إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

​ حرية المرأة في الغرب كما رأيتها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ​ حرية المرأة في الغرب كما رأيتها



    دعينا ننظر في نماذج المرأة التي يدعوك الليبراليون والعلمانيون لتقتدي بها، تحت شعار الحرية والتحرر. حرية لا تتعدى تعرية الجسد، والاختلاط بالرجال والأجانب، والانفتاح المذموم مع ثقافة الغرب؛ لتصبحي مجرد أداة بمدة صلاحية معينة، تُحمّل نفس أثقال الرجل، وتحاسب كما يحاسب الرجل، في حين خلقها الله سبحانه وتعالى بتركيبة فسيولوجية مختلفة؛ لأداء أدوار لا تقل أهمية عن أدوار الرجل، ثم كيف وهي تقف في نصف مشهد الصراع اليوم، وتُستهدف من جميع أعداء الإسلام بلا جدال، أوليس هذا لأنها نبض هذه الأمة وقلبها، ورحمها التي ستلد الأجيال الفاتحة والناصرة لدين الله تعالى.

    مشاهدات من الواقع

    ​ لقد شاهدت المرأة الغربية التي يدعونك لأن تقتدي بها، تعمل مثلها مثل الرجل في حفر الأرض، وتصليح قنوات التصريف الصحية، وتجهد وتعرق! أهذا هو مشهد المساواة؟!

    لقد رأيتها تلهث وتركض لتأمين عيشها، وتتحمل التكاليف الثقيلة كواجب لا مناص لها منه، طيلة عمرها تحلم بأيام العطل، ولا تستطيع أن تنعم بها وإن كانت متزوجة، أهذه الحياة الكريمة التي يدفعونك إليها؟!

    لقد رأيتها تستأذن زوجها في العودة إلى البيت بعد يوم ثقيل شاق؛ خشية أن تحرجه مع عشيقته، التي تعلم جيدا أنها هناك معه، تستغل غيابها للقاء زوجها، ثم تستسلم هي لواقعها المرير ولا تجرأ على الانتقاد، كل هذا يدخل في الحريات!

    لقد شاهدت الأزواج الغربيين يقفون عند دفع الفواتير الشهرية ينتظرون أن تسد المرأة نصف الفاتورة، بدون أدنى رحمة، وهو الواجب عليها فعله رغم أنفها، وليس من باب الإحسان! فأي ذلّ يدعوننا إليه الليبراليون في حين أعزنا الإسلام بخير منه!

    لقد رأيت امرأة في سن الخمسين تذرف الدمع، تشتكي لي الوحدة والجفاء، لقد مضى عمرها راقصة للباليه، ولم تفلح في أي علاقة مع رجل، كل الرجال كانوا يستغلونها كمحطة لا يتعدى وقتها بضعة أشهر، ثم يتخلون عنها، حتى تقدم بها السنّ وتفرقوا عنها، لقد قالت لي بلسانها: ليتني تزوجت مسلمًا؛ لأن صديقة لي تزوجت مسلمًا، هي الآن معه في سعادة واطمئنان، لا تشكو منًا ولا أذى رغم كبر سنها. فماذا جنت من تلك الحرية؟!

    لقد شاهدت كيف يتحرش الرجال بالنساء في أرقى الشركات والمؤسسات، ومن أشهر الشخصيات والمقامات، ودونك الفضائح التي تنشر عن رؤساء الدول والوزراء والأطباء وهلمّ جرا، كذلك شاهدت بألم كيف يستدرج ثلاث رجال امرأة مختلة عقليًا، ويختفون بها ساعات لتعود مغتصبة مهانة، ولا يلومهم أحد! أفبعد فتح الباب على مصراعيه في العلاقات بين الرجال والنساء نشاهد المجتمع الغربي لا زال يعاني من التحرش والاغتصاب! فماذا فعلت الحريات؟؟

    لقد رأيت رجلاً يجر امرأة مربوطة بسلسلة حول عنقها، وتمشي على أربع وهي عارية! وفي موقف قطارات مكتض بالبشر! ولا أحد يصرخ يستنكر هذا الانحطاط وهذا التخلف، بل عندما واجهت به أمريكية كانت تحارب حجاب المسلمات ردت بكل صفاقة: هذه حريّة من حقها أن تفعل ذلك! ولكن أن تغطي جسدها فهذا يستدعي دق طبول الحرب!

