اللهم صل على محمد وآل محمد
يلجأ غالبية الأهل إلى التعامل مع المراهق بطرق تؤثر عليه سلبا ، من الناحية الاجتماعية والنفسية والاكاديمية ، حيث يفرضون الحماية الزائدة على الأبناء ، وبعضهم يشدد ويضيق عليهم او يمنحهم الحرية غير الموجهة ، فضلا عن غياب الحوار ما يزيد من الهوة بن الأهل والابناء.
وينسى الوالدان أن أهم وأسلم طريق للمحافظة على الأبناء مصادقتهم ، وحتى يصادق الأبوان ابنهم عليهم باتباع الاستراتيجيات التالية :
1- توقف فوراً عن محاولة السيطرة على حياة ابنك المراهق حتى لو أنك لا تراه رجلاً بعد ، وترى أنه بحاجة إلى الكثير من الرعاية.
توقف عن التحكم بحياة المراهق وفرض أسلوب الحياة الذي يتناسب معك أنت، واستبدل ذلك بالحوار والصبر واحترام استقلالية المراهق وطريقة تفكيره ، فهو يعي أنه يعيش في زمن يختلف في تفاصيله ومتطلباته عن الزمن الذي عشته أنت أيها الأب.
لذا أطلق العنان له ليُحدد مواصفات هذه المرحلة العمرية التي يعيشها واجعل ذلك تحت إشرافك طبعاً.
  • 2 ولا تنس أن تعطيه من وقتك حتى لو كنت مشغولاً في أعمالك ، واقترب منه وأشركه في القرارات المنزلية ، وتأكد أن هذا لن يأخذ من منزلة الوالد شيئاً ، بل سيعطي نفحة من التوازن ما بين القوة والسيطرة ، فأنت بذلك ستعطيه الحق في السيطرة البسيطة والمطلوبة التي ستعلمه كيفية اتخاذ القرارات التي ستسهم في بناء شخصيته مستقبلاً.
3 - المراهقة هي سن النضوج الجسدي والعقلي على حد سواء لكن لا يعني هذا أن ترفع يديك عن الاعتناء به وتدليله والتحبب إليه من وقت إلى آخر.
إن للمراهق احتياجات تماماً كما للطفل ، فكلاهما يحتاج إلى الرعاية لكن بطريقة مختلفة ، فالمراهق ما يزال يحتاج إلى حنان وحب الأب مهما كبر وتغير حجمه وتفتح عقله على أمور جديدة ، فهو ما يزال يعتمد عليك ، ويجد فيك السند عند الحاجة.
4 - الاستماع إلى المراهق : فالمراهق يحب الكلام ، استمع إلى ابنك المراهق وتمعن فيما يقول لتفهم طريقة تفكيره ، فكثيرٌ من الآباء لا يعرفون ميول أبنائهم أو هواياتهم أو حتى تطلعاتهم المستقبلية. اجعل ابنك المراهق يتكلم حتى لو كان كثير الكلام ، فهو يحب أن يجد أذناً مستمعة.
كثير من الآباء يستخف بالسؤال عما حصل مع ابنه المراهق في المدرسة ، قم بسؤاله: كيف كان يومك؟ وعندما يبدأ بالكلام لا تقاطعه فهذا السؤال يعطي المراهق شعوراً بالرضا ويشعره أنه مهم بالنسبة لك.
5 -انظر إليه عندما يتكلم ليعرف أنك بالفعل تصغي إليه، وعندها سيقوم بإخبارك بكل شيء تريد معرفته. لكن إذا كان كل كلامك مثل: "نظف غرفتك" أو "انظر إليَّ عندما أكلمك"، وكأنه موجود للتأنيب فقط فإنه سيبدأ بالابتعاد عنك ولن يخبرك بشيء. يجب أن يكون هناك توازن ما بين الكلام الروتيني والحوار العميق.

6 -لا تكن أنت المتكلم فقط في الحوار أعطه دوراً ليتكلم ويعبر عن نفسه أمامك ، وبذلك فإنك تقلل من فرص لجوئه إلى آخرين ومشاركتهم الحديث والتعبير عن نفسه ، فمن الممكن أن لا يكون هؤلاء الأشخاص هم الأشخاص المناسبين ومن الممكن أن يؤثروا سلباً على ابنك ، كن أنت الأب المستمع والمرن في الحديث فإنك بذلك تزرع ثقته بك وتعزز من ثقته بنفسك.
7 -امنح المراهق فسحة من الحرية وارسم حدوداً منطقية وواضحة.
من المهم جداً أن تتفق معه على احترام الوقت والالتزام به ، وقم بمكافأته إذا أحسن التصرف تماماً كما تعاقبه إن أساء ، حاول تفهم مشاكله والبحث معه عن حلها ، قم بإعطاء رأيك حول أصدقائه لكن ليس بأسلوب تعسفي بل بالمناقشة والتوجيه السليم ، كن له قدوة حسنة ومثلاً أعلى ، احترم أسراره وخصوصياته ، ولا تسخر منه أبداً، قم بتوضيح وجهة نظرك عند رسم الحدود التي يجب أن يتبعها المراهق ولا تفرض العقوبات دون تفسيرات منطقية لها.
8 - فإذا أردت معاقبته أو منعه من الذهاب إلى مكان معين على سبيل المثال ، اشرح له السبب الذي جعلك تتصرف هكذا ولا تجعل الأمور مبهمة وغامضة بالنسبة إليه. عليك أيها الأب أيضاً أن تعرف مدى أهمية فصل العواطف جانباً عند النقاش مع ابنك المراهق ، لذا تجنب الحساسيات الشخصية فمعظم المراهقين يناقشون لمجرد النقاش ولا يكون قصدهم الإساءة أو قلة الاحترام. استوعب ابنك وعلمه كيفية النقاش البناء.