بسم الله الرحمن الرحيم

ينقل السيد أحمد المددي : في تلك الليلة التي وصلنا فيها بخدمة السيد المستنبط حدّثنا بقضية عجيبة لا يخلو ذكرها من فائدة: فقد كان في أحد مدارس النجف خادم يدعى «زائر جعفر» وكان رجلاً مقدّساً وخدوماً يقضي حوائج الطلاب وربما يغسل حتى ثيابهم، وكان الطلاب يتلاطفون معه ويمازحونه بعض الشيء وهو يتحملهم ولا يقول شيئاً.

وفي إحدى الليالي ذهب أحد الطلاب إلى غرفته لحاجة معيّنة فلما إقترب من غرفته وإذا به يسمع حديثاً يدور بين «زائر جعفر» وشخص آخر والغرفة قد إمتلأت نوراً. فإنتظر قليلاً حتى إنقطع الحديث وزال ذلك النور، فدخل الغرفة وسأله عن ذلك، فسكت «زائر جعفر» وقال: لا شيء. ولكن الطالب أصرّ عليه، فقال له: نعم، ولكن بشرطين: الأوّل: أن لا تخبر بذلك أحداً ما دمت حيّاً، والثاني: أن لا يختلف تعاملكم معي عمّا عليه في السابق من المزاح والملاطفة. فقبل الطالب بذلك. فذكر له القصة وتبيّن أن «زائر جعفر» من الأولياء. يقول هذا الطالب: في يوم من الأيّام أخبرني «زائر جعفر» أنّه إذا جاء في صبيحة يوم غد فسوف لا يجده. فسألته أين تذهب؟ فقال: إنّ أحد أصحاب الإمام الحجّةعجل الله فرجه قد توفي وقد نصبني الإمام مكانه. ولابّد أن أذهب..