    لو بقيت أسرد لك مشاهد رأيتها بنفسي وشهدت عليها بأم عيني عما يسمى حضارة الغرب في التعامل مع المرأة، وفي أرقى العواصم الغربية المسماة (حضارية)، لما وسعتني مساحة المقالة، ولكنني اقتبست لك بعض القصص لعلك تقدرين حجم المصيبة التي يريدون أن يجروك إليها والضياع! ولكي تتنبهي لكذبهم ومكرهم فلا تصدقي أن نساء الغرب يتمتعن بالسعادة والحرية، بل الواقع أنهن ضحايا مجتمع مهووس بالماديات، استغلهن أبشع استغلال.


    استغلال لجسد المرأة

    ​ وعليك إدراك أن الليبرالية تجعل من المرأة مجرد أداة نفعية، يُتعامل معها بشكل مادي شهواني، تُستغل نفسيًا وماديًا بأبشع الصور. ويكفيك أن تشاهدي كيف تباع السيارات والسجائر -وحتى أبسط المنتجات، وإن كانت دنيئة- بعرض امرأة عارية بجانبها في الإعلانات الإشهارية، ازدراءً لها ولأنوثتها الرخيصة! فإن كنت أريد شراء المنتج لماذا تعرض علي جسد امراة عارية لا علاقة له البتة بهذا المنتج، أليس هذا أعراض هوس واضطراب لا يعكس حضارة إنسانية، بل قمة الانحطاط؟!

    لقد تساءلت كثيرًا لماذا هذا البخس لأنوثة المرأة في الغرب، لقد تعجبت كثيرًا في يوم ثلج بارد تعصف فيه الرياح المتجمدة، والناس يسارعون الخطى، تلفهم المعاطف الخشنة، تعجبت بمظهر تلك الشاحنة الكبيرة التي جعلت من خلفيتها زجاجًا يظهر منه ما بداخلها، والأغرب من ذلك أن بداخلها نساء عاريات يمشين في أجواء دفئ بسبب أجهزة التدفأة بداخل الشاحنة، لقد كنّ يعرضن أجسادهن للمارة! ثم لما كل هذا العناء؟ لأجل أن ينظر الرجال لنساء عاريات في جو بارد عاصف، عصف بكل أخلاقيات البشر، وأبرد كل شعور إنساني محترم! ألا يذكرك هذا بعصر الجاهلية؟ حينما كانت المرأة تُعرض للبيع بثمن بخس!

    هذه هي الحرية التي يريدون أن يسجنوكي فيها، إنها حرية الهوس الجنسي، والابتزاز لأنوثة المرأة! ولا داعي للحديث كيف تُعامل المرأة التي توظف في مثل هذه الأعمال لعرض أجسادهن، أو لعروض الأزياء، وكيف يوقعن على عقود تحرمهن أغلب الحريات، كمنعهن من الحمل والأمومة، وإلا يلغى عقد العمل، ويخضعن للابتزاز، كل هذا خشية أن يتغير جسدها الذي أجّرته لهم، إنه نوع من أبشع أنواع الاستعباد في العصر الحديث، ولكن بلباس الحرية الكاذبة الخادعة، في حين فتياتنا مفتونات بعارضات أزياء مستعبدات! فإي تغريب بائس هذا الذي يخطف أحلام فتياتنا؟!


    نساؤنا وطُعْم الحرية

    وللأسف فقد ابتلعت بعض نسائنا الطعم، ولهثن خلف سجن الروح البشرية والاستعباد الذي يستدرجونها إليه، فقد شاهدت بعض المسلمات اللاتي ما أن وطأن أرض الغرب حتى نزعن الحجاب، وقصرن من طول الثياب، وأخذنا يقدمن التنازلات بعد التنازلات؛ لعلهن يفزن بمنصب عمل مغري أو يكسبن قلوب الأمريكان أو يندمجن اندماجًا كاملاً في مجتمع الغرب، ولكن للأسف مرت السنون ولم أر إلا الظلام يكسو ملامح وجوههن، والخيبة تغلب علىى طموحاتهن، وكأنهن يلهثن خلف سراب، ويا ليت شعري كنت أرى الغربيات يستهزأن بهن ويزدرينهن؛ ذلك لأنهن تنازلن عن مبادئهن بلا ثمن، وبدون إكراه أو اضطرار؛ لأجل تحقيق حلم بائس خسرن أنفسهن ولم يحققنه، فكان حالهن أشبه بمن يلهث خلف سراب في صحراء قاحلة.

    إن مشكلة المفتونات بالغرب من نسائنا أنهن لا تقبلن حقيقة أن الغرب مخطأ تماما في أسلوب حياته ومفاهيمه، وأن اختلاف التركيبة الفسيولوجية بين الرجل والمرأة تجعل من الظلم المساواة بينهما في كل أدوارهما ووظائفهما، التي بالأصل يجب أن تكون متكاملة، لا متشابهة في هذه الحياة.

    كما أنهن لا تعرن اهتمامًا لحقيقة التجاذب بين الرجل والمرأة، وتهوّن من الأمر على غرار أساتذتهن في هذا الضلال الليبراليون، فلا يجيبون على أسئلة صعبة كسبب تصاعد نسب الأمراض الجنسية في مجتمعات الغرب، وكانتشار الأيدز بمعدلات مخيفة، وكفساد المجتمع وتفكك الأسر بسبب الزنا، وزيادة نسبة الأطفال بلا آباء، فضلاً عن ارتفاع نسبة الانتحار عند النساء، وتناول المخدرات، والإسراف في شرب الخمر!


    محاولة تشويه الإسلام

    ولمحاولة جرّك لهذه الشبهات يتحججون بفرية أن النصوص التي جاء بها الإسلام لا تتناسب وعصرنا اليوم، عصر العلمانية والديمقراطية والتحضر المزعوم!

    نعم إنهم يزعمون أن النصوص التي جاءت في الفقه الإسلامي نصوص تاريخية، لها زمن محدد ولّى، فكيف تقبلين أنتِ أيتها العاقلة أن تأخذي من يضرب أصول دينك ومنطلقات الإسلام العظيم قدوة لك، ليكن ردك على هؤلاء وبكل اعتزاز {لكم دينكم ولي ديني}.

    ثم هم يريدون أن يرسموا صورة الإسلام كمجتمع ذكوري! وهذا افتراء آخر، فالحضور النسائي في التاريخ الإسلامي كفيل برد هذه الأكاذيب والافتراءات، ثم هذا ما لا تسقط في شباكه المطالعة لتاريخ أمتها.

    إن الحرية لديهم هي فرض العري عليك، فأي حرية هذه التي تفرض علي ما يريدونه هم؟! إن الحقيقة التي تحاول إخفاءها دعاوي الليبرالية هي أن هوسهم الجنسي قادهم إلى اللهث خلف تعرية المرأة، ولم يغظهم مثل حرص الإسلام على ستر المرأة؛ لتحصينها وحفظها من أمثال هؤلاء المهووسين. فكان كل هذا الحنق!

    إن المسلمة هي الزوجة، وهي الأم، وهي المربية، وهي المعلمة، وهي ربة البيت، وكنز الأسرة المسلمة، بعكس المرأة الغربية التي يغلب عليها وعلى حياتها الطابع المادي النفعي، تنتهي أيامها في دور المسنين الباردة، والعقد النفسية.

    هنا سأتوقف عن الاسترسال؛ لأنه موضوع يثير الأشجان، ليس لكثرة المطالعة بل لقوة المشاهدة، وإني ناصحة لكل مسلمة، أن تتمسك بالإسلام.. حصنها وسكنها ومستقبلها، الذي لن تر نورًا في غير دربه، وإياك والانبهار بالغرب، فوالله إنه الوهم، وإنه السراب الذي يزينونه لك، في حين لم يحقق سعادة لنسائهم، ولا حريّة، ولا رقي روحي، بل اركلي هذه الدعوات بقوة، وارفعي هامتك تيهًا وفخرًا، فأنت المسلمة الحرة الشامخة، تسابق في درب المسابقة حتى تصل بسلام إلى دار الخلود والفوز العظيم.

    المصدر: ليلى حمدان، حرية المرأة في الغرب كما رأيت، موقع تبيان، 25/10/2017، بتصرف واختصار.
    التعديل الأخير تم بواسطة الاسلام الغريب; الساعة 20-12-2021, 10:18 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X