بسم الله الرحمن الرحيم
◾️قال الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي: إنّ إحياء ذكرى سيد الشهداء هي إعادة لصياغة الحياة الحسينيّة؛ وذلك لننتفع بتلك الحياة الكريمة على أحسن نحو، ولا ينبغي الاكتفاء بالدراسات العلميّة؛ لأنّ الإنسان بحاجة إلى استثارة عواطفه ومشاعره، ولا ينبغي الاقتصار أيضاً على العواطف الإيجابيّة كالفرح والسرور، والضحك والابتسام. ◾️وذلك لأن إحياء ذكرى سيد الشهداء (عليه السّلام) ومظلوميته لا يتيسر إلاّ عن طريق مشاعر الحماس والحزن، والبكاء والحداد. ومع إرسالنا لآلاف التحية والسلام للإمام الحسين (عليه السّلام)، ولتراب قبره الطاهر فإننا نرسل آلاف اللعن لأعداء الحسين (عليه السّلام)؛ أعداء الله والإسلام. ◾️والسلام وحده لا يحل المشكلة؛ لأننا لا نستطيع أن ننتفع من بركات الحسين (عليه السّلام) إلاّ إذا قمنا باللعن أولاً لأعدائه، ثمَّ نرسل إليه التحية والسلام. ◾️والقرآن يذكر أولاً في صفات المؤمنين من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله) {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ}، ثم يقول: {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} فلا بدّ من وجود اللعن إلى جانب السلام، ولا بدّ من إظهار التبرّي والعداوة لأعداء الإسلام إلى جانب التولّي لأولياء الله، إذا كنّا بهذه الصورة فنحن حسينيّون، وإلاّ فإنه لا ينبغي أن نلصق أنفسنا بالحسين (عليه السّلام) من دون استحقاق.
📕 نظرة في إحياء مراسم عاشوراء: ص ٥٠ ـ ٥١