بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين



هناك آيات كثيرة فُسّرت بظهور الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) بل لا مصداقية لبعض الآيات إلّا مع فرض ظهور الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) بحيث تكون خلاف الواقع إن لم تكن إشارة إلى ظهور الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف )
كما في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْ‌سَلَ رَ‌سُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَ‌هُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ شَهِيدًا ) ( الفتح/٢٨ ) ،
وفي آية أخرى ( وَلَوْ كَرِ‌هَ الْمُشْرِ‌كُونَ ) ( التوبة/٣٣ ) ،

وهذه الآية لم يتحققّ مصداقها حتّى الآن ؛ إذ لم يتغّلب الإسلام على جميع الأديان من عهد النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى زماننا ، فلا محالة لابدّ أن يأتي يوم يكون الدين الوحيد المسيطر على العالم هو الدين الإسلامي ، ولا يتحققّ ذلك إلّا بظهور المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) الذي يملأ الله به الأرض قسطاً بعد ما ملئت جوراً ) كما قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).

وكذلك قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ‌ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ‌ أَنَّ الْأَرْ‌ضَ يَرِ‌ثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ( الأنبياء/١۰٥ ) ، ومن المعلوم أنّ المراد من وراثة الأرض هو التسلط الكامل على العالم ، وفي تفسير القمّي : ( أيّ القائم وأصحابه ).

وهكذا قوله : ( وَنُرِ‌يدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِ‌ثِينَ ) ( القصص/٥ ).

وهكذ قوله تعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ‌ رُ‌سُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) ( غافر/٥١ ).

وقوله تعالى : ( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا ) ( النور/٥٥ ).

وقوله تعالى : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى? لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ ) ( الأنفال/٣٩ ).

والسؤال متى كان أو يكون الدين كلّه لله ؟ إذا لم يظهر الحجّة القائم ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) ويستولى على العالم ، لا يصدق أنّ الدين كلّه كان لله قال تعالى : ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْ‌سَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُ‌ونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) ( الصافات/١٧١ ـ ١٧٣ ).

ومع ملاحظة إنّ كثيراً من الأنبياء قتلوا وعذّبوا وشرّدوا تكون الآية إشارة إلى ظهور المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) حيث إنّه ينتصر في هذا اليوم جميع الأنبياء والمرسلون ، وتكون الغلبة الكاملة لحزب الله وجنده.

هذه الآيات لا تتحققّ مصداقيتها إلّا بعد إفتراض ظهور الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ).




وهناك آيات كثيرة أخرى مؤّولة في الأخبار والتفاسير بظهور الإمام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) نذكر بعضها من باب النموذج :

كقوله تعالى : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ‌ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْ‌ضِ ) ( النمل/٦٢ ).

ففي تفسير القمّي بسنده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ( نزلت في القائم ، هو والله المضطرّ إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا فأجابه ، ويكشف السوء ويجعله خليفة الأرض ).

وكقوله تعالى : ( وَلَمَنِ انتَصَرَ‌ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـ?ئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ) ( الشورى/٤١ ).

عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( يعني القائم وأصحابه ).

وكقوله تعالى : ( وَالنَّهَارِ‌ إِذَا تَجَلَّى ) ( الليل/٢ ).

عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( النهار هو القائم منّا أهل البيت ، إذا قام غلب دولة الباطل ).

وكقوله تعالى : ( يُرِ‌يدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ‌ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِ‌هِ وَلَوْ كَرِ‌هَ الْكَافِرُ‌ونَ ) ( الصف/٨ ).

في تفسير علي بن إبراهيم قال : ( هو القائم من آل محمّد صلوات الله عليه ، إذا خرج ليظهره على الدين كلّه حتّى لا يعبد غير الله ، وهو قوله يملأ الأرض قسطاً وعدلاَ كما ملئت ظلماً وجوراً ).