها الذي كانت تلبسه حجابها و ثيابها أنا بنفسي قد اشتريته لها ، وقد جئنا فقط قبل أيام من قريتنا .
فرد التاجر : بل هي أمي ، و قولك عن حجابها و لباسها ليس بحجة ، فهذا اللباس كل احد يستطيع شرآئه من السوق ، ثم الدليل على أنها أمي ، أنها بفخذها شامة و علامة مميزة
كانت هذه المرأة الطاعنة في السن والمتقدمة في العمر أصيبت بحادث سيارة ، و وقعت على وجهها مما طمس معالم و جهها
..و فعلا سُترت الجنازة بين الحريم فقامت إحدى النسآء و كشفت عن فخد العجوز فكان كما قال التاجر، فغلب على الجنازة و أخذها
..ثم ان الرجل صاحب الجنازة دفع ثلاثين مليون تومان - قرابة 10 الاف دولار- اذ قرر دفن امه في داخل احد صحون الامام الرضا عليه السلام ، فاشترى لها بذاك المبلغ قبرا من تلك القبور
بعد يوم من الدفن ، و بينما كان التاجر في سكنه ، يُطرَقُ بابُه ، فيقوم لفتحه ، و إذا المفاجأة .. أمُه العجوز أمامه
ذُهِلَ الرجل ، و علم أنه قد أسقط في يده ، فسألها : أين كنتِ يا أماه طيلة هذين اليومين ، فلقد دفنت مكانك امرأة أخرى باعتقاد أنك هي .
قد كانت امه ذهبت مع أحد حملات الزوار لزيارة بعض الاماكن المقدسة خارج مدينة مشهد ، و قالت لبعضهم اخبروا ولدي ، انني التحقت بهذه الحملة للزيارة و راجعة بعد يومين ، لكن يبدو من اطمئنت لإيصاله الخبر نسي ولم يفعل .
فأخذ التاجر يسأل عن مكان ذاك الرجل القروي ، فدلوه على احد الابنية السكنية المتواضعة حيث استأجر فيه غرفة لحين انقضآء زيارته ، فقام يعتذر خجلا من الرجل و يطلب منه المسامحة و الغفران جرآء الخطأ الفادح
ثم أخذه بيده الى الصحن الشريف و نزل معه في أحد تلك السراديب التي يدفن فيها الموتى كي يدليه على قبر والدته
لما وصلا الى القبر ، جلس التاجر عند حافته يقرأ الفاتحة ، و القروي واقف و مدهوش مذهول الذهن و عيناه تغرورقان بالدموع فقال للتاجر :
عندما كنت بالقرية كانت أمي
تكرر و تلح عليّ مرارا : أريدك ان تدفنني بجوار الامام الرضا عليه السلام ، فكنت أقول لها : يا أماه من أين لي المال ، و أنا لا أملك شيئا .
هكذا حتى يئست من تنفيذي لرغبتها و وصيتها ..
فقالت لي قبل أيام : إذا دبر مبلغا من المال نزور به الامام عليه السلام .
و فعلا جمعت مبلغا يسيرا جدا يكفينا لزيارة مشهد المقدسة
و في احد زياراتي مع أمي للحرم المطهر ، ساقتني الاقدار أن أنزل معها الى هذا السرداب حيث القبور ، نزلت معها الى هذا المكان ، و اخذت تبكي بكل حرقة و هي تتوجه الى الامام الرؤوف عليه السلام و تتكلم معه بلغة العجائز و تتوسل به-فيبدو أنها تذكرت أمنيتها التي كنت عاجز عن تحقيقها لها- و تقول : سيدي و مولاي لا أريد أن أرجع الى بيتي و قريتي ، اريد بيتي ان يكون هنا ، اريد أن أموت بجوارك ، و أن أدفن ههنا قريبة منك ، وكنت اخاطب نفسي حينها ، ومن أين لي المال يا أماه كي أدفنك في هذا المكان
ثم خاطب القروي التاجرَ : يا فلان إعلم قد كانت أمي جالسة تتوسل و تبكي بالضبط في نفس البقعة التي اصبحت مكان قبرها .
فبكى التاجر و انتحب و علم ان كل الذي حدث و جرى انما كان بتدبيرات الامام الرؤوف عليه السلام ، و أنه اختاره ليكون وسيطا لاستجابة دعآء هذه المرأة المؤمنة ، رحمة الله عليها