إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

” إلهي أعوذُ بِكَ مِن غَضَبِكَ وَحُلولِ سَخَطِكَ “

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ” إلهي أعوذُ بِكَ مِن غَضَبِكَ وَحُلولِ سَخَطِكَ “


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد..

    • هل كل ذنب يستوجب غضب الله وسخطه ويحرم الإنسان من الوصول الى محضر الحق ؟
    • ما الذي اوجب ان ينال ابليس السخط الالهي مع انه عبد الله ستة آلاف سنة كما قال اميرالمؤمنين (ع) ؟
    • ما المقصود من غضب الله ؟ وهل هو نفس السخط ؟

    من الممكن لبعض الذنوب أن بعد الإنسان عن الله إلى الدرجة التي يُصبح فيها مورد غضبه وسخطه، فلا تبقى في وجوده أي نقطة مضيئة فيصبح مطروداً من الساحة الإلهية كلّيًّا.

    ~ هناك أشخاص يقومون بأعمال حسنة في بداية الحياة، ولكن من الممكن أن يتواجدوا في بعض الظروف ويتدنّسوا بحيث يصل بهم الأمر إلى درجة اسوداد ماضيهم، لا بل لا يبقى فيهم أيّ أمل للإصلاح في المستقبل.

    وقد قام أهل البيت عليهم السلام بتوجيهنا في العديد من الموارد إلى ما حلّ بإبليس. يقول أمير المؤمنين علي(ع) : «وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدری أَمِنْ سنيّ الدنيا أم من سنيّ الآخرة».
    وهناك احتمال أن كل يوم من تلك السنوات الطويلة يساوي آلاف السّنين. لكن هذه العبادات لم تكن نابعة من الإيمان ومن الاعتقاد بالربوبية التشريعية الإلهية. وقد كان الشيطان قد قبل بوجود الله ووحدانيته وربوبيته التكوينية وكان يعتقد بالقيامة.

    ~ لهذا كان الشيطان يمتلك ذاك العصيان المتجذّر الذي انتهى به إلى الكفر، أو أنه كان نابعًا من الكفر. لم يكن الشيطان يعتقد بالربوبية التشريعية لله، أي أنه لم يكن يقبل بأن عليه إطاعة أمر الله، ولأجل ذلك حين أمره الله بالسجود لآدم قال:
    { أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ}
    وبهذا الجواب اعترض على الحكم الإلهي قائلا كيف يسجد الأفضل لمن هو أقل في مقامه؟ وهذه الروح الاستكباريّة هي إنكار الربوبية التشريعية والكفر. لأجل ذلك يتم تشبيه كفر بعض الناس بكفر إبليس لأنه كان أسوأ الكفر.

    على أي حال، على الذي يناجي الله أن يلتفت إلى أنه من الممكن أن تحرمه ذنوبه من الوصول إلى محضر الحق حرمانًا تامًّا وتجعله مورد غضبه كما قال الله تعالى: «ومن يحلِلْ عليه غضبي فقد هوی».

    ~ لهذا فإننا في هذا المقطع من المناجاة نقول إنا نلجأ إليك من أن نكون محل غضبك وسخطك.

    الكثير من الأشياء قد تسوؤنا نحن البشر، ولكن لا نُظهر الغضب والسّخط تجاه ما هو غير شديد السوء. الله تعالى يفرق بين المعاصي، ولا يساوي بين الذنوب الصغيرة التي يمكن أن تُغتفر والذنوب الكبيرة التي يمكن أن تغتفر بالتوبة أو الشفاعة، والذنوب التي تكون مثل محاربة الله والتي لها عقوبة شديدة.
    وفي القرآن الكريم يوجد اختلاف بين الرضا والثواب، فمثلا حين يقول: {رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّٰت}، يُعلم أن الرضا شيءٌ أعلى من الجنة، فأولئك الذين يعبدون طمعًا بالجنة ينالون أجراً مثل الجنة، أما أولئك الذين هم مثل أمير المؤمنين والأئمة (ع) فینالون ما هو أعلى من الجنة أي الرضوان الإلهي: {ورضوانٌ من الله أكبر}

    .. ينبغي القول إن لله تلاؤمًا مع كلّ كمالٍ ومُخالفةً مع كلّ ما هو ضد الكمال، فحين نريد أن نأخذ بعين الاعتبار المراتب الموجودة بين ذات الله ومقام الفعل الخارجي، مثل أن الله يحب ذاك أو لا يحب، يجب القول إن حُبّه للكمالات، التي هي عين ذاته، هو رضاه، وإن عدم حبه هو السخط.
    بالطبع بمجرد أن يرتكب الإنسان معصية لا يصبح مباشرة مورد سخط الله وغضبه، وإلا لما أُعطي المجال لارتكابه. يجب أن يكون الأمر سيّئًا جداً وقبيحًا إلى الدرجة التي يصبح الإنسان معها ردیف {المغضوب عليهم}، وعندها لا
    يرى وجه السعادة أبداً. وإذا لم يصل الإنسان إلى هذا الحد يمكن أن نأمل بإصلاحه، كما جاء في مناجاة أخرى:
    «فإن لم تكن غضبت علي فلا أبالی».

    ~ فعلى الإنسان أن يلجأ إلى الله لئلاّ يِصبح مشمولا بغضبه. يجب أن يطلب التوفيق لكيلا يقوم بذاك الفعل الذي يُوجب غضب الله، لأنه في مثل هذه الحالة لن يكون هناك أملٌ بالعفو.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X