إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال وجواب ( تجميعي ومتجدد )

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السؤال

    اهم محاور
    خطبة السيدة الزهراء (ع) وتصحيح مسار التاريخ


    الجواب


    من تحليل نص الخطاب للسيدة الزهراء (عليها السلام) نستكشف المضامين التي ذكرتها حيث أن خطابها رصين وعميق ومنهجي منتظم يسير بنا من البدايات إلى النهايات، ويلقي الحجة علينا كاملة. هذا الخطاب واضح في الأمور التي يتصدى لها وفي معانيه. حيث يستكمل الحجة علينا، في كثير من المنعطفات والتحديات التاريخية والحاضرة والقادمة في المستقبل.

    وهنا نذكر بعض المحاور الموجودة في هذه الخطبة، نقرأها ونتأمل فيها، حتى نستطيع أن نفهم ونستلهم العبر في حياتنا وندرك التاريخ بقراءة صحيحة، بما ينعكس إيجابا على حياتنا، بحيث نتجنب الوقوع في تضليل الظالمين وادواتهم الإعلامية المزيفة.

    أولا: الشكر في التوحيد والتوحيد في العبودية


    ابتدأت السيدة الزهراء (عليها السلام) خطبتها في قضية شكر الله وشكر المنعِم وفضله على البشر وعلى المخلوقات، هذا الشكر مقدمة أساسية في عملية بناء التوحيد وعقيدة التوحيد عند الإنسان، لأن الشكر يكون في مقابله الكفر والشرك، والشكر يدل على الالتزام بالتوحيد، والالتزام بالتوحيد يدل على الالتزام بالعبودية لله وحده.

    وشكر البشر على هذه النعم الكبيرة للمنعم دليل عقلي على التوحيد وعلى خلق الله سبحانه وتعالى لمخلوقاته، فشكر المنعم هو دليل على تثبيت العبودية لله سبحانه وتعالى وحده وليس للطاغوت.

    فأول نقطة تبدأ في المنهج الإسلامي من العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك بالشكر والتوحيد، للذي أنعم عليك وهو الله سبحانه وتعالى الخالق الذي اخرجك من العدم الى الوجود، لذلك لابد أن تكون العبودية لله سبحانه وتعالى وليس للطاغية، والقدرة المطلقة لله سبحانه وتعالى لا يجوز لأي حاكم او طاغية أن يدّعي بأنه هو الذي أنعم على الناس، بل هو مجرد حاكم وسيلة. العبودية الحقة لله وليس للطاغوت


    ولابد للحاكم أن يدرك هذه المسألة، وأن لا يجعل الناس عبيدا له، لأنه إذا جعلهم عبيدا له سوف يبدأ طريق الانحراف، وتتغيّر العبودية من عبودية الله سبحانه وتعالى إلى عبودية الطاغوت. وهذا من أكبر المشاكل التي تعاني منها البشرية ونقصد بها العبودية للهوى، العبودية للطاغوت والطغيان، العبودية للسلطة وللمزاج.

    ومن هنا فإن شكر المنعم هو جوهر التوحيد، فإن ربّي هو الله سبحانه وتعالى فقط، وهذه هي فلسفة وجود الإنسان، اي العبودية لله سبحانه وتعالى عبر شكر المنعم وصولا إلى قضية الثواب في الطاعة والعقاب على معصيته، عبر جانبين هما: الجانب التكويني من خلال الآثار والأسباب والمسببات. والجانب التشريعي من خلال الالتزام بالتشريعات التي تأتي من الأوامر والنواهي.

    الإنسان الذي يطيع الله سبحانه وتعالى تنفتح عليه بركات السماوات والأرض، من باب الأسباب والمسبّبات، كذلك حين يطيع الإنسان الله سبحانه وتعالى في الجانب التشريعي، فإنه سوف ينقذ نفسه بالنتيجة من الوقوع في العقاب الأخروي.

    كذلك في جانب العقاب الوضعي، أو الأثر التكويني للمعصية، وهو العقاب الكوني لما يحصده الإنسان من نتائج سلبية للمعاصي التي قام بها، وكذلك بما يحصده في يوم الحساب على معاصيه، فشكر المنعم والثواب في الطاعة والتحذير من مخاطر العقاب على المعصية، وصولا إلى بناء التكامل الإنساني، وارتقاء الإنسان ومنعا لسقوطه، هذا هو معنى فلسفة وجود الإنسان في الحياة.

