سؤال عن زواج المعصومين (ع) من نساء غير صالحات مع علمهم بهن والجواب عليه .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الامام محمد الجواد (ع) .
السؤال :
لماذا تزوج بعض أئمتنا الأطهار من زوجات غير صالحات مع علمهم بذلك ، كزواج الإمام الحسن (عليه السلام) من جعدة وزواج الإمام الجواد (عليه السلام) من أم الفضل ؟؟؟ فهل هناك حكمة وفائدة من هذا الزواج ؟؟؟
الجواب :
كان الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الجواد (ع) يعلمان بسبب موتهما ، ويعلمان بأنّ الله قد كتب عليهما أن يتزوجا بامرأتين غير صالحتين ، كما كان رسول الله (ص) يعلم بحقيقة بعض أزواجه ، ومع ذلك فقد تزوجها .
فلو كان العلم بالعواقب يحول بين النبيّ أو الإمام وبين اجتناب ما قدّر الله تعالى له وقضاه لما أقدما على فعله ، لكنهما أقدما تسليماً لأمر الله تعالى من دون أن يوجب ذلك جبراً ، فالتسليم يقتضي الإختيار عن رضا بالقضاء ، ولا يعني الجبر وهذا نظير امر الله للشيطان بالسجود لادم (ع) ، و نظير امر الله لنبيه ابراهيم (ع) بذبح ولده اسماعيل (ع) .
ولذلك ورد أنّ الإمام الحسن (ع) قال لأهل بيته : ( إني أموت بالسم كما مات رسول الله (ص) ، فقالوا : ومن يفعل ذلك ؟ قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس ، فإنّ معاوية يدس إليها ، ويأمرها بذلك ، قالوا : أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك . قال : كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ؟ ولو أخرجتها ما قتلني غيرها ، وكان لها عذر عند الناس .
فما ذهبت الأيام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً ، وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد ، وحمل إليها شربة سمّ لتسقيها الحسن (ع) ، فانصرف إلى منزله وهو صائم ، فأخرجت له وقت الإفطار - وكان يوماً حاراً - شربة لبن ، وقد ألقت فيها ذلك السم ، فشربها ، وقال : يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله ، والله لا تصيبينّ مني خلفاً ، ولقد غرّك وسخر منك ، والله يخزيك ويخزيه ، فمكث (ع) يومين ، ثمّ مضى ، فغدر معاوية بها ولم يفِ لها بما عاهد عليه ) - 1 -
ومع ذلك لم يكن زواج رسول الله (ص) وزواج الامام الحسن (ع) وزواج الامام الجواد (ع) من أولئك النسوة خالياً من الحكمة والمصلحة !
أمّا رسول الله (ص) فقد تزوج ببعض من نساءه لدفع غائلة بعض المتربصين به الدوائر من المنافقين ، وكسب ولاء بعض كبراء قريش أو تحييدهم على الأقل .
وأمّا زواج الامام الحسن (ع) من جعدة فكان بدافع الحدّ من مؤامرات ودسائس الأشعث بن قيس زعيم كندة وأحد وجهاء الكوفة ، فكانت مصاهرة هذا الرجل فيها مصلحة لوضع بني هاشم في الكوفة .
وأمّا زواج الامام الجواد (ع) فقد حمله المأمون على الزواج بابنته قهراً ، قال السيد جعفر مرتضى العاملي : ( الإمام - اي الجواد - (ع) لم يكن له إلى الرفض سبيل ، ولم يكن يستطيع أن يصرح بمجبوريته على مثل هكذا زواج . لأن الرأي العام لا يقبل ذلك منه بسهولة .. بل ربما كان ذلك الرفض سببا في تقليل ثقة الناس بالإمام ، حيث يرون حينئذ أنه لا مبرر لشكوكه تلك ، التي تجاوزت - بنظرهم حينئذ - كل الحدود المألوفة والمعروفة .. وعلى كل حال : فإن كل الشواهد والدلائل تشير إلى أن زواج الإمام من ابنة المأمون كان سياسيا ، مفروضا إلى حد ما ) - 2 - وكان - اي الامام الجواد - محجوراً عليه بعد وفاة والده (ع) فأراد المأمون أن يخفف من غلواء الاتهامات التي تأخذه بقتل الرضا (ع) ، وخاصة من قبل العلويين ، فطلب من الامام الجواد (ع) الزواج من ابنته .
منقول مع التصرف بالحذف والاضافة .
*******************
الهوامش :
1 - الخرائج والجرائح ، قطب الدين الراوندي ، ج 1 ، ص 241 .
