✨الشبهة :
قال المخالفون ان المراد من قوله تعالى (( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ )) هو نفس النبي صلى الله عليه واله وليس امير المؤمنين عليه السلام و لو كان المقصود منها هو امير المؤمنين عليه السلام لما جاز للنبي ان يزوج ابنته من امير المؤمنين عليه السلام لأنه نفسه فكيف يزوج ابنته لنفسه .
الجواب :
اولا : لا يصح ان يكون المراد منها هو النبي صلى الله عليه واله وذلك لامرين :
احدهما : التغاير بين الداعي والمدعو وذلك لانه لا يصح ان يدعو الانسان نفسه بل لابد ان يدعو غيره .
وثانيهما : انه لو كان المراد هو النبي صلى الله عليه واله لكان مجيء الامام علي عليه السلام كان بلا دعوة وهو لا يصح بحقه ولا بحق النبي صلى الله عليه واله فكيف يسمح النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام ان يأتي ولم يكن ممن اراد الله عز وجل حضورهم ولا ممن دعاهم النبي صلى الله عليه واله !!
ثانيا : ليس المراد من انفسنا هاهنا ان النبي صلى الله عليه واله هو الامام علي عليه السلام بحيث يكونا متحدين هوية بل هذا مما لا يقول به عاقل وما دام الامر ليس كذلك فلا يرد عليه الاشكال المتقدم اذ ان التغاير في الماهية مما لا شك فيه فلا تكون الزهراء عليها السلام ابنة للامام وان كان الامام نفس النبي صلى الله عليه واله .
كما ان عيسى عليه السلام يلقب بروح الله وليس المراد الاتحاد والعياذ بالله .
ثالثا : المراد من كون الامام نفس النبي صلى الله عليه واله ان له من المنزلة ما للنبي صلى الله عليه واله ما خلا النبوة لانه لا نبي بعده صلى الله عليه واله فهو حجة الله عز وجل على الخلق كما ان النبي صلى الله عليه واله كذلك لانهما اولى منا بانفسنا كما دل عليه حديث الغدير .
رابعا : دلت الروايات المستفيضة على ان النبي صلى الله عليه واله قد اكد هذا المعنى القراني فنفيه مكابرة
- ففي (مجمع الزوائد) للهيثمي: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد عليّ، فقال: هذا) مجمع الزوائد 9: 163 كتاب المناقب، باب فضائل أهل البيت.
- وفي (المصنف) للصنعاني: عن عبد الله بن حنطب، قال لرسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) لوفد ثقيف حين جاءوا: (لتسلمنّ أو لنبعثن رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليضرب أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم)، فقال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ، جعلت أنصب صدري رجاء أن يقول: هو هذا. قال: فالتفت إلى عليّ، فأخذ بيده ثم قال: (هو هذا، هو هذا)
المصنف للصنعاني 11: 226 الحديث (20389).
- وفي (المصنف) لابن أبي شيبة: (اللهم أنا أو كنفسي، ثم أخذ بيد عليّ)
مصنف ابن أبي شيبة 7: 499 كتاب الفضائل، فضائل عليّ بن أبي طالب الحديث (30).
- وفيه أيضاً: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو لنفسي فليضربنّ أعناق مقاتليهم وليسبينّ ذراريهم، قال: فرأى الناس أنّه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد عليّ، فقال: هذا)، وذكر ذلك أبو يعلى في مسنده، والحاكم في (المستدرك) وقال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
مصنف ابن أبي شيبة 8: 498 كتاب الفضائل، فضائل عليّ بن أبي طالب الحديث (23).
مسند أبي يعلى 2: 166 من مسند عبد الرحمن بن عوف الحديث (859).
المستدرك 2: 120 - 121 كتاب الجهاد، قصة فتح مكة والطائف وهجر.
https://t.me/hhllttaallmm97/183