    هذه النقطة مهمة في خطبة الزهراء (عليها السلام) وقد ركّزت عليها عندما قالت: (الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في التفكّر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيّته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له فـي تصويرها، إلّا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريّته وإعزازاً لدعوته، ثمّ جعل الثواب على طاعته، ووضـع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشته لهم إلى جنّته)

    قوانين وقواعد لضبط سلوك الإنسان


    فقد ذكرت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كل هذه القضايا حتى تؤكد بأن شكر النِعم لله سبحانه وتعالى فقط، وليس للآخرين، حتى لا يأتي من يأتي ويدّعي لنفسه الحق بأن يكون هو صاحب النعمة والحكم السلطة، يسلب السلطة ويغتنمها، لكن هناك قوانين وقواعد لابد أن يسلكها الإنسان في حياته، لذلك ابتدأت بـ (الحمد لله والثناء عليه) وبالنتيجة الإخلاص لله سبحانه وتعالى وليس للحاكم الظالم وللآخرين، وإنما لله سبحانه وتعالى فقط.

    ومن هنا تبدأ سلسلة التصحيحات التاريخية، وأن الحاكم الظالم ليس له شرعية، لأنه يضع نفسه في مقابل الله سبحانه وتعالى، الحاكم الظالم الذي يضع لنفسه القدرة ويخالف الله سبحانه وتعالى استيلائه على السلطة ظلمه للناس وسلب حقوقهم وانتهاكها، أما الإنسان العادل الذي يراعي حقوق الناس، فإنه يسير في طريق عبودية الله سبحانه وتعالى وشكره على نعمه، ولابد للناس أن يعرفوا معنى شرعية الحاكم العادل او عدم شرعية الظالم من خلال فهم الشكر للمنعم، وتوحيد الله سبحانه وتعالى، وأن العبودية والقدرة لله سبحانه وتعالى فقط. ثانيا: القيادة الشرعية


    المحور الثاني من خطبة السيدة الزهراء (عليها السلام)، تذكر مفهوم القيادة، فلا تكتمل عملية التوحيد وشكر النِعَم إلا باتباع القيادة التي اختارها الله سبحانه وتعالى، لأنه تطبيق عملي للعبودية وشكر الله سبحانه وتعالى، فلا يتحقق التكامل الإنساني وفلسفة وجود الإنسان في الحياة، اذا لم تكن هناك قيادة ترشد الناس إلى الطريق الصحيح، بل يضيع الناس في الظلمات، ويتيه الناس في العدم وفي الجهل وفي الظلمات وفي الانحراف والسقوط، فالقيادة هي التي تنقذ الناس وتقود الناس في الطريق المستقيم لله سبحانه وتعالى.

    تقول السيد فاطمة الزهراء (عليها السلام)، في هذا المقطع:

    (وأشهد أنّ أبي، محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عبده ورسوله اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علماً من الله تعالى بم آيل الأُمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع المقدور. ابتعثه الله إتماماً لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذاً لمقادير حتمه، فرأى الأُمم فرقاً في أديانهم، عُكَّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي، محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلا عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدّين القويم، ودعاهم إلى الصّراط المستقيم).

    ابتعث الله رسوله إتماما لأمره، وتكاملا لعملية المنهجية في تكامل وجود الإنسان في الحياة، (وعزيمة على إمضاء حكمه وإنفاذا لمقادير حزمه) هذه هي الأسباب والمسببات، فلابد أن يكون هناك تكامل في الأسباب والمسببات، وصولا إلى الثواب والعقاب عبر تكامل القيادة مع التوحيد.

    كيف يتكامل الإنسان في الوجود؟


    إن الخلائق بُعِثَت في الوجود، وأن وجودها نعمة، كونها خرجت من العدم، فالخروج إلى الوجود الحقيقي في الحياة، يعد أكبر نعمة للإنسان، وهذا الوجود يتكامل بابتعاث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إتماما لأمره وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حزمه، ولكن القيادة تحتاج إلى امتداد، وأن تستمر حتى تستمر عملية تكامل الإنسان في الوجود، وصولا إلى نهايته وغاياته الأساسية وثوابه في يوم الحساب والعقاب.

    وذلك من خلال الثقلين (كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

    ثالثا: القرآن والعترة


    وهذا الامر وضحته السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، في خطبتها، بتسلسل منهجي، الى ان وصلت إلى قضية القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) حيث تكامل الإسلام الحقيقي، وتحقيق الوجود الإسلامي الحقيقي يأتي من الارتباط الوثيق بين التوحيد والنبوة والقرآن والإمامة.

    في خطبتها (عليها السلام) تستشهد بالقرآن دائما، ففي كل مقطع من خطبتها تستند وتقرأ آية قرآنية، لأن القرآن هو الأساس وهو الحجة التي نفهم من خلاله المنهج الذي لابد أن نسير عليه، ولكن هذا النص القرآني يحتاج الى من يفسره ويؤوّله تفسيرا وتأويلا صحيحا، وهم أهل البيت (عليهم السلام).

    القرآن هو نص مكتوب، لكن القرآن الناطق هم أهل البيت (عليهم السلام)، وخصوصا الإمام علي بن ابي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)، لذلك تستمر الرسالة الإلهية من خلال تكامل الثقلين (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، فكلاهما يقودان عملية بناء الأمة بناء مستمرا مستقيما مستداما نحو غاياته التكاملية، ونحو العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى.

    حيث تقول (عليها السلام):

    (أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأُمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأُمم، وزعمتم حقّ لكم، لله فيكم عهد، قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللّامع، بيّنة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبط به أشياعه، قائد إلى الرضوان أتباعه، مؤدّ إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنوّرة، وعزائمه المفسّرة، ومحارمه المحذرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، و رخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة).

    في تحليل كتاب الله الناطق، يحمل معنى وهو الإمام علي (عليه السلام)، وتوجد لدينا أحاديث وتؤكّد هذا الامر. فقد روي عن الإمام علي (عليه السلام): (هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق)، لأن الإمام (عليه السلام) هو الذي يؤوّله ويفسره، وهو تفسير الإمام المعصوم الذي يعطي الرؤية الصحيحة لتفسير القرآن الكريم، وليس كل من يأتي ويفسر النص القرآني حسب مزاجه وحسب فهمه، وإنما هو الإمام الذي استخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الأمة حتى يستمر في عملية هداية الأمة وقيادتها نحو بر الأمان.

    فهناك عملية مركبة من جزأين وهما (كتاب الله وعترتي) وكلاهما واحد يسيران معا في عملية هداية الأمة، ولا يمكن أن نفصل بينهما.

    وإذا فُصِل بينهما، سوف يأتي كل من يأتي ويفسر القرآن بطريقته الخاصة، وبالنتيجة لا نحصل على شيء ويبقى الشك يحوم، بينما القرآن الكريم هو كتاب هداية، كتاب حياة لنا، يحقق اليقين والاطمئنان...

    * سلسلة حوارات تبث على قناة المرجعية تحت عنوان (جواهر الأفكار)


    تعليق


    • قالوا : إنّ في الدار فاطمة..قال : وإن..!!

      ​مامعنى وإن..!!


