إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قد زُلزلت زلزالها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قد زُلزلت زلزالها

    قد زُلْزِلَت زِلْزالَها * *

    حَـانَ الرَّحيلُ بِـلَـيْلَـةٍ ظَـلْـمَــاءِ
    وسَرَى يَجِدُّ الظَعْنُ في البَيْداءِ
    تَطوي بهِ العِيسُ الفَلا ويَقُودُها
    طَــوْرُ الـنَـوَى بـِتَـرَنُّـمِ الـحَـدَّاءِ
    وعلى ظُهورِ الصافِناتِ فَوارِسٌ
    يَخشَى الرَّدَى منها بِـيَـوْمِ لـِقـاءِ
    بِأَكُـفِّـهِم بِيْضُ الصِفاحِ صَوارِمٌ
    تَـهْــفُــو لِـيـومِ كـريـهـةٍ ونِـــداءِ
    والسَمْهَريَّةُ عانَقَت شُهُبَ السَما
    وتَـبَـسَّمَـت لِكـواكِـبِ الـجَـــوْزاءِ
    يَحمونَ رَبّاتِ الخُـدُورِ وتَزدَهـي
    بـهـمُ الـمَـحامِـلُ ســاعَـةَ اللَّأْوَاءِ
    رَحَلوا وأقفَرتِ الديارُ وقد خَلَت
    من أهْـلِـها الشُــرَفـاءِ والنُـجَبَـاءِ
    أَقْـوَتْ وكانـت قبلَ ذلكَ مَوْئِلاً
    لـلـقـاصِديـنَ مَـكـارِمَ الـنُــبَــــلاءِ
    تَروي لَكَ الأَطلالُ ما لاقَتْ وما
    قد صـابَــها مـن زَعْــزَعٍ نَـكْـبـَـاءِ
    تلكَ الديـارُ الـمُـزهِـراتُ بأهْلِـها
    أقــمـارِ هـاشـمَ سـادةِ البَـطحَـاءِ
    ثَـكـلَـى تَحِنُّ لقَوْمِها وشُـيوخِـها
    وضُـيـوفِـها القُـرَبـاءِ والبُعَـــداءِ
    تَنعى القُدورَ الراسـياتِ وقد خَبَت
    نـارُ الـقِـرى بـِمـضَـائِـفِ الكُرَمـاءِ
    وَلْهـى يُؤرِّقُـها الحَنـيـنُ فَتَرتَـوي
    دَمْعــاً لِـبَـيْــنِ جِـفـانِـها الــغَـــرَّاءِ
    دَرَسَتْ وغادَرَها الكِرامُ فأَوْحَشَت
    عَرَصاتُـها في الصُبْحِ والإِمْسـاءِ
    حـتـى عـَنـادِلُ أَيْـكِـها لَبِسَت لها
    ثَـوبَ الحِـدادِ بـفِـطْرةِ الأَحيـاءِ
    واسْتَبْدَلَت نَغَمَ الصباحِ وشَدوَها
    نَـوحـاً معَ المَـنـكوبةِ الوَرقَــاءِ
    فَتُجيبُها البُومُ التي تُبدي الأَسَى
    وتَٓـنـوحُ فـي إِيْـمـاءَةٍ خَـرسَــاءِ
    وبها غُـرابُ البَـيْـنِ يَنعَبُ مُعْلِمـاً
    بالـمُـفـجِـعـاتِ فَضائِـعِ الأَنـبـاءِ
    والدارُ مُوحِـشَـةٌ وقد نَزَلَت بـها
    نُـوَبُ الـرَدَى وعَـظـائِـمُ الأَرزاءِ
    فيها الريـاحُ تَناوَحَت فَتَصَدَّعَتْ
    جدرانها بِـعَـواصِـفٍ هَــوْجَـــاءِ
    أَدْمتْ دَوارِسُها الفؤادَ وقد سَرَت
    نارُ الجَوى والوَجْدِ في الأَحشـاءِ
    فَوَقـَفْتُ أَسأَلُها وقد طالَ النَـوَى
    والعـَيْـنُ مُـطـبَـقَـةٌ عـلى الإِقـذاءِ
    يا دارَ مَنْ هَشَمَ الـثَـريـدَ بِـطَيْبَـةٍ
    في الرِحْـلَـتَـيْـنِ بِصَيفِها وشِتاءِ
