اللهم صل على محمد وآل محمد
من المناسب وهو يودع الإمام أن يطلب منه هذه الطلبات الأربع الموجودة في دعاء وداع الأئمة (دعاء المضامين):
(بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي!.. اجعلوني في همكم، وصيروني في حزبكم، وأدخلوني في شفاعتكم، واذكروني عند ربكم)..
وهي طلبات مهمة جدا، ولو استجيبت للزائر، فهو ذو حظ عظيم:
1. أن يكون من هم الإمام..
فيقول: يا مولاي، اجعلني من همك، كالولد الذي يكون من هم والده..
فهو إن كان في بيته يعطيه، ويهتم بتدبير أموره، وحتى لو أنه ذهب إلى أقاصي العالم، أيضا هو يعطيه، ويرسل له ما يحتاجه من المال.
2. أن يكون من حزبهم..
فإن حزب الله هم الغالبون.
3. أن يدخله الإمام في شفاعته.
4. أن يذكره الإمام عند الرب..
نحن نقصد الإمام في حوائجنا، لما له من وجاهة عند الله تعالى، ودعوته لا ترد..
فليس هذا من الشرك أبدا، ومعنى التوحيد جلي في هذه العبارة، وليس هنالك أي صورة من صور الشرك حتى المتوهم منه.
وكلما اشتد الحزن في ساعة الوداع لفراق الإمام، فإنه يكشف عن قوة العلاقة والارتباط به..
وكما أن الزائر يتألم لفراق الإمام ويبكي، فالإمام أيضا من الممكن أنه يشتاق له، ويراه ضيفا عزيزا، ويستحق أن يدعى مرة أخرى..
لا شك أن هناك مشاعرا في قلب الإمام في عالم البرزخ، نحن لا نعلمها..
ولكن أئمتنا (ع) أوفياء، وقد كان الإمام علي (ع) يبدي شوقه إلى سلمان وأصحابه الذين ماتوا، فلماذا لا يشتاق إلى هذا الزائر المحب، الذي غادر النجف باكيا ومتألما لفراقه؟..
فمن الممكن وجود هذا الشوق عند المعصوم أيضا.
------------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي