إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما وراء فدك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما وراء فدك


    يصادف يوم ( ١٤ ذو الحجة ) ذكرى نحلة فدك* من قبل الرسول لبضعته الزهراء صلوات الله عليهما ..

    ولقضية فدك أهمية كبيرة بالنسبة للمهتمّين بالتاريخ الإسلامي ، وبالأخص في الحقبة الزمنية التي أعقبت وفاة الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه مباشرةً والتي شهدت مصادرتها من قبل حكومة السقيفة انئذ ..

    هذه الحادثة في هذه الفترة تعكس للمؤرخ عدداً من الحقائق والخفايا والتي لا يمكن الإطلاع عليها وقرائتها في أحداث وفترات أخرى .

    وأهمّ حقيقة نريد التركيز عليها هنا هي دوافع المبادرة السريعة لمخالفات إسلامية كبيرة وخطيرة حصلت في هذه الفترة ، وأهمها المخالفة العقائدية فيما يخصّ ( تعيين خليفة الرسول ) ، والشرعية فيما يخصّ ( إخراج النبي من حكم اسلامي ثابت يتعلّق بموضوع الإرث ) ..!! .

    والدافع الرئيس الذي ننتزعه من تلك الأحداث هو مسابقة الزمن في سحب البساط - الشرعي الإلهي- من أهل البيت ع .. ! فالمهمّ في مسألة فدك ليس فدكاً بذاتها ، وإنما المهمّ هو ما وراء مصادرة فدك ، فهي إعلان رسمي لرفع يد أهل البيت ع عن حقوقهم وما في حوزتهم ، وإسقاط الحجّية عن كلامهم ، وسحب الشرعية عن شهادتهم صلوات الله عليهم .. فالفترة ما بعد فقد الرسول حسّاسة ولا تقبل القسمة على اثنين ولا تتحمل التأخير ، فهي نقطة الشروع والأساس لما يأتي بعدها ، وهذا هو اسلوب الانقلابات ، فالسرعة والمباغتة من أهم عناصر ومقوّمات نجاحها .. !!

    لم يكن استعجالهم بتسمية الخليفة قبل اكتمال تجهيز جنازة الرسول ص وآله خوفاً على الإسلام ، ولا حبّاً ورأفةً بالمسلمين ، وإنما استباقاً لأحداث تفرضها طبيعة الأشياء ان وقعت فإن معالجتها ستصبح بمنزلة المستحيل ..

    بعد هذه الفترة الحساسه وبعد تثبيت قواعد السقيفة لم تعد فدك ذات أهمية سياسية ، ولهذا نجد انها أتيح لأهل البيت استرجاعها ، بل أرجعت اليهم فعلا ولأكثر من مره ..

    هو ملفّ انتهى عمره الافتراضي ( العمر الرابح ) بالنسبة لخط السقيفة ، بينما بالنسبة لأهل البيت ع لم ولن ينتهي ، فاستعملوه كورقة ضغط على اعدائهم ونقطة خزي لمناوئيهم ، حرصوا على أن تكون فدك تأريخاً كاشفاً لمظلوميتهم وطغيان ظالميهم .. ولهذا نراهم غير حريصين - بل ممانعين احيانا - لإسترجاعها لهم ..

    لا يمكن إحداث قطيعة بيننا وبين هكذا أحداث وتفاصيل تاريخية - كما يريد بعض الحداثويين - ما دامت وراءها حقائق إسلامية ترتبط بعقيدة المسلم وشريعته ، فلم يقطع القرآن الصلة مع بدء تأريخ البشرية وما حصل بين الأخوين هابيل وقابيل ، ولم يقطع الصلة التاريخية عن أقوام عاشت ثم بادت ، ومدن عمرت ثم اندثرت ودول حكمت ثم اختفت .. !

    هكذا حقائق ليست حقّاً شخصياً حتى يتم التنازل عنه ، ولا ذات طبيعة شخصية وفردية يمكن اهمالها ونسيانها ، فهي أمانة علمية ودينية تحملها الأمة على عاتقها ، تحاول من خلالها اعادة الأمور الى نصابها ، ولا أقلّ ايصال ملفّها كبريد الى أهلها .

    ---------------------------
    * فَدَكْ اسم لأرض زراعية واسعة الأطراف ، وهي واحة خصبة كانت مسكناً لليهود ، تقع بالقرب من خيبر، وتحديداً في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة حائل في الحجاز ، وهي تبعد عن المدينة المنورة بحدود 150 كيلومتراً ، أفاءها الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه و آله) في سنة سبع للهجرة صلحاً ، وذلك أنّ النبي (صلى الله عليه و آله) لما نزل خيبر وفتح حصونها و لم يبق إلاّ ثلث ، و اشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله (صلى الله عليه و آله) يسألونه أن يُنزلهم على الجلاء و فعل ، وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك . فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه و آله) ، و فيها عين فوّارة و نخيل كثيرة ..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X