اللهم صل على محمد وآل محمد
إن المشكلة عند بعض الأزواج تكمن في أنه لا يصلح أمره مع زوجته، إلا إذا هي أصلحت أمرها معه،
ولا يكون باراً إلا إذا كانت هي بارة!..
والحال أن هذا المنطق فاسد، يجب الابتعاد عنه؛ لأنه على الإنسان أن يكون صالحاً لوجه الله تعالى، فهذه وظيفته عليه أن يؤديها على أكمل وجه!.. فإن لم يقدّر الطرف الآخر ذلك؛ ما عليه إلا أن يفوّض أمره إلى الله عز وجل، ولا ينسى أن "ما كان لله ينمو"

الزوج الذي يصبر على أذى زوجته، والزوجة التي تصبر على أذى زوجها.. فهذا الصبر لا يذهب سدى؛ بل لكل منهما بشارة..
كما ورد في روايات المعصومين عليهم السلام

عن النبي ( صلى الله عليه و آله) أنه قال مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها؛ أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ).. فآسيا لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا: بعبادتها، وإيمانها بالله عز وجل، وأيضاً بصبرها على أذى زوج كفرعون.. لذا، كانت تدعو ربها قائلة: ﴿وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ﴾

عن النبي ( صلى الله عليه و آله) أنه قال: (مَن صَبَرَ عَلى سُوءِ خُلُقِ امرَأتِهِ واحتَسَبَهُ؛ أعطاهُ اللّه‏ُ تعالى بكُلِّ مرة يَصبِرُ علَيها مِنَ الثَّوابِ، ما أعطى أيُّوبَ (عليه‏ السلام) عَلى بَلائهِ.. وكانَ علَيها مِنَ الوِزْرِ في كُلِّ يَومٍ ولَيلةٍ؛ مِثلُ رَمْلٍ عالِجٍ)..

وللصبر مفاتيح كثيرة وعظيمة ووعدنا من لايخلف الميعاد في كتابه المبارك

في سورة الزمر: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

في سورة النحل: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

وعليه الصبر على الزوج والزوجة اجر عظيم وعاقبة حسنه
عامل بالإحسان حتى وإن اساء المعاملة ليست بالمثل بل اجعل جميع من تعامله في حياتك بالاحسان ابتغاء وجه الله تعالى ومرضاته

ولا ننتظر العوض من البشر.
فقط اعمل بالاحسان واصبر لوجه الله
وانتظر الفرج من الله