تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
🔻إنّ عدم التأثّر بكلام الناس له من الأهمية ما جعله في كلام الأئمة المعصومين (ع) معيارًا لتشيّع الإنسان.
✨ففي حديث الإمام الباقر (ع) الذي يخاطب به جابر بن يزيد الجعفي (وهو أحد أصحاب سرّه): "واعْلَمْ بأنّك لَا تَكونَ لَنا وَلِيًّا حتّى لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْكَ أهْلُ مِصْرِكَ وَقَالُوا إنّكَ رَجُلُ سُوءٌ لَمْ يَحْزُنْكَ ذلِكَ وَلَو قالوا إنّكَ رَجُلٌ صالِحٌ لَمْ يسُرَّكَ ذلِكَ، وَلَكِنْ إِعْرِضْ نَفْسَكَ على كِتابِ الله"؛
◀️أيا جابر! إذا أردت أن تكون من شيعتنا، فإنّ شيعتنا هم على هذا النحو: لو اجتمع جميع سكان المدينة وأطلقوا شعارات: "الموت لجابر! جابر رجلٌ سيّئ! إنّه كافر"، فإنّ ذم النّاس لا يترك في قلبك أي تأثير ولا يخيفك مثقال ذرّة،
◀️ومن ناحيةٍ أخرى: "لو قالوا: إنّك رجلٌ صالح لم يسرّك ذلك ... أي لو أنّ جميع أهل المدينة اجتمعوا وقالوا: "أحسنت! فليعش جابر" فإنّ مدح الناس لك لا يترك أي أثر في قلبك، ولا يجعلك فرحًا مثقال ذرّة.
❗️بالطبع، إنّ الوصول إلى هذه الحالة المعنوية أمرٌ صعبٌ جدًّا. تصوّروا لو أنّ أحدًا قال لنا: "لماذا قمت بالعمل الفلاني؟!" فإنّنا ننزعج، ويضعف عملنا، فماذا لو حصل أنّ جميع الناس لامونا وقالوا: "عجبًا! لقد قمت بعملٍ سيّئ!"
🔅يريد أهل البيت (ع) تربية أشخاص لا يتأسّفون على أموالهم وأرواحهم وعزّتهم وماء وجههم ورأسمالهم وأعزّائهم في سبيل أداء التكليف الإلهيّ، ولا يتزلزلون.
🍃ولا شك بأنّ المتربّون في مدرسة أهل البيت يحافظون على روحية الإيثار هذه في الجهاد الثقافي أيضًا، وينفقون العمر كلّه في سبيل تبيين وترويج القيم والعقائد الإسلامية. فلو أضحى مثل هذا الشخص مورد ملامة الآخرين، فإنّه لا يتزلزل ولا يتراجع أبدًا...
👈 لهذا، على الإنسان أن يتأمّل في نفسه، فإذا لم تكن أعماله وسلوكه على أساس التكليف وتحقيق رضا الله تعالى، فعليه أن يعيد النظر فيها ويصحّحها، وبعد تشخيص تكليفه بشكلٍ قطعيّ لا ينبغي له أن يقصّر فيه. فإذا تركت وظيفتك وتكليفك بسبب ما يقوله الناس فعليك أن تشكّك بتشيّعك!!