وفقكم الله لكل خير انشاء الله
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
صحائف قدسية الحلقه الاولى 20 / 6 / 2015
تقليص
X
-
صحائف قدسية الحلقه الاولى 20 / 6 / 2015
شرح أدعية شهر رمضان
اعداد // هدى الوتار
تقديم // رؤى علي
م // سرى المسلماني
*******************
( اَللّـهُمَّ !.. لا تَخْذُلْني فيهِ لِتَعَرُّضِ مَعْصِيَتِكَ ، وَلا تَضْرِبْني بِسِياطِ نَقِمَتِكَ ، وَزَحْزِحْني فيهِ مِنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ ، بِمَنِّكَ وَأَياديكَ ، يا مُنْتَهى رَغْبَةِ الرّاغِبينَ ! ).
- ( اَللّـهُمَّ لا تَخْذُلْني فيهِ لِتَعَرُّضِ مَعْصِيَتِكَ...) :
ما معنى التوفيق الإلهي ، وما معنى الخذلان الإلهي ؟.
. وأن التوفيق أمر مستوعب ، وهو أن الله عزوجل يهيئ الأسباب للإنسان الذي يستحق التسديد.. ولكن ما هو
الكلام في الخذلان ؟.. كيف الله سبحانه وتعالى يخذل العبد ويوفقه لأن يرتكب الحرام ؟.. وكيف يتناسب هذا مع
الرأفة الإلهية والرحمة الإلهية ؟..
الجواب : أن الله عزوجل له أسلوبان . الأول : أسلوب التسديد والعناية ، وهو المعروف بالتوفيق..
والثاني : أسلوب الإيكال إلى النفس ، وهو المعروف بالخذلان..
ففي الخذلان الله تعالى لا يوقع العبد في المعصية ، فلو كان الأمر كذلك -أي إذا أوقعه في المعصية- فإنه لا معنى
للعقاب والحساب يوم القيامة ، وإنما الله عزوجل يرفع عنه التسديد ، فعندئذ هذا العبد لا
يرى القبيح قبيحاً ، ولا يرى المنكر منكراً..
الملاحظ أن بعض الناس يعيش حالة التقزز الشديد والانصراف النفسي ، عندما يرى بعض الحشرات القبيحة أو
المزعجة . إن الإنسان المؤمن يصل إلى درجة من الاشمئزاز واستقذار الحرام ، بحيث أنه إذا وقع نظره على
حرام فإنه لا يطيق النظر إليه ، وكأنه رأى منظراً مقززاً من حشرة لا يطاق النظر إليها.
- (وَلا تَضْرِبْني بِسِياطِ نَقِمَتِكَ...) :
ورد عن الإمام الباقر (ع) : (إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان : ضنك في المعيشة ، ووهن في العبادة ، وما
ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب)..
أن لله عزوجل عقوبات في الأبدان : كالمرض والعطب والألم... ، وفيغيره ، ولكن أشد العقوبات على الإنسان
إذا كان يركض فالغزال يركض.. إذن، الذي يميز الإنسان عن غيره من الحيوان والنبات ، ليس هو النمو ، وليس
هو التكاثر ، وليس هو عملية الطعام والشراب ، وإنما الذي يميزه دركه لملكوت الوجود وباطن الحياة ، ولهذا قيل
بأن الإنسان حيوان ناطق ، أي مفكر ، فعندما ينطق ينطق عن تفكير ، لا كالببغاء.. إذن، من عقوبات الله تعالى
على عبده ، أن يضربه بسياط النقمة ، فلا يفقه قلبه ، أي لا يعقل ،
كما في قوله تعالى : {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
.
- (وَزَحْزِحْني فيهِ مِنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ ، بِمَنِّكَ وَأَياديكَ ، يا مُنْتَهى رَغْبَةِ الرّاغِبينَ ! ) :
وفي شهر رمضان من المناسب جداً للمؤمن أن يطلب من ربه بالإضافة إلى المغفرة ، أن يرفع عنه أثر المعصية
، فقد يغفر الله عزوجل للعبد ، فيرتفع عنه عذاب جهنم والمؤاخذة في القبر ،
، الأمر الأول : أن يرفع عنه العقوبة ، والأمر الآخر: أن يبدل الجو النفسي الذي أوجدته المعصية ؛ حتى يعيش
جو الإقبال على الله تعالى.. وإذا الإنسان لم يقبل في شهر رمضان ، فمتى يقبل ؟.. إذا الإنسان دخل ضيافة الملك
، والملك لم يستقبله استقبال الراضين عنه ، فهل يتوقع أن يعامله معاملة جيدة ، إذا خرج من القصر ، وإذا لم يكن في ضيافته ؟.. أبداً..
حيث يقول تعالى : {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا }..
فلولا العناية الإلهية ، ما زكى منا أحد أبداً ، فكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى.. لأن طبيعة الحياة المليئة
بالشهواتوالغفلات ، طبيعة لا تسمح للإنسان أن يتقدم إلى الله تعالى بما لديه من رصيد ، ومن هنا لابد من وجود
قوة أخرى وجهة أخرى متفضلة ، وهي التي تجعل البركة في ما يقوم به المؤمن.
وفقنا الله تعالى وإياكم ، لأن نكون من عباده الصالحين !..
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
اترك تعليق: