رقية يا درة الانبياء
تبلجت عن صدف الخاتم
أيا نبعة الوحي ميست دماك
بطيب الرضاعة من فاطم
ويا نسل أحمد صفواً حباك
بأکرم ما فاض من مکرم
فوجهك قرآن هذا الوجود
يترجم عن قلبك المفعم
وتأويل آياته في الطفوف
لديك من الحادث المحکم
فأنت وإن خصك الواصفون
بأقدس ما ضمّ في المعجم
لأرفع مما ينال البيان
و مما تخط يد الراقم
وان خصك صرف هذا الزمان
بکأس أمر متن العلقم
فذاك لما ناف من معدن
براك وما جلّ من منجم
وما مدحتي لك مما يقال
غلوّ ولا قولة الحالم
ولا راعني فيك عذل الغواة
کفاني جواب لمن تنتمي
فقد خصك الله في دوحة
تبرعمت في فرعها الأکرم
أيا زهرة ألبستها السياط
رداء البراءة کالعندم
دماء علی عاتقيها تسيل
ونبعاً ينزّ من البرعم
وعطر الغضارة منها يفوح
بطيب القداسة من هاشم
ولم انسها اذ حنت رأسها
علی الرأس ساجدة للدم
تؤدي مناسك حج السبا
وتسعی تلبي بلثم الفم
وکعبتها الرأس فيه تطوف
بسر من العشق لم يعلم
فلم ير في الجن ما کابدت
ولا في الملاك ولا الآدم
وما حجها مثل حج الخليل
وموسی وعيسی ولا آدم
وأفردها حبها للحسين
بمنسك من حجهم أعظم
فما طاف من قبلها الطائفون
بأقدس من بيتها الأکرم
ولا محرم قبلها بالدما
توضأ من فيض نحرٍ دمي
فلا عين عيسی وموسی الکليم
ولا عين حوا ولا مريم
رأت زفة العرس بين السيوف
تحني دماً وفرة القاسم
ولا العاكفون رأوا خيمة
لهم سجّرتها يد المضرم
ولم يصفعوا بأکف الطغاة
وليس لهم راحم أو حمي
ولا الزاهدون أطافوا بهم
أساری يساقون کالمغنم
وأنی رأت أعين الانبياء
رضيعاً ظميّاً بسهمٍ رمي
تردی ظمياً ولولا السهام
تحز وريديه لم يفطم
وخيلاً تدوس عراة الصدور
ولله ماديس من أعظم
ورأساً علی رأس رمحٍ تطوف
به أرؤس غر کالانجم
ولا شهدت أعين الأنبياء
دماء القيود علی المعصم
ولم تصل حرّ لهيب السياط
تجول علی المتن کالارقم
فتنهش لحماً تود العروش
لتقبيله هيبة ترتمي
ونسوة يسلبها خدرها
ظلوم فتهدی الی أظلم
وأطفال أيتام عطشی جياع
علی الهزل في مقفرٍ مظلم
قضيت المناسك اطراقة
علی الرأس في صحوة الملهم
وقلبك نار تذيب الجمار
لهيباً ولم تطف بالساجم
فلامثل حجك من حجةٍ
ولا مثل طفك من موسم
ولا حرماً فاز في کعبة
کطست حوی کعبة في الدم
فلم ير کالطست من مسجد
وليس كمثلك من محرم
ولا مثل طهرك طهر الدماء
وليس كمثلك من قائم
ولا مثل اسرائك عند السری
ولا كعروجك في العالم
براقك فيه نجيع الدماء
وقصدك للاوحد الأقدم
رقية يهنيك هذا العروج
به عدت للاصل فلتسلمي
فلا کالسبا في الوری رحلة
ولا كحسينك من مغنم


للاستاذ احسان محمد شاكر