تويت
بـسـم الله الـرحـمـٰن الـرحـيـم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
➖لقد أثبتت دراسات علم النفس أن السبب وراء هجرة بعض الشباب إلى "أورُبا" هو قولهم: "في الغرب لا يتم إصدار الأحكام على الناس. فإن ارتَدتُ المسجدَ أو لم أَرتَدْه فلا شأن لأحد بي، وهذا يبعث فينا حالة من الطمأنينة النفسية".
➖ثقافة "عدم الحُكم على الآخرين" ثقافة ممتازة جدًّا، لكن الجذور الثقافية لهذه الحالة في الغرب هي "النسبية الأخلاقية"، وأنّها لا تفرّق بين المُسلِم والمسيحي والوثني، فلا تعود ثمة قيمة لا "لارتياد المسجد" ولا "لعدم ارتياده"! وهذا يعني أنهم قد عمدوا في الغرب، للخلاص من إصدار الأحكام [على الآخرين]، إلى هدم "النظام القيمي" بالكامل!
➖أما في الإسلام فقد تم علاج هذه المشكلة (وهي إصدار الأحكام العبثية بحق الآخرين) عبر نظام "التقوى"؛ ولا يُجيز لك هذا النظام "إصدار الأحكام السلبية" بحق الآخرين. ليس هذا فحسب، بل لا يسمح لك "بإصدار الأحكام الإيجابية" بحقك أنت! يقول تعالى: «فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» (النجم/ الآية32). لا تَرَ نفسَك صالحًا.. لا تضع لنفسك علامةً كاملة.. لا تبالغ في امتداح نفسك، فالله تعالى أعلم بمن هو أكثر تقوى!
➖فتقييم التقوى هو، في الحقيقة، أمر "خَفِي"، وإن الالتزام بهذه القاعدة وفق منهج "التقوى" في المجتمع الإسلامي يبعث على "الطمأنينة النفسية" وعلى الخلاص من التبعات الثقيلة لحالة "الحكم على الآخرين".
➖يقول أمير المؤمنين(ع) في ما روي عنه في صفات المتقين: «فَهُم لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمُون» (نهج البلاغة/ الخطبة193)؛ فالمتقي "يتّهم" نفسه باستمرار. «إِذا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: أَنَا أَعلَمُ بِنَفسِي مِن غَيرِي» (المصدر نفسه)؛ أي عوضًا عن أن يفرح إذا امتدحه أحد تراه ينتابه القلق؛ فإن أخبرته: "أنك شخص صالح" يقول: "أنا أعرف نفسي أكثر منك".
➖روي عن الإمام الرضا(ع) أنه قال: «لا يَتِمُّ عَقلُ امرِئٍ مُسلِمٍ حَتَّى تَكونَ فيهِ عَشرُ خِصال»، وما أعجب الخصلة العاشرة التي يذكرها(ع)! وهي: «لا يَرى أَحَدًا إِلّا قالَ: هُوَ خَيرٌ مِنِّي وَأَتقَى» (تحف العقول/ ص443). ثم يقول(ع): «إِنَّما النّاسُ رَجُلانِ: رَجُلٌ خَيرٌ مِنهُ وَأَتقَى» وهو معلوم من ظاهره، ولا نقاش في هؤلاء! لكنك قد ترى رجلًا لا يبدو على ظاهره أنه خير منك. فقل في ذات نفسك إن رأيت شخصًا كهذا: "هذا عيبه جَلِي، أما عيوبي فخفية"؛ «وَرَجُلٌ شَرٌّ مِنهُ وَأَدنَى، فَإِذا لَقِيَ الَّذي شَرٌّ مِنهُ وَأَدنَى قالَ: لَعَلَّ خَيرَ هَذا باطِنٌ وَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَخَيرِي ظاهِرٌ وَهُوَ شَرٌّ لِي»! تُشِيع التقوى مثل هذه الثقافة في المجتمع.
➖ ان نموذج التقوى، لسنا نهتم بالنتائج، لأنها خفية وغير واضحة. تقول لنا التقوى: "لا تهتم بالنتائج، بل اهتم "بالعملية"! فحين تريد تقييم نفسك لا تنظر إلى النتائج! وحتى إن أردت الحكم على نفسك من حيث النتائج فليكن الحكم الذي تصدره مُوَجَّهًا ضدك ولصالح الآخر!
➖في نموذج التقوى تنخفض الأحكام الصادرة بحق الآخرين، بل ولا بد أن تكون هذه الأحكام إيجابية، أما في حق نفسك فلا بد أن يكون الحكم سلبيًّا! وحين يكون الحكم على نفسك سلبيًّا فإنك لن تغتر بنفسك؛ أي لن تَفسُد حسناتُك.
➖"التقوى" ثقافةٌ تنطوي على الصورة الأسمى لأهم خصوصية إيجابية للثقافة الغربية، ألا وهي "عدم إصدار الأحكام على الآخرين". إنها تعمل على تعديل ثقافة الحكم على الآخرين وتخلق في المجتمع حالة من "الطمأنينة النفسية".
