تفسير_الإمام_العسكري: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی:
{وَلَقَد عَلِمْتُمُ الَّذِینَ اعْتَدَوْا مِنْکُمْ فِي السَّبْتِ لَمَّا اصْطَادُوا السَّمَکَ فِیهِ فَقُلْنا لَهُمْ کُونُوا قِرَدَةً خاسِئِینَ مُبْعَدِینَ عَنْ کُلِّ خَیْرٍ}
قال مولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين صلواتُ الله عليه:
( إِنَّ اللَّهَ مَسَخَ هَؤُلَاءِ لِاصْطِیَادِهِمُ السَّمَکَ فَکَیْفَ تَرَی عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَالَ مَنْ قَتَلَ أَوْلَادَ رَسُولِ اللَّهِ وَ هَتَکَ حُرْمَتَهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَ إِنْ لَمْ یَمْسَخْهُمْ فِي الدُّنْیَا فَإِنَّ الْمُعَدَّ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ أَضْعَافُ عَذَابِ الْمَسْخِ )
فَقِیلَ لَهُ: یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّا قَدْ سَمِعْنَا مِنْکَ هَذَا الْحَدِیثَ فَقَالَ لَنَا بَعْضُ النُّصَّاب:ِ فَإِنْ کَانَ قَتْلُ الْحُسَیْنِ بَاطِلًا فَهُوَ أَعْظَمُ مِنْ صَیْدِ السَّمَکِ فِي السَّبْتِ أَفَمَا کَانَ یَغْضَبُ عَلَی قَاتِلِیهِ کَمَا غَضِبَ عَلَی صَیّادِي السَّمَکِ ؟
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صلواتُ الله عليه: ( قُلْ لِهَؤُلَاءِ النُّصَّابِ فَإِنْ کَانَ إِبْلِیسُ مَعَاصِیهِ أَعْظَمَ مِنْ مَعَاصِي مَنْ کَفَرَ بِإِغْوَائِهِ فَأَهْلَکَ اللَّهُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ کَقَوْمِ نُوحٍ وَ فِرْعَوْنَ وَ لَمْ یُهْلِکْ إِبْلِیسَ وَ هُوَ أَوْلَی بِالْهَلَاکِ فَمَا بَالُهُ أَهْلَکَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ قَصُرُوا عَنْ إِبْلِیسَ فِي عَمَلِ الْمُوبِقَاتِ وَ أَمْهَلَ إِبْلِیسَ مَعَ إِیثَارِهِ لِکَشْفِ الْمُخْزِیَاتِ أَلَا کَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ حَکِیماً بِتَدْبِیرِهِ وَ حُکْمِهِ فِیمَنْ أَهْلَکَ وَ فِیمَنِ اسْتَبْقَی فَکَذَلِکَ هَؤُلَاءِ الصَّائِدُونَ فِی السَّبْتِ وَ هَؤُلَاءِ الْقَاتِلُونَ لِلْحُسَیْنِ یَفْعَلُ فِي الْفَرِیقَیْنِ مَا یَعْلَمُ أَنَّهُ أَوْلَی بِالصَّوَابِ وَ الْحِکْمَةِ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ عِبَادُهُ یُسْأَلُونَ
ثُمَّ قَالَ صلواتُ الله عليه: أَمَا إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ لَوْ کَانُوا حِینَ هَمُّوا بِقَبِیحِ فِعَالِهِمْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ أَنْ یَعْصِمَهُمْ مِنْ ذَلِکَ لَعَصَمَهُمْ وَ کَذَلِکَ النَّاهُونَ لَهُمْ لَوْ سَأَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَعْصِمَهُمْ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لَعَصَمَهُمْ وَ لَکِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یُلْهِمْهُمْ ذَلِکَ وَ لَمْ یُوَفِّقْهُمْ لَهُ فَجَرَتْ مَعْلُومَاتُ اللَّهِ فِیهِمْ عَلَی مَا کَانَ سُطِرَ فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ).
[بحار الأنوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار ]