بسم الله الرحمن الرحيم
البعض بمجرد تعلمه مصطلحات في الدين يدخل المجادلات والنقاشات وهو يعلم بأنه لا يملك من العلم إلا القليل يطلب بذلك وجوه الناس، والمجادلة ليست من الله وأهل البيت عليهم السلام في شيء، بل كله لإبليس يتقوت به، وهناك فرق بين من ينشد الحقيقة ومن يريد نفسه في الجدال، يريد أن يظهر فضله في الناس.
يترقب الفرصة ليسأله أحد في مسائل الدين وما إن يأتيه سائل يعد عدته من مصطلحات فيستعملها حسب هواه، ولا يعرف سوى "حرام" أو "عليك بالإحتياط" وهو لا يدري بالحكم أصلاً! ولم يتعلم شيئاً في الدين ولكنه يريد أن يظهر بصورة عالم وفَهِم، قال الإمام علي عليه السلام "وَلَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ لَا أَعْلَمُ وَلَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ" وعلامة سوء نيته أنه يغتاظ إذا تصدى أحد لنفس مركزه ليسرق الأنظار عنه، وهنا تتبين رداءة النية.
يريد الشهرة ولكن بلا رأس مال، فلا يدري بم يجيب مريديه، ولا يتحمل أن يرى من هو أعلى منه فيبادر بالطعن في مسلكه وتفسيقه وإسقاطه عن الإعتبار وهنا تبدأ البدعة فيأتي بالآراء الغريبة العجيبة ليُظهر الحق باطلاً فيثبت باطله وضلاله متشبثاً بذاته ومصالحه بالنواجذ ليتمحض الحق في شخصه هو فقط ومن يقول بكلامه، ومن أجل جلب المزيد من القلوب يلمح أمام الملأ لأمور وحالات تحصل إليه ليعلم الناس بالمزايا التي لديه ليستر بها وجهه القبيح، فما أقبح باطنه وأنتن ريحه.
قال الإمام الصادق عليه السلام: "ملعون من ترأس، ملعون من هم بها ملعون من حدث بها نفسه" أمير المؤمنين عليه السلام تصدى لها كارهاً، المؤمن الحق لا يحب الترأس والظهور والشهرة في الأوساط، إلا لأجل قضاء حوائج الناس، فهي مسئولية وليس لأجل شد الأنظار واستكثار الأتباع مطلقاً، فإن كان كذلك فصاحبها إلى النار لا محالة "تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".
وكل ما أسلفناه يرويه أمير المؤمنين عليه السلام "لا ينفع عبداً - وإن أجهد نفسه وأخلص فعله - أن يخرج من الدنيا ربه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها: - إلى أن قال عليه السلام - أو يقر بأمر فعله غيره، أو يستنجح حاجة إلى الناس بإظهار بدعة في دينه، أو يلقى الناس بوجهين، أو يمشي فيهم بلسانين" قوله عليه السلام "يقر بأمر فعله غيره" يعني يسرق من جهد غيره، هو لا يستطيع إلا أن يترك إسمه وصوره في أعماله، وكله رياء وقذارة، وصاحبه لا يصير إلى الجنة حتى يتوب "فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ".
-------------------------------
بوارق الملكوت - السير إلى الله
البعض بمجرد تعلمه مصطلحات في الدين يدخل المجادلات والنقاشات وهو يعلم بأنه لا يملك من العلم إلا القليل يطلب بذلك وجوه الناس، والمجادلة ليست من الله وأهل البيت عليهم السلام في شيء، بل كله لإبليس يتقوت به، وهناك فرق بين من ينشد الحقيقة ومن يريد نفسه في الجدال، يريد أن يظهر فضله في الناس.
يترقب الفرصة ليسأله أحد في مسائل الدين وما إن يأتيه سائل يعد عدته من مصطلحات فيستعملها حسب هواه، ولا يعرف سوى "حرام" أو "عليك بالإحتياط" وهو لا يدري بالحكم أصلاً! ولم يتعلم شيئاً في الدين ولكنه يريد أن يظهر بصورة عالم وفَهِم، قال الإمام علي عليه السلام "وَلَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ لَا أَعْلَمُ وَلَا يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ" وعلامة سوء نيته أنه يغتاظ إذا تصدى أحد لنفس مركزه ليسرق الأنظار عنه، وهنا تتبين رداءة النية.
يريد الشهرة ولكن بلا رأس مال، فلا يدري بم يجيب مريديه، ولا يتحمل أن يرى من هو أعلى منه فيبادر بالطعن في مسلكه وتفسيقه وإسقاطه عن الإعتبار وهنا تبدأ البدعة فيأتي بالآراء الغريبة العجيبة ليُظهر الحق باطلاً فيثبت باطله وضلاله متشبثاً بذاته ومصالحه بالنواجذ ليتمحض الحق في شخصه هو فقط ومن يقول بكلامه، ومن أجل جلب المزيد من القلوب يلمح أمام الملأ لأمور وحالات تحصل إليه ليعلم الناس بالمزايا التي لديه ليستر بها وجهه القبيح، فما أقبح باطنه وأنتن ريحه.
قال الإمام الصادق عليه السلام: "ملعون من ترأس، ملعون من هم بها ملعون من حدث بها نفسه" أمير المؤمنين عليه السلام تصدى لها كارهاً، المؤمن الحق لا يحب الترأس والظهور والشهرة في الأوساط، إلا لأجل قضاء حوائج الناس، فهي مسئولية وليس لأجل شد الأنظار واستكثار الأتباع مطلقاً، فإن كان كذلك فصاحبها إلى النار لا محالة "تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".
وكل ما أسلفناه يرويه أمير المؤمنين عليه السلام "لا ينفع عبداً - وإن أجهد نفسه وأخلص فعله - أن يخرج من الدنيا ربه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها: - إلى أن قال عليه السلام - أو يقر بأمر فعله غيره، أو يستنجح حاجة إلى الناس بإظهار بدعة في دينه، أو يلقى الناس بوجهين، أو يمشي فيهم بلسانين" قوله عليه السلام "يقر بأمر فعله غيره" يعني يسرق من جهد غيره، هو لا يستطيع إلا أن يترك إسمه وصوره في أعماله، وكله رياء وقذارة، وصاحبه لا يصير إلى الجنة حتى يتوب "فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ".
-------------------------------
بوارق الملكوت - السير إلى الله