اللهم صل على محمد وآل محمد
بعد وفاة زوج العلامة الطباطبائي وانتهاء مراسم التشييع والصلاة ومواراتها الثرى، رأيت العلّامة ينتحب باكيًا وكان حزينًا جدًّا ومفجوعًا، فقلت له يا سيدي أنت توصينا بالصبر في المصائب فلماذا هذا النّحيب؟..
-فقال وهو يذرف الدموع: نعم يا سيد أميني إنّ موضوع الصبر في المصائب صحيح ولكن دعني أذكر شيئًا عن سلوك هذه السيدة المحترمة، لم أرَ مثلها في إدارة شؤون البيت وكانت تتعاون معي إلى أقصى الحدود، وكانت تعرف مدى حساسيتي أثناء التأليف والكتابة، فكانت تهدّئ الأطفال حتى لا يتشتت تفكيري..
-وكانت تعرف مدى حبي للشاي ولذلك فإنها كانت تفتح الباب بهدوء وتحمل لي كوبًا من الشاي الساخن وتمشي على أطراف أصابعها فتضع الكوب بهدوء وتأخذ الكوب الفارغ وأحيانًا تجد كوب الشاي السابق باردًا فتحمله وتخرج بهدوء وصمت كما دخلت..
-وطوال كل هذه السنين لم تطلب مني شيئًا حتى في أحرج الظروف سواء عندما كنت في النجف أو في تبريز أو في قم..
يا سيد أميني ألا تستحق هكذا سيدة الشعور بالفجيعة؟، لقد فقدت رفيقة درب وشريكة حياة..
--------------------------------
-معروفٌ في السَّماء وكفى بذلك مجدا، ص١١٩