غباب الغراب والبومة
...
كان في إحدى الغابات كانَ الغُرابُ والبُومةُ يَعيشانِ صَديقَين ، وفي يومٍ من الأيام حَطّا على غُصنِ شجرة ، وراحا يَسخَرانِ من حَيواناتِ الغابةَ . فقالَ الغرابُ للبُومةِ وهو يُشيرُ إلى طاووسٍ قريب : أُنظُري إلى هذا الطاووس ، إنّهُ بِريشِهِ الملوَّنِ يُشبِهُ مُهَرِّجاً يَعمَلُ في سِيرك . وقالَت البومة : وهذا الأرنَب ، أُذناهُ طَويلَتانِ كذَيلِ الحِمار . وقالَ الغراب : أُنظُري إلى الغَزال ، ساقاهُ نَحيفَتانِ تُجبِرانِ حتّى الميّتَ على الضحك . وقالت البومة : وهذا النَمر ،
جِلدُهُ يُشبِهُ أرضَ مَمَرٍّ للمُشاةِ في شارع . وقال الغراب : أُنظُري إلى الفِيل ، خُرطومُهُ كمِدخَنةٍ بلا دُخان .
وقالت البومة : ولا تَنسَ الحمار ، فقال الغراب : لو كنتُ مِثلَهُ لاَنتَحَرتُ . لمّا سَمِعَت حَيواناتُ الغابةِ كلامَ الغراب والبومة غَضِبَت ، وقرّرت بعدَ تَشاوُرٍ أن تُودِّبَهُما ، فقَدَّمَت إليَهِما مِرآة ، فَرِحَ الغرابُ والبومةُ بالمرآة ، وحَدَّقا فيها لحَظات ، ثمّ صاحَ الغُراب : أُنظُري إلى لَوني الأسوَد ، إنّه لَيلٌ بلا نُجوم .
وقالت البومة : أُنظُر أُنظُر ، ما أجمَلَ عَينَيَّ .
وقال الغراب : يالي من جَذّابٍ رائع . وقالت البومة : ما دُمتُ على هذهِ الدرجةِ من الجَمال فَيجِبُ أن أكون مَلِكةَ الغابة . أصغَتْ حيواناتُ الغابةِ إلى كلامِ الغرابِ والبومة ، وهي مَدهوشَةٌ غاضِبةٌ صامِتة .
وفجأةً ضَحِكَ الحمارُ ضِحكاً مُتَواصِلاً ، فسألَتُه حيوانات الغابةِ عن سببِ ضحكِه ، فأجابَ وهو يُشيرُ إلى الغرابِ والبومة : أنا أضحَكُ بسعادة ، لأنّي رأيتُ مَن هو أغبى مِنّي . وعندئذٍ تَخَلَّت حيواناتُ الغابة عن غَضبِها ، وارتَفَعَت ضِحكاتُها الساخرةُ بالغرابِ والبومة . فسَكتَ الغراب وسَكتَت البومة ، وهما يَشعُرانِ بالخَجَل .
...
كان في إحدى الغابات كانَ الغُرابُ والبُومةُ يَعيشانِ صَديقَين ، وفي يومٍ من الأيام حَطّا على غُصنِ شجرة ، وراحا يَسخَرانِ من حَيواناتِ الغابةَ . فقالَ الغرابُ للبُومةِ وهو يُشيرُ إلى طاووسٍ قريب : أُنظُري إلى هذا الطاووس ، إنّهُ بِريشِهِ الملوَّنِ يُشبِهُ مُهَرِّجاً يَعمَلُ في سِيرك . وقالَت البومة : وهذا الأرنَب ، أُذناهُ طَويلَتانِ كذَيلِ الحِمار . وقالَ الغراب : أُنظُري إلى الغَزال ، ساقاهُ نَحيفَتانِ تُجبِرانِ حتّى الميّتَ على الضحك . وقالت البومة : وهذا النَمر ،
جِلدُهُ يُشبِهُ أرضَ مَمَرٍّ للمُشاةِ في شارع . وقال الغراب : أُنظُري إلى الفِيل ، خُرطومُهُ كمِدخَنةٍ بلا دُخان .
وقالت البومة : ولا تَنسَ الحمار ، فقال الغراب : لو كنتُ مِثلَهُ لاَنتَحَرتُ . لمّا سَمِعَت حَيواناتُ الغابةِ كلامَ الغراب والبومة غَضِبَت ، وقرّرت بعدَ تَشاوُرٍ أن تُودِّبَهُما ، فقَدَّمَت إليَهِما مِرآة ، فَرِحَ الغرابُ والبومةُ بالمرآة ، وحَدَّقا فيها لحَظات ، ثمّ صاحَ الغُراب : أُنظُري إلى لَوني الأسوَد ، إنّه لَيلٌ بلا نُجوم .
وقالت البومة : أُنظُر أُنظُر ، ما أجمَلَ عَينَيَّ .
وقال الغراب : يالي من جَذّابٍ رائع . وقالت البومة : ما دُمتُ على هذهِ الدرجةِ من الجَمال فَيجِبُ أن أكون مَلِكةَ الغابة . أصغَتْ حيواناتُ الغابةِ إلى كلامِ الغرابِ والبومة ، وهي مَدهوشَةٌ غاضِبةٌ صامِتة .
وفجأةً ضَحِكَ الحمارُ ضِحكاً مُتَواصِلاً ، فسألَتُه حيوانات الغابةِ عن سببِ ضحكِه ، فأجابَ وهو يُشيرُ إلى الغرابِ والبومة : أنا أضحَكُ بسعادة ، لأنّي رأيتُ مَن هو أغبى مِنّي . وعندئذٍ تَخَلَّت حيواناتُ الغابة عن غَضبِها ، وارتَفَعَت ضِحكاتُها الساخرةُ بالغرابِ والبومة . فسَكتَ الغراب وسَكتَت البومة ، وهما يَشعُرانِ بالخَجَل .