    بَـلْ دارَ شَـيْـبَـةِ حَمدِها وعَميدِها
    وكَـفـيـلِ أَحـمـدَ سـيِّدِ البَطحَـاءِ
    أَينَ الشُموسُ المُشرِقاتُ على الدُنَى
    من آلِ هاشـمَ دَوْحَـةِ الـعَـلـيــاءِ
    فَيُـجـيـبُـني عنها الصَدَى مُـتَكَـدِّرَاً
    رَحَــلَ الأُبَــاةُ بـلَــيْـلَــةٍ لَــيْـــلاءِ
    هـذي دِيـارُ الأَكـرَمـيـنَ تَــلَّـفَّـعَـت
    بَـعـدَ النَـوَى بِـمَـلافِـعٍ سَـــوْداءِ
    ذَهَـبـوا لِـنَـيْـلِ الغانِماتِ وخَلَّـفُـوا
    هـذي الـرُبـوعَ تَـنُـوءُ بالأَعـبـاءِ
    سَلْ عن قبورِهُمُو وكيفَ تَفَرَّقَت
    فــي ســائِـرِ الآفــاقِ والأَرجــاءِ فلقد تَـشَرَّفَتِ المدينـةُ والدُنى
    بالمُـصطفَى والقُـبَّـةِ الخَـضـراءِ
    لكنْ قُبورُ المُجْتَبـَيْنَ تَـفَـرَّقـَت
    جَرَّاءَ حُكْمِ الجَــوْرِ والإقــصــاءِ
    قَـبْـرٌ بيثربَ للإِمامِ المجتبـى
    والصـادِقَـيْـنِ أَئَــمــةِ الفُـقَـهـاءِ
    وتَرَى لِـزَيـْنِ العابدينَ أبيهما
    قـبـراً ثَـوَى رغماً على الأعــداءِ
    وبِِيثربٍ قبرٌ يُشــيرُ لحمـزةٍ
    عَـمِّ الرسولِ مُقَـطَّـعِ الأَعضــاءِ
    فأَطِلْ وُقوفَكَ في البقيعِ وقــلْٰ أَما
    ذِكْـرٌ لـقـبـرِ البـِضْـعـَةِ الزهـراءٍ؟
    يُخْبرْكَ غَـرقَـدُها بانَّ رُسومَها
    قد أُخْفِـيَت عن أٌعيُـنِ اللّؤَماءِ
    عَزَموا على نَبْشِ القبورِ نِكايةً
    لبريقِ ذي الفقّارِ في الهَـيْـجاءِ
    واعْطِفْ على أَرضِ العراقِ تَجِدْ بها
    رَكْبـاً تَـمَـلَّـكَ أرضَ كَـرْبِ بَـلاءِ
    َيتَسابقونَ على الحُتُوفِ فعانَقُوا
    بِـيْـضَ الـصِـفاحِ بـعِـزَّةٍ وإِبــاءِ
    وهناكَ في كوفانَ قـبرٌ شاخِـصٌ
    لـلَّـيـثِ مُسلمَ أَشرَفِ السُـفَراءِ
    ثم اقْصدِ الكرخَ التي فيها ثَوَى
    قـبرانِ وارثِـهـِمـا لدَى الزوراءِ
    ويلوح قـبـرٌ لـلـنَـقِـيِّ وآخَــرٌ
    للعَـسـكَـريِّ بـأَرضِ ســامــرَّاءِ
    واقصدْ خُراساناً فَمَشْهَدُ ضَيَّفَت
    قبرَ الرِضا في طُوسِها الغَـرَّاءِ
    يَمِّمْ دمشقَ وريفَها فَلَقد ثَوَى
    قبرُ العـقـيـلـةِ زينبِ الحَـوْراءِ
    وارجَعْ لِكوفةِ حيدرٍ تَسمعْ بها
    صَوْتَ الأَمينِ يَصيحُ في الأَنحاءِ
    تَـهَـدَّمَّـت واللهِ أركـانُ الهُـدَى
    وهَـوى وَلـيــدُ الكـعـبـةِ الـغَـــرَّاءِ
    والعُروَةُ الوثقى لدينِ محمــدٍ
    فُـصِـمـَتْ بِـفَـقْـدِ مُـبِدِّدِ الأَعــداءِ
    لَـيْـلٌ تَـغَـوَّلَ مُـظلِــماً وبِـفَـجْرِهِ
    وُلِـدَ الـصبـاحُ مُـوشَّـحَـاً بِـدِمــاءِ
    يا ليتَ فَجْرَكَ لم يَكن فلَقَد أَتـى