      كلمة "وإن" حروف ثلاث هزّت عرش الله وبعثرت حال الملكوت فطفق جناح جبرائيل يخفق ويخفق حتى ذوى حزنًا وألمًا، والأنكى..أنها جعلت من قلب المهديّ "عليه السلام" يئـنّ شجنًا ويلتهبُ نارًا على ‏مظلومية أمّهِ أم الحجج الطاهرة "عليها السلام" الى يومنا هذا!
      فاطمة الزهراء، المعصومة العالِمة الطاهرة الزكية ومَن خصَّها ربّ العزة والجلال بصفاتٍ نورانية ملكوتيّة عديدة بلغت المِائة، وكان لها بيت نبويّ علويّ فاطميّ صغير متواضع، وكانت عندما يستأذن عليها رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعظمة جلاله تقول له متسائلة: أبه! البيت بيتك والكريمة ابنتك، فلِمَ الإذن يارسول الله؟! فكان يجيبها: بنيّة فاطمة، إن ربي أمرني أن أستأذن،
      ترى مالذي يُفهم من هذا غير أنّ الأستئذان على بيت فاطمة إنما هو تكليف إلهيّ!، والسؤال هو: هل كل هذا وأكثر قد خفيَ على عُمر؟ أوَ لم كان يُدرك ردّة الفعل من الناس إن هو أقدَمَ على الاقتراب من باب الزهراء "عليها السلام" بسوء ودون أستأذان؟! يبدو أنّ المتجرّئ على الله بمخالفة الحكم الشرعي قد امتهن العصيان والمخالفة فضلًا عن جريمة اقتحام وإحراق بيت عليّ وفاطمة، مع سبق الاصرار فأقدمَ على فعلٍ دون حجة شرعية وهو يضرمُ النار بالدار! و لم تكن لديه حجّة أقوى ولا أفضل من حجّة امتناع عليّ"عليه السلام" عن البيعة أو بحجة امتناعه عن حضور صلاة الجماعة وهذا أدهى وأمرّ كما تذكر الروايات في مظانها تفصيلًا.
      ولهذا الغرض وبهذه الحجة، تعجَّبَ الناس والذهول يكتنفهم قائلين له: يا عمر! إن في الدار فاطمة! فقال: وإن، أي حتى إذا كانت فاطمة "عليها السلام" فإن الدار يجب أن تحرق!! فأيّ يومٍ ذاك الذي تركَ بصماته مدماة على قلب فاطمة وأي فضاءٍ لم تهدَأ عواصفُهُ المحمّلة بدخان حريق باب فاطمة، أمّا عن روح عليّ"عليه السلام" فلاتسأل
      والرُّوحُ في مركبِ الأحزان مجرَاهَا
      إن باحَ بالفقدِ زادَ الهَمُّ من وجعه وإن سكتَ أتاه بَوحُ ذكرَى عشق فاطمة وشرارات حريق بابها وفراقها! ولكن سيبقى عزاء محمد وأتباعهم، في يوم موعود يُفصح الكون ومافيه من موجودات بأنّ
      السیدَة فَاطِمَة الزهراء انتَصَرَت
      ولَازَالتْ مَنْصورَة بِتَلكَ الْوَصیةُ
      الَّتِي أَوْصَتْ بِهَا أنْ تُدْفَنَ لِیلًا، كما قرأ الحادث الأليم "الشيْخ العارف بَهْجَت "رضوان الله عليه"
      وهذا مايثبّت غضب مَن بغضبها يغضبُ الله، ومَن برضاها يرضى الله "عزوجل" فأيّ معيار ثقيل سيقصمُ ظهر المتآمرين القتلة وهم لامحالة في النار خالدين، والعاقبة للمتقين.


      ١٣جمادي الأول١٤٤٤هج
      ٨-١٢-٢٠٢٢م
      ​ كتبته - كوثر العزاوي - من وكالة براثا

      تعليق


      • هل السيدة مريم (ع) معصومة ؟


        الجوابُ:

        السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
        لا يخفى أنَّ للسيّدةِ مريم (عليها السلام) مقاماتٌ سَنيّةٌ ومكرماتٌ شريفةٌ، وقد وردَت آياتٌ ورواياتٌ كثيرةٌ في بيانِ فضلِها ومنزلتِها، وهيَ تفيدُ أنّها معصومةٌ ومُطهّرةٌ ـ كما صرّحَ بعضُ الأعلام ـ.
        مِنها: قولُ اللهِ تعالى: {وَإِذ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَريَمُ إِنَّ اللَّهَ اصطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ} [سورةُ آلِ عمران: 42].
        والمستفادُ منَ الآيةِ أمور: أوّلها: أنَّ الملائكةَ خاطبَت السيّدةَ مريم (عليها السلام)، وهذا يُثبِتُ مقامَ (المُحدَّثة) لها، أي: التي تحدّثُها الملائكة. وثانيها: أنَّ اللهَ تعالى اصطفى السيّدةَ مريم (عليها السلام)، واصطفاها على نساءِ العالمين، فهيَ مُصطفاةٌ بسنخينِ ونوعينِ منَ الاصطفاءِ والاختيارِ، وهذا مقامُ (الاصطفاءِ الإلهيّ). وثالثُها: أنَّ اللهَ تعالى طهّرَها، وهذا مقامُ (المُطهَّرة).
        ومِنها: ما رواهُ الشيخُ الصدوقُ في [كمالِ الدين ص18] بالإسنادِ عن الإمامِ الصادقِ (عليهِ السلام) قالَ: « ... وتصديقُ ذلكَ قولُ اللهِ عزَّ وجلّ: {وَجَعَلنَا ابنَ مَريَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} يعني حُجّةً ».
        والمستفادُ مِن هذهِ الآيةِ الكريمةِ بمعيّةِ الروايةِ ثبوتُ مقامِ (الحُجّيّةِ) للسيّدةِ مريم (عليها السلام).
        ومِنها: ما رواهُ الشيخُ الكُلينيّ في [الكافي ج1 ص459 + ج3 ص159]، والشيخُ الصدوقُ في [عللِ الشرائع ج1 ص184] بالإسنادِ عن المُفضّل، عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام قالَ: « قلتُ لأبي عبدِ الله (عليهِ السلام): مَن غسّلَ فاطمة؟ قالَ: ذاكَ أميرُ المؤمنين - وكأنّي استعظمتُ ذلكَ مِن قولِه - فقالَ: كأنّكَ ضقتَ بما أخبرتُك به؟ قالَ: فقلتُ: قد كانَ ذاكَ جُعلتُ فِداك، قالَ: فقالَ: لا تضيقنَّ، فإنّها صدّيقةٌ، ولم يكُن يغسّلُها إلّا صدّيقٌ، أما علمتَ أنَّ مريمَ لم يُغسّلُها إلّا عيسى ».
        والمستفادُ مِن هذهِ الروايةِ ثبوتُ مقامِ (الصدّيقةِ) للسيّدةِ مريم (عليها السلام).
        فإنَّ هذهِ المقاماتِ الشامخةَ تدلُّ على عصمتِها عن الأرجاسِ وطهارتِها منَ الأدناسِ بشكلٍ واضح؛ فإنَّ تكليمَ الملائكةِ لها مباشرةٌ، واصطفاءُ الله تعالى لها، وتطهيرُها، وكونُها حُجّةً للهِ تعالى، وكونُها صدّيقةٌ، لا تكونُ لغيرِ المعصوم، فإنَّ الاختيارَ والانتخابَ الإلهيّ لا يكونُ إلّا بصفاءِ جوهرِ الإنسانِ وحقيقتِه، والتطهيرُ الإلهيّ عينُ العِصمة، والحُجيّةُ والصدّيقيّةُ تلازمُ العِصمة

