إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قتل الأعداء ببيان مظلومية سيد الشهداء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قتل الأعداء ببيان مظلومية سيد الشهداء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عن الزهري قال: ما رُفِعَ بالشَّامِ حجرٌ يومَ قُتِلَ الحسَينُ بنُ عليٍّ إلَّا عن دمٍ(1).
    فسبحان الله، كيف أن الحجر يبكي الحسين عليه السلام، والوهابية لا يبكون!.

    ثم إن الأصل في الشريعة الحلية، إلا ما خرج بدليل. فهل هناك آية محكمة أو حديث صحيح صريح في حرمة البكاء على الميت؟.
    الموجود هو العكس تماما.

    قال تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}(2).
    فيعقوب عليه السلام بكى يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن. هذا وقد كان يوسف عليه السلام مفقودا، لا ميتا، وكان يأكل ويشرب، ولم يقطع رأسه من الوريد إلى الوريد، ولم يمت عطشان، ولم يذبح طفله الرضيع بسهم مثلث، وليس هو سيد شباب أهل الجنة ولا ريحانة المصطفى، فكيف لا نبكيه وقد بكاه رسول الله صلى الله عليه وآله؟!.

    وقد بكى النبي صلى الله عليه وآله على عمه حمزة وزوجه خديجة أم المؤمنين، وكذلك بكى على ابنه إبراهيم سلام الله عليهم.

    قال أنس: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلَتْ عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن ابن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: يابن عوف، إنّها رحمة، ثمّ أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه [وآله] وسلم: إنّ العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون(3).

    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد سار نحو حمزة بعدما استشهد، فلما رأى جبهته بكى، ولما رأى ما مثل به شهق(4).

    عن عمار بن أبي عمار عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي(5).
    وليست أم سلمة الوحيدة التي سمعت ذلك.
    فعن ميمونة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين(6).

    عن عبدِ اللهِ بنِ نجيّ عن أبيه أنه سار مع عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ وكان صاحبَ مَطهرتِه فلما حاذى نينَوى وهو منطلقٌ إلى صِفِّينَ فنادى عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ : اصبِرْ أبا عبدِ اللهِ اصبِرْ أبا عبدِ اللهِ بشطِّ الفراتِ قلتُ : وماذا ؟ قال : دخلتُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ وعيناهُ تفيضانِ قلتُ : يا نبيَّ اللهِ أَغضبَكَ أحدٌ ما شأنُ عينَيكَ تُفيضانِ ؟ قال : بل قام من عندي جبريلُ قبل فحدَّثَني أنَّ الحُسينَ يقتلُ بشطِّ الفُراتِ قال : فقال : هل لك إلى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ؟ ؟ قال : قلتُ : نعم فمدَّ يدَه فقبض قبضةً من ترابٍ فأعطانيها فلم أملكْ عينيَّ أن فاضَتا(7).

    فانظر كيف يبكي رسول الله صلى الله عليه وآله الحسين عليه السلام ولم يقتل بعد، فكيف لو رآه مقطعا إربا إربا !!!.
    هذا وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(8).

    عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنَّ ابني هذا - يعني الحسَينَ - يُقتَلُ بأرضٍ من أرضِ العراقِ – يُقالُ لها كَرْبِلاءُ فمن شهِدَ ذلكَ منكم فلينصرْهُ(9).

    فالنبي صلى الله عليه وآله أمر الصحابة بنصرة الإمام الحسين عليه السلام. ولم ينصره أنس ولا عبد الله بن عمر ولا أبو سعيد الخدري... والسؤال المحير: ماذا كان يفعل الصحابي أنس بن مالك في قصر اللعين ابن زياد قاتل سيد شباب أهل الجنة؟. وقد أمره النبي بنصرة الحسين لا بنصرة قاتله!

    ففي صحيح البخاري أن أنس بن مالك قال: أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ زِيَادٍ برَأْسِ الحُسَيْنِ عليه السَّلَامُ، فَجُعِلَ في طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وقالَ في حُسْنِهِ شيئًا، فَقالَ أنَسٌ: كانَ أشْبَهَهُمْ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ مَخْضُوبًا بالوَسْمَةِ(10).

    قال سعيد بن المسيب: لما تُوُفِّيَ أبو بكرٍ أقامت عائشةُ عليه النَّوحَ(11).

    وقالت عائشة: فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قُبِضَ وهو في حِجْرِي ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي(12).

    فكيف يحق لعائشة أن تنوح على أبيها ولا يحق لنا أن ننوح على سيد شباب أهل الجنة كما ناحت عليه الملائكة؟؟.
    وإذا كان كل من يلطم وجهه سفيها، فعائشة سفيهة، وكيف نأخذ ديننا من السفهاء؟!. وإن كان هذا الأمر لا يجعل صاحبه كافرا فلماذا كفر الوهابية الشيعة لأجل هذا؟؟!!!.

    منقول
    -----------------------------
    (1) مجمع الزوائد 230/9 قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
    (2) يوسف 84.
    (3) صحيح مسلم 1808/4.
    (4) المستدرك 219/3 قال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
    (5) البداية والنهاية 240/9 قال ابن كثير: صحيح. ومجمع الزوائد 199/9 قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
    (6) العواصم والقواصم 60/8 قال ابن الوزير اليماني: رجاله رجال الصحيح.
    (7) مسند أحمد 60/2 قال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
    (8) الحشر 7.
    (9) در السحابة ص232 قال الشوكاني: إسناد رجاله ثقات.
    (10) صحيح البخاري ص921 برقم [3748].
    (11) فتح الباري 90/5 قال ابن حجر: إسناده صحيح.
    (12) مسند أحمد 369/43 قال أحمد شاكر: إسناد


  • #2

    الأخ الفاضل الفقيه . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على نقل و نشر هذه المشاركة القيمة التي تبين شدة مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) ومشروعية الحزن والبكاء واللطم عليه . جعل الله علمكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X