2 - حياة الإمام الرضا (ع) ، السيد جعفر مرتضى ، ص 210 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الامام محمد الجواد (ع) .
السؤال :
لماذا تزوج بعض أئمتنا الأطهار من زوجات غير صالحات مع علمهم بذلك ، كزواج الإمام الحسن (عليه السلام) من جعدة وزواج الإمام الجواد (عليه السلام) من أم الفضل ؟؟؟ فهل هناك حكمة وفائدة من هذا الزواج ؟؟؟
الجواب :
كان الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الجواد (ع) يعلمان بسبب موتهما ، ويعلمان بأنّ الله قد كتب عليهما أن يتزوجا بامرأتين غير صالحتين ، كما كان رسول الله (ص) يعلم بحقيقة بعض أزواجه ، ومع ذلك فقد تزوجها .
فلو كان العلم بالعواقب يحول بين النبيّ أو الإمام وبين اجتناب ما قدّر الله تعالى له وقضاه لما أقدما على فعله ، لكنهما أقدما تسليماً لأمر الله تعالى من دون أن يوجب ذلك جبراً ، فالتسليم يقتضي الإختيار عن رضا بالقضاء ، ولا يعني الجبر وهذا نظير امر الله للشيطان بالسجود لادم (ع) ، و نظير امر الله لنبيه ابراهيم (ع) بذبح ولده اسماعيل (ع) .
ولذلك ورد أنّ الإمام الحسن (ع) قال لأهل بيته : ( إني أموت بالسم كما مات رسول الله (ص) ، فقالوا : ومن يفعل ذلك ؟ قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس ، فإنّ معاوية يدس إليها ، ويأمرها بذلك ، قالوا : أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك . قال : كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ؟ ولو أخرجتها ما قتلني غيرها ، وكان لها عذر عند الناس .
فما ذهبت الأيام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً ، وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد ، وحمل إليها شربة سمّ لتسقيها الحسن (ع) ، فانصرف إلى منزله وهو صائم ، فأخرجت له وقت الإفطار - وكان يوماً حاراً - شربة لبن ، وقد ألقت فيها ذلك السم ، فشربها ، وقال : يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله ، والله لا تصيبينّ مني خلفاً ، ولقد غرّك وسخر منك ، والله يخزيك ويخزيه ، فمكث (ع) يومين ، ثمّ مضى ، فغدر معاوية بها ولم يفِ لها بما عاهد عليه ) - 1 -
ومع ذلك لم يكن زواج رسول الله (ص) وزواج الامام الحسن (ع) وزواج الامام الجواد (ع) من أولئك النسوة خالياً من الحكمة والمصلحة !
أمّا رسول الله (ص) فقد تزوج ببعض من نساءه لدفع غائلة بعض المتربصين به الدوائر من المنافقين ، وكسب ولاء بعض كبراء قريش أو تحييدهم على الأقل .
وأمّا زواج الامام الحسن (ع) من جعدة فكان بدافع الحدّ من مؤامرات ودسائس الأشعث بن قيس زعيم كندة وأحد وجهاء الكوفة ، فكانت مصاهرة هذا الرجل فيها مصلحة لوضع بني هاشم في الكوفة .
وأمّا زواج الامام الجواد (ع) فقد حمله المأمون على الزواج بابنته قهراً ، قال السيد جعفر مرتضى العاملي : ( الإمام - اي الجواد - (ع) لم يكن له إلى الرفض سبيل ، ولم يكن يستطيع أن يصرح بمجبوريته على مثل هكذا زواج . لأن الرأي العام لا يقبل ذلك منه بسهولة .. بل ربما كان ذلك الرفض سببا في تقليل ثقة الناس بالإمام ، حيث يرون حينئذ أنه لا مبرر لشكوكه تلك ، التي تجاوزت - بنظرهم حينئذ - كل الحدود المألوفة والمعروفة .. وعلى كل حال : فإن كل الشواهد والدلائل تشير إلى أن زواج الإمام من ابنة المأمون كان سياسيا ، مفروضا إلى حد ما ) - 2 - وكان - اي الامام الجواد - محجوراً عليه بعد وفاة والده (ع) فأراد المأمون أن يخفف من غلواء الاتهامات التي تأخذه بقتل الرضا (ع) ، وخاصة من قبل العلويين ، فطلب من الامام الجواد (ع) الزواج من ابنته .
منقول مع التصرف بالحذف والاضافة .
*******************
الهوامش :
1 - الخرائج والجرائح ، قطب الدين الراوندي ، ج 1 ، ص 241 .
2 - حياة الإمام الرضا (ع) ، السيد جعفر مرتضى ، ص 210 .