        منقووول من مركز الرصد العقادي

        تعليق


        • السؤال

          في دُعاءِ أبي حمزةَ الثّمالي توجدُ فقراتٌ مكرّرةٌ، هَل هيَ مِنَ المعصومِ أم بسببِ السّهوِ؟




          الجواب :
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الدُّعاءُ العظيمُ هوَ ممَّا يواظِبُ عليهِ العلماءُ والمؤمنونَ ولهُ شُهرَةٌ عظيمةٌ تُوجِبُ الاِطمئنانَ بصُدورهِ عنِ المعصومِ (عليهِ السّلام)، وبالنّسبةِ للتّكرارِ فيهِ، فمُطلقُ التّكرارِ ليسَ مُخِلّاً ببلاغةِ النّصوصِ، فالتّكرارُ قَد وردَ فِي القرآنِ الكريمِ كثيراً، وقَد ذكرَ علماءُ البَلاغةِ والعربيّةِ لهُ وجوهاً وفوائدَ توجبُ ذلكَ، فليسَ كُلُّ تكرارٍ مُخِلٌّ في الكلامِ.
          ودمتُم سالِمينَ.


          ​من مركز الرصد العقائدي

          تعليق


          • صلة زكريا (ع) بمريم (ع)


            السؤال
            هل كانت هناك صلة قرابة بين زكريا (ع) والسيِّدة مريم (ع)؟




            الجواب:
            ما وجدناه في بعض الروايات أنَّ زكريا (ع) كان زوجاً لخالة السيِّدة مريم (ع) فقد ذكر الطبرسي (رحمه الله تعالى) وكذلك الشيخ الطوسي روايةً ورد فيها: أنَّ أمَّ مريم (ع) أتت بها ملفوفة في خرقةٍ إلى المسجد وقالت: دونكم النذيرة فتنافس فيها الأحبار، لأنَّها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم، فقال زكريا: أنا أحقُّ بها لانَّ خالتها عندي، فقالت له الأحبار: إنَّها لو تُركت لأحقِّ الناس لتُركت لأمِّها التي ولدتها، ولكنَّا نقترع عليها فتكون عند من خرج سهمُه .. فسَهَمهم زكريا وقرَعَهم، وكان رأسَ الأحبار ونبيَّهم فذلك هو قوله تعالى: ﴿وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾.

