كل ثـورة وانتفاضة لابد لها مـن عنصرين أساسـيين هما: الدم، والرسالة. ويـرادمـن عنصرالدم هـو الكفـاح الدامي الـذي يقتضي الاستشهاد والتضحية في سبيل المبادئ والقيم المقدسة. والمرادمن العنصرالرسـالي ً أيضا هو إيصال وبث رسالة الثورة وتبيين مبادئها وأهدافها. ولا يقل العنصرالثاني في نجاح ثـورةمن الثورات أهمية عن العنصرالأول، لأنه إذا لم يتم تبيين وتوضيح أهدافها ومبادئها للمجتمع فقدت الثورة دعمهاالشعبي وانصهرت في بوتقة النسـيان وصارتعرضة للتغيير والتحريف على يد أعدائها. وعندما نلقي نظرة فاحصة على ثورةالإمام الحسين عليه السلام المقدسـة نجـد أن هذين العنصرين متوفران فيها بشـكل تام.
وتسـتطيع المرأة القيام بالكثيرمن الأدوار والمهام الكبيرة، ويمكنها المشـاركة في البنـاء والتغيير والإصـلاح الاجتماعي، فالمـرأة شـريكة الرجـل فـي تحمـل المسـؤوليات الدينيـة والاجتماعيـة، وعضو أصيل وفاعل في إنماء المجتمع وتطويره وتنميتـه، وبدونهـا لا يمكـن صناعـة الإصـلاح الاجتماعي، أو إحداث تغيير حقيقي في مسارالمجتمع الإنساني. وعندمانلقي نظرةعلى شريط الأحداث في معركة عاشوراء ومـا قبلها وما بعدها سـنجد أن المرأة حاضرة بقوة في المسـيرة الحسـينية منذ البداية وحتى بعد انتهاءالمعركة، فالإمام الحسين عليه السلام كان يـدرك ضـرورة وجودالمـرأة في هـذه المعركة،كي تقومب أدوارالتوعية والإرشاد و الدعم اللوجستيي للمعركة. وبعـد المعركةكان للمرأة دورمهم في توعيةالرأي العام، وإيصال أهداف الثورة الحسينيةإلى الناس، و تصحيح التضليل دورالمرأة في النهضة الحسينية الإعلامي، وفضح السياسة الأموية الظالمة. ولذلـكعندمـا عاتـب ابن عبـاس الإمام الحسـين عليه السلام بحمله النسـاءمعه إلى كربلاءأجابه الإمام عليه السلام :قد شـاءالله أن يراهـن سـبايا) فالمـرأةكانت شـريكة في النهضةالحسـينية، وكان لها أدواركبيرة، وسـاهمت في إكمال المسـيرة الحسـينية بعد استشهادأبطالها. ويذكرلنا التاريخ نماذج لنسـاء شـاركن فـي صنع النهضة الحسـينية، وسـاهمن بدوركبيرفي الحفاظ علـى أهداف الثورة وتطلعاتها. ومن الأسماء البارزة في النهضة الحسينية المباركة:
١-العقيلة زينب بنت أميرالمؤمنين عليهما السلام.
٢ -دلهم بنت عمرو (زوجةزهيربن القبن).
٣ -مارية بنت منقذ العبدية.
٤ -طوعة التي استضافت مسلم.
٥ -أم وهب (قمربنت عبد أول شهيدة في كربلاء). هـذه نمـاذج كان لهـا أدوارفي النهضـةالحسـينيةأقدمها كقدوات حسنة للمرأة المسلمة في عصرنا وفي كل عصر ومصر عمـا يمكـن للمرأةالمسـلمةالقيام بأدوارمهمة في خدمة الدين والعلم والمجتمع.
الشيخ:عبدالله أحمد اليوسف