بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
الصداقة:
مفهوم واسع وكبير ومهم في نفس الوقت ، صغير من حيث اللفظ عميق من جهة المعنى ، عرف منذ القدم واول ما وطئ الانسان برجله الارض، وبعد ان انتشر افراد البشر في المعمورة وازداد عددهم أصبحت هنالك علاقات وروابط تربط الانسان مع ابن جنسه وبما ان الانسان اجتماعي بالطبع ، اندك وصار مجتمعياً كي يلبي تلك الرغبة والنزعة الموجودة فيه ، وكلما اتسعت رقعة الاجتماع والتعدد ازداد مفهوم الصداقة وضوحاً وانجلاءً فاصل هذه المفردة في اللغة هي من الصدق قال ابن فارس : الصداقة مشتقة من الصدق في المودة ويقال صديق للواحد وللاثنين وللجماعة وللمرأة وربما قالوا أصدقاء وأصادق[1]
ومن ذلك الوقت والى الان تحمل هذه المفردة معنى سامياً الا انه يختلف باختلاف الناس وطبائعها شدةً وضعفاً ، ومن الجميل ان الصداقة لم تكن في يوم من الايام فكرة ترجع الى شخص اخترعها او قوم اشتهروا بها او انها خرجت من بلاد الاغريق والحضارات القديمة بل هي غريزة موجودة في كل انسان بل يمكن ان يقال ان الالفة موجودة حتى عند بعض الحيوانات ، فمادامت هي من الغرائز النفسية يصبح من الصعب العيش من دون اصدقاء وحتى الذين هجروا البشر تراهم قد صادقوا بعض الحيوانات وعندما تسأل احدهم عن اصدقائه يرد عليك : لا املك صديقاً سوى حمامتي او كلبي وغيرها ، لان ثوران الغريزة يدفعه لمثل هذه الامور ، وقد قال الفراهيدي: الرجل بلا صديق كاليمين بلا شمال، وقد كتب الكثير عن اهمية الصداقة وحقيقتها وعلاقتها في تغير سلوك الفرد والمجتمع كعلماء الدين والاجتماع والنفس وكل شخص يجد بالواقع اهمية الصداقة والعلاقات مع الاخرين وهي تتفاوت شدة وضعفاً بين بني البشر ، وتعتبر من أهم نقاط التواصل والترابط بين افراد المجتمع، فالفرد يرتبط مع الاخرين بعدة اشياء اما من جهة النسب كان يكون ابنه او ابيه او جده وغيرها ، او من جهة الصداقة والعلاقة وهي بحق نافعة جداً فلولاها لانعدم التواصل بين الافراد بشكل كبير وهي مطلوبة الى حد ما ، فالإنسان الذي يعيش في بيئة لا يعرف احداً وليس له علاقة مع احد تراه يكون غريباً ويشعر بالوحشة لان غريزة الانتماء والتعايش تعمل وتحفز الانسان على مثل هذه الامور ، فاحتياج الانسان الى العلاقات والاصدقاء كاحتياجه الى اعضاء بدنه ، فخلقتنا تقتضي ان نكون امة واحدة مجتمعة غير مفرقة فاحدنا يحتاج الى الاخر وهذا ما قرره القران في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[2] فتقرر الآية المباركة اهمية الروح الترابطية بين ابناء المجتمع الواحد وقد خلقهم الله تعالى واراد منهم العيش بسلام ، لا يؤذي احدهم الاخر وطريق ذلك هو التواصل والتعارف فيما بينهم لان الاعتزال والافتراق ليس حلاً للتخلص من المشاكل والاضطرابات التي تحصل ، لان الناس غير متساويين بالفهم والادراك فلكل واحد منهم له فهمه وادراكه وكذلك مهنته وعمله وكل واحد منهم يحتاج الى الاخر فهنالك شبكة علاقات يكونها الانسان مع الاخرين من ابناء جنسه ، وعلاقات الانسان تكون على عدة انواع هي:
1ـ ما يكون سبب العلاقة هو النسب كالابن والاخ والاخت والام والاب وغيرها من روابط القرابة ، فيكون الانسان مرتبطاً بهؤلاء بسبب صلة الرحم الموجودة فيما بينهم وقد يطلق بعضهم على مثل هذه العلاقات صداقة لانه يرى ان الرابطة بين الاب وابنه
2ـ ما يكون سبب العلاقة والرابطة هو السبب كالعلاقات الزوجية فهي قبل ان تكون زوجته كانت اجنبية عنه ولا تربطه بها علاقة ولكن عند الزواج صارت هنالك علاقة وبذلك تكون له علاقة من اب زوجته واهلها فهذه الرابطة تقرب بين العائلات وتجعل العلاقات رصينة فيما بينهم بل يصبحون كالعائلة الواحدة فيكون هنالك الخال والخالة وكذلك الجدة والجد وهكذا تعطي هذه الرابطة شبكة من العلاقات الواسعة
3ـ ما يكون سبب العلاقة والرابطة هو الصداقة والاخوة ، ولعل اكثر العلاقات تاتي بسبب هذه الرابطة المهمة وهي تختلف عن الروابط الاخرى التي ذكرناها فمثلاً تكون العلاقة بين الشخص واخر لانه جده او ابيه او اخيه بينما تجد هذه الرابطة لا توجد فيها تلك الامور فمثلاً عندما تكون هنالك صداقة بينك وبين شخص من الشرق وانت في الغرب فانك تشعر بان ظرفاً بسيطاً خلق لك صداقة او بداية علاقة جديدة ، وسنتكلم عن اسباب الصداقة بعنوان :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