    لِـلـعـالَـمـيـنَ بـأََفـضَــعِ الأَنــبـــاءِ
    عَـشْـرٌ لَـيـالٍ ثُمَّ تِـسْـعٌ قد خَلَـت
    مـن شَـهْـرِ رَمْـضـانٍ بِـلا إبْـطَــاءِ
    فَتَجَرَّأََ الـرِجْسُ ابْنُ مُلجمَ قائِماً
    غَـدْراً بِـشَّـــرِّ جَـريـمـةٍ نَــكْــــراءِ
    ضَرَبَ الوَصِيَّ المُرتَضى فَتَزَلْزَلَت
    أُسسُ الـتُقى والشِرعةِ السَمْحـاءِ
    وَهَوى بِمِحـرابِ الشـهادةِ قائــلاً :
    فُــزْتُ وَرَبِّ الـكـَـعـبـةِ الــغَـــــرّاءِ
    فَتَخَضَّبَ الشَيْبُ الشريفُ لحيدرٍ
    من جـرْحِ هـامَتِهِ بِـفَيْضِ دِمـــاءِ
    ناحَت لهُ السَبْعُ الطٌباقُ ولــم تَكُنْ
    من قَـبْـلُ قد نَاحَتْ مع الـغَـبـراءِ
    خَطْبٌ لهُ الأَرَضونَ مادَتْ واكتَسَتْ
    من نَسْجِ طارِقَـةِ الـرَدَى بِـــرِداءِ
    قد زُلْـزِلَت زِلْـزالَـها وتَهَيَّأَت أََثْـقالُها
    كي تَـرتَـمـي فوقَ الثَـرَى بِعَــراءِ
    كـادَت تُـبَـعْـثِـِرُ ما بها لَوْ لَمْ تَكُـنْ
    مَـحـكـومَـةً مـن ربِّــها بِـقَـضـــاءِ
    قُمْ للعَزاءِ اليومَ في وادي طُوىً
    بجِـوارِ قُـبَّـةِ حـيـدر الـبـيـضـاءِ
    في الحادي والعشرين من رَمَضانَ قد
    طُـعِنَ الرسولُ بِـطَـعـنَـةٍ نَجـْلاءِ
    رَحَلَ الوصِيُّ المُرتضَى والمُجتَبَى
    حامي شَـريـعَـتِـهِ من الدُخَــلاءِ
    فَـتَـيَتَّـمَ الدينُ الحَـنـيـفُ بـفَـقْـدِهِ
    وغَـدا أَسـيـرَ أُمَـيَّـةَ الـطُـلَـقَــاءِ
    لَهْفي لِزَينبَ اذْ تَرَى فَيْضَ الدِمَا
    غَـطّـى مـَلامِـحَ وَجْهِـهِ الوَضَّـاءِ
    ناحَت وقـالـت مَنْ لَنا يـا والِدي
    والـدمْـعُ ســالَ بِـعَـبْـرَةٍ حَـــرَّاءِ
    سَأَلَتْهُ عَمّا سوفَ يَجري بكربــلا
    لِـلْآلِ مـن قَـتْـلٍ ومن بُـرَحَـاءِ
    أتُضــامُ رَبّاتُ الخُـدورِ بـأَرضِــها
    وتُـسـاقُ للطاغي بِذُلِّ سِــبــاءِ
    أَيَكونُ أن تَقِفَ الفَواطُمُ في أَسَىً
    بـمجـالـسِ الأَرجـاسِ والنُذَلاءِ
    فأَجابَها حَـتمـاً يكونُ وأَنتِ ذي
    يا بِنْتَ فـاطِـمـةٍ مـعَ الأُسَـراءِ
    يا هازِمَ الأحــزابِ كيفَ تَجَرَّأَت
    كَـفُّ الـرَدَى لـتَزورَكم بـِـخَـفاءِ
    أَرعَبْتَ سَيْفَ الموتِ في حَلَباتِها
    حَـتى رَحَـلـتَ بِـعِـزَّةٍ وإِبـــاءِ
    شَهِدَتْ لكَ الآياتُ والسُوَرُ التي
    أَمَـرَت بِـأَنَّكَ أَوَّلُ الـخُـلَـفَـاءِ
    بَعْدَ ابِنِ عَمّكَ أَحمدٍ خَيْرِ الوَرى
    هـادي الأنامِ بِشِرْعَةٍ سَمْحَاءِ
    وتَواتَرَت كلُّ الأحاديثِ التــي
    شَهِدَت بِفَضْلِكَ دونَ ايِّ مِراءِ
    لقدِ اصْطَفاكَ اللهُ جَلَّ جَـلالُهُ