            والحمد لله رب العالمين

            الشيخ محمد صنقور


            تعليق



            • معنى: أنْ لا يشمَّ مدى الزمانِ غَواليا
              السؤال
              ما معنى البيت المنسوب للسيِّدة فاطمة (ع) في رثاء أبيها (ص):
              ماذا على مَنْ شمَّ تربةَ أحمد ** أنْ لا يشمَّ مدى الزمانِ غَواليا
              الجواب:
              الغوالي جمعُ غالية وهو نوعٌ من الطيْب الفاخر يبقى أثرُه طويلاً، وهو مركبٌ -كما قيل- من المِسْك والعَنْبَر والعُودٍ والدُهْن، وأضاف بعضُهم إليه الكافور وأنَّ الدُهن هو دُهن البان.
              والظاهرُ أنَّ السيَّدة فاطمة (ع) كانت بصدد التعبير عن طيب رائحة قبر النبيِّ (ص) وأنَّ عبَقَها يفوقُ عبَقَ كلِّ طيب حتى أنَّ من شمَّ الرائحة الزكيَّة المُنبعثة من تُراب قبره الشريف يستهجنُ مدى الحياة كلَّ طيبٍ بما في ذلك طيبُ الغالية والذي هو أفخرُ وأزكى أنواعِ الطيب.
              ويُحتملُ أنَّ المراد هو أنَّ مَن شمَّ ترابَ قبرِ النبيِّ (ص) يستغني مدى الحياة عن شمِّ الغوالي أي عن شمِّ مختلفِ أنواع الطيب فأرادتْ مِن الغَوالي مطلق أنواع الطيب من باب استعمال جنس الشيء باسمِ بعض أصنافه.
              وفي البيت إيحاءٌ بأنَّ أريجَ الرائحة التي تفوحُ من تُراب قبر النبيِّ الكريم (ص) تنفذُ في النفس فيستحكمُ عبقُها بذاكرةِ مَن شمَّها بقيَّةَ عمره حتى أنَّه يفقدُ مِن أثر ذلك حاسَّة الشمِّ لمطلق أنواع الطيب، بمعنى أنَّ كلَّ طيبٍ يشمُّه يُحفِّز في نفسه تلك الرائحة التي كان قد استنشقها من عبَق تُراب قبر النبيِّ الكريم (ص).
              "صلَّى اللهُ عليك يا رسولَ الله طِبتَ حيَّاً وطِبتَ ميِّتاً".
              والحمد لله ربِّ العالمين
              الشيخ محمد صنقور



              تعليق


              • السؤال



                لماذا لم تذكر الزهراء مظلوميته (كسر الضلع اسقاط الجنينن) في الخطبة التي القاءته في المسجد ؟
                لماذا ذكرت فدك ولم تذكر المظلومية وهي أهم؟
                الجواب

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                يمكن ان نتصور السبب في عدم ذكر الزهراء () لمظلومية كسر الضلع وإسقاط الجنين في خطبتها من عدّة وجوه:
                1- لا معنى أن تشتكي فاطمة () من ظالميها عند ظالميها.
                2- ان اثبات حقها في كسر الضلع واسقاط المحسن اصعب من المطالبة بفدك التي عرف المسلمون أنها نحلة لها من رسول الله (), بينما يمكن أن ينكر القوم بسهولة أن السبب في اسقاط المحن ليس هم بل بسبب امر آخر,ولا تستطيع الزهراء () أن تثبت كسر ضلعها فان ما تحس به من الألم قد لا يصدقها احد عليه ذلك فيصير كلامها مجرد دعوى بغير دليل.
                3- إنّ فدك حق فيه نفع عام لها ولورثتها ولزوجها,وفيه دعم لحق زوجها في الإمامة,فهي بطلبها لفدك تريد ان تسلب الشرعية عن أعمال القوم بخلاف المطالبة بحقها خاصة من كسر ضلعها وإسقاط جنينها فإنها (سلام الله عليها) أصبر على حقها من الصبر على حق الله ورسوله ووليه.
                4- انها سلام الله عليها كانت تخفي كسر ضلعها حتى على أمير المؤمنين () فذكره في الخطبة معناه إشاعته وهي لا تريد ذلك.
                ودمتم في رعاية الله
                مركز الابحاث العقائدية


                تعليق


                • السؤال

                  طريقة تعامل الصديقة الزهراء مع المجتمع بشكل عام

                  الجواب


                  هي الابنة الوحيدة لرسول الله، وهو خاتم الانبياء والمرسلين، و حصل أن تملّكت أرض زراعية واسعة جداً تُسمى "فدك"، وهبها إياها أباها رسول الله بعد مصالحة مع اليهود الذين تنازلوا عن هذه المزرعة الغنية والوفيرة بالمحاصيل الزراعية، مقابل الأمان.