الصداقة:
مفهوم واسع وكبير ومهم في نفس الوقت ، صغير من حيث اللفظ عميق من جهة المعنى ، عرف منذ القدم واول ما وطئ الانسان برجله الارض، وبعد ان انتشر افراد البشر في المعمورة وازداد عددهم أصبحت هنالك علاقات وروابط تربط الانسان مع ابن جنسه وبما ان الانسان اجتماعي بالطبع ، اندك وصار مجتمعياً كي يلبي تلك الرغبة والنزعة الموجودة فيه ، وكلما اتسعت رقعة الاجتماع والتعدد ازداد مفهوم الصداقة وضوحاً وانجلاءً فاصل هذه المفردة في اللغة هي من الصدق قال ابن فارس : الصداقة مشتقة من الصدق في المودة ويقال صديق للواحد وللاثنين وللجماعة وللمرأة وربما قالوا أصدقاء وأصادق[1]
ومن ذلك الوقت والى الان تحمل هذه المفردة معنى سامياً الا انه يختلف باختلاف الناس وطبائعها شدةً وضعفاً ، ومن الجميل ان الصداقة لم تكن في يوم من الايام فكرة ترجع الى شخص اخترعها او قوم اشتهروا بها او انها خرجت من بلاد الاغريق والحضارات القديمة بل هي غريزة موجودة في كل انسان بل يمكن ان يقال ان الالفة موجودة حتى عند بعض الحيوانات ، فمادامت هي من الغرائز النفسية يصبح من الصعب العيش من دون اصدقاء وحتى الذين هجروا البشر تراهم قد صادقوا بعض الحيوانات وعندما تسأل احدهم عن اصدقائه يرد عليك : لا املك صديقاً سوى حمامتي او كلبي وغيرها ، لان ثوران الغريزة يدفعه لمثل هذه الامور ، وقد قال الفراهيدي: الرجل بلا صديق كاليمين بلا شمال، وقد كتب الكثير عن اهمية الصداقة وحقيقتها وعلاقتها في تغير سلوك الفرد والمجتمع كعلماء الدين والاجتماع والنفس وكل شخص يجد بالواقع اهمية الصداقة والعلاقات مع الاخرين وهي تتفاوت شدة وضعفاً بين بني البشر ، وتعتبر من أهم نقاط التواصل والترابط بين افراد المجتمع، فالفرد يرتبط مع الاخرين بعدة اشياء اما من جهة النسب كان يكون ابنه او ابيه او جده وغيرها ، او من جهة الصداقة والعلاقة وهي بحق نافعة جداً فلولاها لانعدم التواصل بين الافراد بشكل كبير وهي مطلوبة الى حد ما ، فالإنسان الذي يعيش في بيئة لا يعرف احداً وليس له علاقة مع احد تراه يكون غريباً ويشعر بالوحشة لان غريزة الانتماء والتعايش تعمل وتحفز الانسان على مثل هذه الامور ، فاحتياج الانسان الى العلاقات والاصدقاء كاحتياجه الى اعضاء بدنه ، فخلقتنا تقتضي ان نكون امة واحدة مجتمعة غير مفرقة فاحدنا يحتاج الى الاخر وهذا ما قرره القران في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[2] فتقرر الآية المباركة اهمية الروح الترابطية بين ابناء المجتمع الواحد وقد خلقهم الله تعالى واراد منهم العيش بسلام ، لا يؤذي احدهم الاخر وطريق ذلك هو التواصل والتعارف فيما بينهم لان الاعتزال والافتراق ليس حلاً للتخلص من المشاكل والاضطرابات التي تحصل ، لان الناس غير متساويين بالفهم والادراك فلكل واحد منهم له فهمه وادراكه وكذلك مهنته وعمله وكل واحد منهم يحتاج الى الاخر فهنالك شبكة علاقات يكونها الانسان مع الاخرين من ابناء جنسه ، وعلاقات الانسان تكون على عدة انواع هي:
1ـ ما يكون سبب العلاقة هو النسب كالابن والاخ والاخت والام والاب وغيرها من روابط القرابة ، فيكون الانسان مرتبطاً بهؤلاء بسبب صلة الرحم الموجودة فيما بينهم وقد يطلق بعضهم على مثل هذه العلاقات صداقة لانه يرى ان الرابطة بين الاب وابنه
2ـ ما يكون سبب العلاقة والرابطة هو السبب كالعلاقات الزوجية فهي قبل ان تكون زوجته كانت اجنبية عنه ولا تربطه بها علاقة ولكن عند الزواج صارت هنالك علاقة وبذلك تكون له علاقة من اب زوجته واهلها فهذه الرابطة تقرب بين العائلات وتجعل العلاقات رصينة فيما بينهم بل يصبحون كالعائلة الواحدة فيكون هنالك الخال والخالة وكذلك الجدة والجد وهكذا تعطي هذه الرابطة شبكة من العلاقات الواسعة
3ـ ما يكون سبب العلاقة والرابطة هو الصداقة والاخوة ، ولعل اكثر العلاقات تاتي بسبب هذه الرابطة المهمة وهي تختلف عن الروابط الاخرى التي ذكرناها فمثلاً تكون العلاقة بين الشخص واخر لانه جده او ابيه او اخيه بينما تجد هذه الرابطة لا توجد فيها تلك الامور فمثلاً عندما تكون هنالك صداقة بينك وبين شخص من الشرق وانت في الغرب فانك تشعر بان ظرفاً بسيطاً خلق لك صداقة او بداية علاقة جديدة ، وسنتكلم عن اسباب الصداقة بعنوان :