    بالنَصِّ دونَ بَـقِـيَّةِ الأَسـمــاءِ
    ويَليكَ عَشْرَةُ صادِقِينَ وواحِدٌ
    يَرِثُ الدُنَى رَغْمَاً على الأَعداءِ
    فَيُخَلِّصُ الدينَ الحنيفَ وأَهْلَهُ
    من زُمْرةِ السُفَـهـاءِ والجُـهَـلاءِ
    ويُقيـمُ أَحكـامَ العدالـةِ للوَرَى
    بِـتَـمامِـها منْ أَلْــفِــهــا لـلـيــاءِ
    يا سـيّدي خَذَلَتْكَ ظُلْماً أُمَّـةّ
    جُبِلَت على الأَحقادِ والشَحنـاءِ
    ولـقـد بُلِـيـتَ بطُغمةٍ هَمَـجيَّـةٍ
    وحـشـِـيـَّةٍ بسِلوكها رَعــنــــاءِ
    دَعَتِِ السَقيفــةُ فانْحَنَت لمُرادِها
    زُمَــرٌ مُـضَلَّـلَٰـةٌ من الـغَـوْغـــاءِ
    هذا تُراثُكَ ســـيِّدي نَـهْـبـاً غَدَا
    يُهْـدَى منَ الـلُّقَـطاءِ لـلـطُلَـقـاءِ
    عَجَبـاً لِقومٍ دائِمـاً بـِصُدورِهـــم
    تَـغـلي عليكَ مَراجِلُ البَغْضَـاءِ
    فاسْتَنْسَروا وهمُ البُغاثُ بساحِها
    عندَ اشْتِدادِ الخَطْبِ في الهَيْجاءِ
    يا سَـائِلي مَن هُمْ أُجيبُكَ أَنـهـم
    في كلِّ مَعـركـةٍ منَ الـجُـبَــنــــاءِ
    سَلْ عـنـهـمو أُحُداً تُجِبْكَ بأَنَّهـم
    هَـرَبـوا بلا خَجَلٍ ولا اسـتِحـيـاءِ
    َتَرَكـوا رســولَ اللهِ فــي حَلَباتِها
    بـيـنَ الـقَــنـا ولَـهــاذِمِ الأَعـــداءِ
    فأَتاهُ لَيْثُ الغــابِ حـيـدرُ هـادِراً
    وأَبـادَ أهْــلَ الـشِــرْكِ والـخُـيَـلاءِ
    ومنَ السماواتِ العُلَى صَوْتٌ أَتَى
    جِـبْـريـلُ صَوَّتَ هـاتِـفـاً بِـنِــداءِ
    لا سـَيْفَ الا ذو الفِقَــارِ ولا فـَتى
    الا عـلــيٌّ فـارسُ الـهَـــيْـجــــاءِ
    هاتِيكَ بَدْرٌ حينمـا اسْتَعَرَت لَظَـى
    حَرْبٍ على دينِ الهُـدَى شَـعْـواءِ
    والسَيْفُ يحصدُ بالرؤوسِ وتَرتَمي
    أَجسادُها قِطَعاً على الحَصبــاءِ
    نِصْفٌ من القَتلى لِحَيْـدَرَ حصَّـةٌ
    والآخَـرونَ خَـواتِــلٌ بِـخِـبـــاءِ
    وبِخَيْبَـرٍ لِلآنَ مَرحَـبُ يَشـتـكـي
    من ضَربَـةٍ عَـلَـوِيَّـةِ الأَصـداءِ
    قَدَّتْهُ كَفُّ المُرتـضــى بِفِقـــارِها
    نِصفَيْنِ قد كُبَّا على الرَمْضـاءِ
    سَـلْ بابَـها تُخْبِرْكَ قـطـعــاً أَنَّهـا
    مِن كَـفِّهِ قـد عُـلِّـقَـت بِـفَضاءِ
    وبِوَقْعَةِ الأحزابِ حيثُ العامري
    يَدعو الرجالَ لِصَـوْلَةٍ ولِـقـاءِ
    والمصطـفـى يَدعوهُمو لِـقِـتالِـهِ
    والقَوْمُ صُمٌّ ما صَغَـوا لنِـداءِ
    بَرَزَ ابْنُ عَمِّ المصطفى وعَضيدُهُ
    ثَـبْـتَ الجَنانِ بعِـزَّةٍ قَـعـسـاءِ
    حتـى اذا ما النقعُ ثـارَ بســاحِها
    قالَ الرسولُ لِـقَـوْمِهِ بِـجَـلاء
    ِهـــذا هــوَ الأِيمــانُ أَرعَدَ بارِزاً
