بسم الله الرحمن الرحيم
تعددت الروايات في مكان هذه الجنة فقيل، انها في اليمن، وقيل في الحبشة، وقيل في ارض الشام وقيل في الطائف.
وحاصل القصة: ان شيخا مؤمنا طاعنا في السن كان له بستان عامر يأخذ من ثمره كفايته ويوزع الفاضل منه على الفقراء والمحتاجين، وقد ورثه اولاده بعد وفاته، وقالوا: نحن احق بحصاد ثمر هذا البستان، لأن لنا عيالا وأولادا كثيرين، فصمموا على الاستئثار بثمر البستان جميعا، ويحرمون منه الفقراء والمحتاجين.
ولمّا علم الله سبحانه وتعالى من نيتهم البخل والحرص والاستئثار، حرمهم هذه النعمة، فسلّط عليهم نارا محرقة، وصاعقة عظيمة، حوّلت بستانهم الى رماد اسود لم يبق منه شيء (فأصبحت كالصريم). وعند الصباح أقبلوا على بستانهم ليجنوا ثماره، فانطلقوا وهم يتخافتون،
لقد كانوا يتكلمون بهدوء حتى لا يسمعهم الاخرون، ليشاركونهم في جني المحصول، فكان الامر يسير في سرّية تامة.
لقد تحركوا في الصباح الباكر على أمل ان يقطفوا محصولهم الكثير، ويستأثروا به بعيدا عن أنظار الفقراء والمساكين، فلّما وصلوا وجدوها قد تحولت الى كومة من الرماد،
ولشدة الصدمة حسبوا انهم قد ضلوا الطريق (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ) ثم قالوا بعد ان ايقنوا باحتراق جنتهم وتحولها الى رماد
اننا قد حرمنا كما اردنا ان نحرم الفقراء منها، عند ذلك نطق احد الاخوة وكان أوسطهم (أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) ألم اقل لكم اذكروا الله بالتعظيم واشكروا نعمته وامنحوا المحتاجين شيئا مما تفضل به عليكم.
فرجعوا الى انفسهم واعترفوا بذنبهم وقالوا: ربنا اننا كنا طاغين لانفسنا وللآخرين، ولذا حق علينا مثل هذا العذاب، فاعلنوا توبتهم وإنابتهم الى الله تعالى داعين: عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها إنا الى ربنا راغبون.
الدروس المستفادة من القصة (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) الآية 33 من سورة القلم.
هذه الآية الكريمة توجه خطابها الى كل المغرورين، الذين سحرهم المال والامكانات المادية، وغلب عليهم الحرص والاستئثار بكل شيء دون المحتاجين، بانه لن يكون لكم مصير افضل من ذلك،
ومن الممكن ان تأتي عليكم صاعقة او عذاب من امثال الحروب، والقتل، والابادة، والزلزال، والحرائق ونحوها، لتُذهب بالنعم التي تحرصون عليها.
ويستفاد من هذه القصة ان الاستئثار بالنعم من الامور المذمومة التي توجب البلاء العظيم، فان آهات المحرومين ولوعاتهم تتحول الى صواعق محرقة، تحيل سعادة هؤلاء الاغنياء الظالمين الى وبال، وتظهر هذه الصواعق على شكل كوارث ومفاجآت وثورات.
.
تعددت الروايات في مكان هذه الجنة فقيل، انها في اليمن، وقيل في الحبشة، وقيل في ارض الشام وقيل في الطائف.
وحاصل القصة: ان شيخا مؤمنا طاعنا في السن كان له بستان عامر يأخذ من ثمره كفايته ويوزع الفاضل منه على الفقراء والمحتاجين، وقد ورثه اولاده بعد وفاته، وقالوا: نحن احق بحصاد ثمر هذا البستان، لأن لنا عيالا وأولادا كثيرين، فصمموا على الاستئثار بثمر البستان جميعا، ويحرمون منه الفقراء والمحتاجين.
ولمّا علم الله سبحانه وتعالى من نيتهم البخل والحرص والاستئثار، حرمهم هذه النعمة، فسلّط عليهم نارا محرقة، وصاعقة عظيمة، حوّلت بستانهم الى رماد اسود لم يبق منه شيء (فأصبحت كالصريم). وعند الصباح أقبلوا على بستانهم ليجنوا ثماره، فانطلقوا وهم يتخافتون،
لقد كانوا يتكلمون بهدوء حتى لا يسمعهم الاخرون، ليشاركونهم في جني المحصول، فكان الامر يسير في سرّية تامة.
لقد تحركوا في الصباح الباكر على أمل ان يقطفوا محصولهم الكثير، ويستأثروا به بعيدا عن أنظار الفقراء والمساكين، فلّما وصلوا وجدوها قد تحولت الى كومة من الرماد،
ولشدة الصدمة حسبوا انهم قد ضلوا الطريق (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ) ثم قالوا بعد ان ايقنوا باحتراق جنتهم وتحولها الى رماد
اننا قد حرمنا كما اردنا ان نحرم الفقراء منها، عند ذلك نطق احد الاخوة وكان أوسطهم (أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) ألم اقل لكم اذكروا الله بالتعظيم واشكروا نعمته وامنحوا المحتاجين شيئا مما تفضل به عليكم.
فرجعوا الى انفسهم واعترفوا بذنبهم وقالوا: ربنا اننا كنا طاغين لانفسنا وللآخرين، ولذا حق علينا مثل هذا العذاب، فاعلنوا توبتهم وإنابتهم الى الله تعالى داعين: عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها إنا الى ربنا راغبون.
الدروس المستفادة من القصة (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) الآية 33 من سورة القلم.
هذه الآية الكريمة توجه خطابها الى كل المغرورين، الذين سحرهم المال والامكانات المادية، وغلب عليهم الحرص والاستئثار بكل شيء دون المحتاجين، بانه لن يكون لكم مصير افضل من ذلك،
ومن الممكن ان تأتي عليكم صاعقة او عذاب من امثال الحروب، والقتل، والابادة، والزلزال، والحرائق ونحوها، لتُذهب بالنعم التي تحرصون عليها.
ويستفاد من هذه القصة ان الاستئثار بالنعم من الامور المذمومة التي توجب البلاء العظيم، فان آهات المحرومين ولوعاتهم تتحول الى صواعق محرقة، تحيل سعادة هؤلاء الاغنياء الظالمين الى وبال، وتظهر هذه الصواعق على شكل كوارث ومفاجآت وثورات.
.