جاء الإسلام ليعيد تشكيل الإنسان الجاهلي من جديد ، يعيد تشكيله في كل شيء ، في دينه وأخلاقه وتصوراته عن الحياة ، ويغير من طريقة تفكيره ويصحح قوانينه الفكرية .
إن من أعظم إنجازات الإسلام أنه صنع تركيبة جديدة للإنسان تختلف عن بقية التركيبات التي صنعتها الفلسفات والثقافات والاديان البشرية .
ان الاسلام اليوم يحتاج منا ان نقرأه قراءة متأنية؛ لنحوله من تراث الى منهج في الحياة يرسم لنا خارطة طريق تخلصنا من امراضنا النفسية والاجتماعية وتصحح لنا نظرتنا للحياة والانسان.
ان الاسلام ليس طقوسا عبادية جامدة؛ وانما هو برنامج عمل من شأنه ان يأخذ بأيدينا الى التكامل والرقي الروحي والاجتماعي والاقتصاددي والسياسي.
اليوم نحن بحاجة الى امرين الاول: ان نفهم الاسلام الذي جاء به النبي الاعظم ص حق فهمه بشكل متكامل غير متجزء ٠
الثاني: تطبيق هذا الاسلام الذي فهمناه بشكل كامل.
فاذا فعلنا ذلك استطعنا ان نستفيد من هذا المشروع الالهي العظيم لبناء الانسان وتكامله ووصوله الى غائية الخلقة وهدفيةالوجود. والا فسوف نعيش في هذه الحياة نتشدق بالاصطلاحات أو نبكي على الأطلال ونمجد الماضين ونحيي الطقوس المختلفة ولكن من دون أن تؤثر فينا أو نتاثر بها ، فنكون بذلك أمة خاسرة وفاشلة تتأخر ولا تتقدم وتأكل ولا تزرع، وتستهلك ولا تصنع . فلا نكون حينذاك خير أمة أخرجت للناس بل شر أمة اخرجت للناس .
السيد فاضل الموسوي الجابري
النجف الاشرف