    لِـلـكُـفْـرِ يَلـتَـقِـيانِ ايَّ لِـقَـــاءِ
    وقدِ انْجَلَت للمرتـضــى غَبَراتُها
    والـرأسُ لاحَ بِـكَـفِّـهِ الـغَـــرَّاءِ
    كالليْثِ جَدَّلَهُ عـلـى حَـصـــبائِها
    فاسْـتَـقْـبَـلَـتْـهُ جَهَنَّـمٌ بصلاءِ
    واذكر حُنَيْناً حينَ فَرَّت جُموعُها
    وَتَـفَـرَّقَـت بِـهَـزيمَـةٍ شَــنـعـاءِ
    ثَبَتَ الوَصِيُّ بِعَشْرَةٍ مـن هاشمٍ
    حَوْلَ الرسولِ لِدفْعِ كلِّ بَــلاءِ
    قَـتَـلَ الكُمـاةَ الأَرْبَعيـنَ بسَيْفِـهِ
    وأَحالَها نَـصْـراً على الأَعـداءِ
    ومَعارِكُ الإســلامِ لمْ يَكُ غَيْرُهُ
    بَـطَـلاً لَـها أَو حـامـِلاً لِـلِـواءِ
    فَتَآمَرَت ضِدَّ الوَصِيِّ عِصــابـةٌ
    وَتَـبَـرقَـعَـت بِبَراقِعٍ سَــوداءِ
    وقدِ انْبَرَت بـُغضاً لِـتُشعِلَ فتنةً
    مَحمومةً في البصرةِ الفَيحاءِ
    وتَغَوَّلَت في الشامِ أَتعَسُ طُغْمَةٍ
    من نَسـْل آلِ أُمَِيَّـةَ الطُـلَـقـاءِ
    والمارِقونَ وقـد طَغَوْا وتَجَبَّروا
    في النهروانِ على خُطَى السُفَهاءِ
    إنْ يَبغضوهُ فإنَّما لهُ في الوَغى
    صَـوْلاتُ حَـقٍّ عـنـدَ كلِّ لِـقـاءِ
    او يَحسِدوهُ فانَّما لهُ فـي العُلَى
    أعـلَى مَراتِبِ دَوْحَةِ العَـلـيـاءِ
    وهُـمُ الأَذِلَّـةُ عـنـدَ شِـسْـعِ نِـعـالِـهِ
    هل يَستَوي الأعلَونَ بالوُضَعَـاءِ
    سَلْ عَنْـهُ آيــاتِ الـكـتــابِ جميعَها
    تُخْبِـرْكَ عـَنْـهُ بِـدونِ اي مِــراءِ
    واقرأْ بفِسطاطِ الكتابِ فقد شَرَى
    لِـلـهِ حَـيـدرُ نَـفْـسَـه بِِـسَـخَــاءِ
    شَهِدَت بَراءَةُ والتَـغـابـنُ بَـعدَها
    والدهْـرُ بَعدَهُما مـعَ الشُـعَـراءِ
    والرَعْدُ والأنفالُ هُـودٌ ، ويونـسٌ
    بَعدَ النســاءِ ومَـريَـمِ الـعَـذراءِ
    لُقمانُ والقَصَصُ اللتانِ قدِ انبَرَت
    كُـلٌ تُـشــيـرُ لِـحـيـدرٍ بِـثَـنَـــاءِ
    ثُمَّ المَعارِجُ والحـديدُ مَعَ الـنَـبَـا
    شَـهِـدَت لَــهُ ولآلِـهِ الأُمَـنــــاءِ
    والنَجْمُ والأحزابُ والزُمَرُ التي
    لَهِجَت بِفَضْلِ المرتضى بِجَلاءِ
    ولَــهُ بِـمـائِدَةِ الــكـتـابِِ وآيِـِها
    نَـصٌ صَـريحٌ واضِـحٌ كَـذُكـــاءِ
    وبسورةِ الشورى تَـجَلَّـت آيـَةٌ
    تدعو لِحِفْظِ مَوَدَّةَ القُرَباءِ
    وكذاكَ في التحريمِ والأنعامِ ثم بفاطرٍ
    سَـنَدٌ يَشعُّ لذي النُـهَى بِـسَنـاءِ
    وبِآلِ عـمِــرانٍ تَرَى فــي آيِـها
    نَــصّـاً لـــهُ ولآلِــهِ الـنُـجَــبـــاءِ
    ولَهُـمْ بِـبَــيِّـنَـةِ الكـتـابِ وآيِـها
    نَـصّــانِ فٓي مَـدحٍ لهم وثَـنــاءِ