                  وهذا يعني أن الصديقة الزهراء كانت غنيةً بالفعل، وكان بإمكانها التمتع بالمجوهرات والطعام والشراب والأثاث الوثير والدار الجميلة دون أن يلومها أحد، فهو مالها وهي حرة في التصرف به –كما هو المبدأ الدارج حالياً- بيد أن مبدأ فاطمة شيء آخر، فقد واصلت عيش الكفاف والقناعة والرضى، والنظر بعيداً الى أدنى حالة معيشية لافراد المجتمع، كانت تعطيه ما يفترض ان تجعله طعاماً ولباساً واسباب للراحة لها ولأولادها.

                  السيرة الاجتماعية للصديقة الزهراء تفيدنا في حل مشكلة التمحور حول الذات، وانتشار حالة الفردية بين افراد المجتمع، وأول من يستفيد من هذه التجربة؛ الشباب، كونهم عصب حياة الأمة، و أكثرهم حاجة للتفاعل والانسجام والتفاهم بما يفيدهم في بناء شخصيتهم، ثم التحول الى مرحلة العطاء، كأن يكون الشاب في مقام الطبيب، او المهندس، أو الاستاذ في المدرسة والجامعة، او حتى الكاسب في السوق، وصولاً الى المسؤول في الدولة.
                  ​من شبكة النبا المعلوماتية - بتصرف

                  تعليق


                  • احسنتم ويبارك الله بكم
                    شكرا لكم كثيرا​​​​













                    تعليق


                    • السؤال

                      من يعرف فاطمة؟


                      الجواب
                      هناك الكثير من الروايات التي تؤكد مكانة الصديقة الزهراء(ع)، عن مجاهد: خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيد فاطمة فقال: «من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبيّ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله».

                      وقال رسول اللّه (ص): (سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة).

                      وقال (ص): (أَفْضَلُ نِساءِ أَهْل الجَنَّةِ: مَرْيَمُ وآسيةُ وخَديجَةُ وفاطِمَة).

                      وقال ايض (ص): (أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة). وقال (ص): (المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة).

                      وأيضا قا(ص): (إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة ووُلدَهـــا ومَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة).

                      وقال (ص): (فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي).

                      قال رسول اللّه (ص): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، ويُؤذِيني ما آذاهَا).

                      وقال (ص): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها). وقال (ص): (فاطِمَة سِيِّدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنِّة).

                      وقال أيضا (ص): (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي).

                      لماذا الظلم والمظلومية بحق بضعة وحبيبة النبي(ص) السيدة فاطمة الزهراء(ع)؟.

                      هناك الكثير من الروايات والأحاديث والمواقف التي تؤكد على علو وسمو مكانة السيدة الزهراء -ع- عند والدها الرسول الأعظم محمد (ص) بل وعند الخالق -عز وجل-. تكفي لأن تكون السيدة فاطمة الزهراء(ع) خيرَ قدوة وأسوة حسنة وخاصةً للنساء أمهات وبنات.

                      ولكن من المؤلم أن كل هذه الآيات والتوصيات والكلمات التي تؤكد وترسخ مكانة السيدة الزهراء(ع)، لم تجد من يطبقها وينفذ وصايا النبي(ص) بأقرب الناس إليه بل ما حدث مع حبيبته وبضعته هو العكس تماما، بل اتفقوا على اذيتها فتعرضت لعكس ما كان يأمل الرسول(ص)، وذلك بعد شهادته مباشرة لدرجة الاعتداء عليها وغضبها ومرضها والتسبب بشهادتها، وبالتالي رفضت أن يحضر كل من شارك في اذيتها وغضبها..، عند قبرها، وتم دفنها ليلًا لئلا يعلم مكانها أحد منهم، إلاّ من تحب وترضى عنهم؛ كزوجها الإمام علي واولادها(ع) والموالين له.. وتبقى لغاية اليوم أعظم مظلومية لأن بضعة النبي (ص) وأقرب الناس إليه وامتداده النسبي والرسالي؛ تدفن دون تشييع عام، وتدفن في الليل، ويبقى قبرها مخفيا لغاية اليوم؟.
                      ​من شبكة النبا المعلوماتية - بتصرف

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X