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
➖لقد أثبتت دراسات علم النفس أن السبب وراء هجرة بعض الشباب إلى "أورُبا" هو قولهم: "في الغرب لا يتم إصدار الأحكام على الناس. فإن ارتَدتُ المسجدَ أو لم أَرتَدْه فلا شأن لأحد بي، وهذا يبعث فينا حالة من الطمأنينة النفسية".
➖ثقافة "عدم الحُكم على الآخرين" ثقافة ممتازة جدًّا، لكن الجذور الثقافية لهذه الحالة في الغرب هي "النسبية الأخلاقية"، وأنّها لا تفرّق بين المُسلِم والمسيحي والوثني، فلا تعود ثمة قيمة لا "لارتياد المسجد" ولا "لعدم ارتياده"! وهذا يعني أنهم قد عمدوا في الغرب، للخلاص من إصدار الأحكام [على الآخرين]، إلى هدم "النظام القيمي" بالكامل!
➖أما في الإسلام فقد تم علاج هذه المشكلة (وهي إصدار الأحكام العبثية بحق الآخرين) عبر نظام "التقوى"؛ ولا يُجيز لك هذا النظام "إصدار الأحكام السلبية" بحق الآخرين. ليس هذا فحسب، بل لا يسمح لك "بإصدار الأحكام الإيجابية" بحقك أنت! يقول تعالى: «فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» (النجم/ الآية32). لا تَرَ نفسَك صالحًا.. لا تضع لنفسك علامةً كاملة.. لا تبالغ في امتداح نفسك، فالله تعالى أعلم بمن هو أكثر تقوى!
➖فتقييم التقوى هو، في الحقيقة، أمر "خَفِي"، وإن الالتزام بهذه القاعدة وفق منهج "التقوى" في المجتمع الإسلامي يبعث على "الطمأنينة النفسية" وعلى الخلاص من التبعات الثقيلة لحالة "الحكم على الآخرين".
➖يقول أمير المؤمنين(ع) في ما روي عنه في صفات المتقين: «فَهُم لِأَنفُسِهِم مُتَّهِمُون» (نهج البلاغة/ الخطبة193)؛ فالمتقي "يتّهم" نفسه باستمرار. «إِذا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: أَنَا أَعلَمُ بِنَفسِي مِن غَيرِي» (المصدر نفسه)؛ أي عوضًا عن أن يفرح إذا امتدحه أحد تراه ينتابه القلق؛ فإن أخبرته: "أنك شخص صالح" يقول: "أنا أعرف نفسي أكثر منك".
➖روي عن الإمام الرضا(ع) أنه قال: «لا يَتِمُّ عَقلُ امرِئٍ مُسلِمٍ حَتَّى تَكونَ فيهِ عَشرُ خِصال»، وما أعجب الخصلة العاشرة التي يذكرها(ع)! وهي: «لا يَرى أَحَدًا إِلّا قالَ: هُوَ خَيرٌ مِنِّي وَأَتقَى» (تحف العقول/ ص443). ثم يقول(ع): «إِنَّما النّاسُ رَجُلانِ: رَجُلٌ خَيرٌ مِنهُ وَأَتقَى» وهو معلوم من ظاهره، ولا نقاش في هؤلاء! لكنك قد ترى رجلًا لا يبدو على ظاهره أنه خير منك. فقل في ذات نفسك إن رأيت شخصًا كهذا: "هذا عيبه جَلِي، أما عيوبي فخفية"؛ «وَرَجُلٌ شَرٌّ مِنهُ وَأَدنَى، فَإِذا لَقِيَ الَّذي شَرٌّ مِنهُ وَأَدنَى قالَ: لَعَلَّ خَيرَ هَذا باطِنٌ وَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَخَيرِي ظاهِرٌ وَهُوَ شَرٌّ لِي»! تُشِيع التقوى مثل هذه الثقافة في المجتمع.
➖ ان نموذج التقوى، لسنا نهتم بالنتائج، لأنها خفية وغير واضحة. تقول لنا التقوى: "لا تهتم بالنتائج، بل اهتم "بالعملية"! فحين تريد تقييم نفسك لا تنظر إلى النتائج! وحتى إن أردت الحكم على نفسك من حيث النتائج فليكن الحكم الذي تصدره مُوَجَّهًا ضدك ولصالح الآخر!
➖في نموذج التقوى تنخفض الأحكام الصادرة بحق الآخرين، بل ولا بد أن تكون هذه الأحكام إيجابية، أما في حق نفسك فلا بد أن يكون الحكم سلبيًّا! وحين يكون الحكم على نفسك سلبيًّا فإنك لن تغتر بنفسك؛ أي لن تَفسُد حسناتُك.
➖"التقوى" ثقافةٌ تنطوي على الصورة الأسمى لأهم خصوصية إيجابية للثقافة الغربية، ألا وهي "عدم إصدار الأحكام على الآخرين". إنها تعمل على تعديل ثقافة الحكم على الآخرين وتخلق في المجتمع حالة من "الطمأنينة النفسية".