    ولأحمدٍ تَتْرى أَحـاديـثُ جَـمَّـةٌ
    في المرتضى والعترةِ الشُفَعاءِ
    هذا الغَديرُ غديــرُ خُــمٍّ شــاهِدٌ
    رغمَ اشْتدادِ الحَرِّ في الصحراءِ
    جَمَعَ الرسـولُ المسلميـنَ مُبَلِّـغاً
    أَمْـرَ السَـمـاءِ واَقـدَسَ الأَنـبــاءِ
    وَقَفُوا وخَيْرُ الخَلْقِ يُعلنُ رافِعــاً
    كَـفَّ الـوَصِـيِّ بـِكَـفِّـهِ الـغَــرّاءِ
    مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فهذا المُرتـضـى
    مَوْلاهُ في السَرَّاءِ والـضَرَّاءِ
    شَهِدُوا ولكنْ في النفوسِ ضَغائِنٌ
    وتَـراكُـمٌ لـلحِقْدِ والبَـغْـضَـاءِ
    وهناكَ فَيْضٌ من حديثِ مُحَـمَّدٍ
    في حَقِّهِ صَعْبٌ على الإِحصاءِ
    يا واهِبَ التاريخَ بعدَ المصطفى
    أَسـمَى وِســامٍ يَزدَهي بِـبَـهـــاءِ
    تَبقى قَوافي الشِعْرِ دَوْماً سُجَّدَاً
    لِـلـعَـيْـنِ ثُــمَّ الـلَّامِ ثُــمَّ الــيــاءِ
    وَخِـتامُها مِـسْكٌ بِـبَـيْـتٍ واحدٍ
    نُـهْـديـهِ لِـلـشُـرَفـاءِ والـعُـقَـــلاءِ
    حارَت عُقـولُ العالَميـنَ بِنُقْطَةٍ
    فـي أَوَّلٌ الـقُـرآنِ تَحـتَ الـبَـــاءِ
    ***
    ------------------------------------------------
    * تــتـابــع أَســماء الســور الواردة فـــي القـصـيــدة أمـلـتـه ضــرورة عٓروضــيه لاستقامة الوزن ولا علاقة له بالتسلسل التاريخـــي لنــزول الآيــات او الســـور الشريفة وهناك سور اخرى وردت فيها الأشارة الى أهل البيت عليهم الســـــلام ولم تذكر في القصيدة اعلاه ، وسأشير الى ارقام الآيات التي تخص الامام علي واهل البيت ســـلام الله عليهم اجمعيـن في الســور الشـــريـــفة التـــي تــمــــت الاشـــارة اليـها فــي القـصـــيدة اعـــٓلاه وهـــــي:آل عـــمــران/٦١،الاحــــــزاب/٢٥و٣٣و٧٢، البقرة (فسطاط القرآن) / ٤٣ و١٣٤ و٢٠٧ و٢٧٣ ، الشـــــورى/٢٣،الشعراء /٢١٤، البينة / ٧و٨، الرعد/٧ و٤٣، المائـدة / ٣و٥٥و٦٧، القـصـص/٦٨، المعارج /١و٢و٣ ، الزمــــر /٣٣ و٣٤ و٥٦ ، النبأ/ ١و٢و٣ ، فاطر / ٣٢ ، هود / ١٧ ، التـوبــة ( براءة) / ٣ ، الدهـــر /٧ ، مريــم / ٩٦ ، الــواقـــعـة /١٠ و١١و ١٢ ، النجــم/١و٢و٣ و٤ ، الانـفـال /٢٤ و ٦٢ ، الحديد ١٩ ، التغابن / ٨ ، الانعام /٨٢ و ١٥٣ ، النساء/١١٥، يونس/٥٨، لقمان /٢٢.
    أما بـالـنـســبـة لـ ( مَـنْ) الواردة فــــــي الـبـيــت الثالث والعشـــرين مـن القصـــيدة فهـي اســـم موصــول بـمـعـنــى ( الذي) وليس اســٓم اسـتـفـهـام . لذلـك اقتضى التنويه..
    * كتبت هذه القصيدة في ٢١ رمضان ١٤٤٢ هـ لمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X