بسمه تعالى
ما هو الدليل من القرأن الذي نعتمده على وجوب عصمة (خليفة الله) .
نورد ادناه بعض الادلة القرآنية المهمة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجواب ( الباحث الطائي )
ثبوت العصمة قرآنيا يمكن استنباطها / استظهارها من عدة آياتٍ مباركة
1- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ*.
فهنا اعلاه ، عطف طاعة أولي الامر منكم على طاعة الرسول ومنها الى طاعة الله تعالى .
وحيث ان طاعة من لا يؤتمن خطأه لاي سبب تعني طاعة على صراط غير الحق ، فهنا وجب ولزم ان يكون من فرض / أمر الله بطاعتهم معصومين من الزلل والخطأ والا ستكون طاعة على ضلال وهذا لا يستقيم مع أمر الله وعدالته .
علما ان الخطاب موجه لجميع الذين آمنوا ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) ، ولا يمكن اعتبار ان أولي الامر هم مثلهم مثل بقية عموم الذين آمنوا ، بل خواص الذين آمنوا
فلمّا كان متعلق الامر هو الطاعة وحيثيتها الدين الذي به الهداية الحق كانت حيثية صفة ولاية الامر ليست كما قد يشتبهه او يحرفه البعض ليقول انهم ولاة امر المسلمين كحال رؤساء وزعماء القوم ووجهائهم واهل الحل والعقد !
بل متعلق ولاية الامر هنا معنوية خاصة لمن هو عالما عارفا بالدين واحكامه يرجع اليه المستفهم ويهتدي المكلف وهذا لا يكون الا باصطفاء خاص من الله ممن ينتخبهم من اوليائه . وفي أمّة الرسول الخاتم محمد ص هم وهم فقط العترة الطاهرة الاثني عشر المنصوص عليهم ، ولم ولن يدعي احد ذلك غيرهم .
********************
2- إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .
إنما تفيد الحصر لغتا
ويترتب عليها فهما ان اولياء الناس عموما محصورة بالله تعالى والرسول والذين آمنوا .
وهنا لعله نفس الشبهة السابقة التي يمكن ان تطرأ او تختلق ، فإنّ هؤلاء الذين آمنوا في الاية وحصر الله بهم الولاية لا يمكن ان يكونوا من عموم المؤمنين !
لان هذا يعني اولا - ان الله حصر الولاية به وبالرسول وبعموم المؤمنين ، ولا يكون حصر مع العموم ! ... فتأمل .
لذلك لزم هنا ان يكون هناك خواص من المؤمنين انتخبهم الله و / أو ا أشار اليهم الرسول ص هم المعنيين بهذا الحصر ، وكما نعلم لا يوجد غير العترة اشار اليهم الرسول ص
أما تحريف المعنى الحق بالقول انّ القصد من الولاية هنا هي النصرة ، فهذا لا يستقيم وسياق ظاهر الاية كما سبق ، لانها بخصوص حصر الولاية وهذا يعني انها معنى متقدم من الولاية وهي الولاية العامة الشرعية الحق ،
************************
3- إِنَّمَا*يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
ننقل ادناه بعض ورد في التفسير اللغوي والتفسيري للرجس :
الرجس : صفة من الرجاسة, وهي القذارة, والقذارة هيئة في الشيء توجب التجنب والتنفر منها, وتكون بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير, قال الله تعالى:*(( أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ ))*(الأنعام:145).
وبحسب باطنه: وهو الرجاسة والقذارة المعنوية, كالشرك والكفر وأثر العمل السيء, قال الله تعالى:*(( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ ))(التوبة:125)، وقال الله تعالى:*(( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ ))*(الأنعام:145).
وأيّاًً ما كان؛ فهو إدراك نفساني وأثر شعوري من تعلق القلب بالإعتقاد الباطل أو العمل السيء وإذهاب الرجس - واللام ( في : ليذهب ) فيه للجنس - إزالة كلّ هيئة خبيثة في النفس تخطئ حقّ الإعتقاد والعمل، فتنطبق على العصمة الإلهية التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإنسان من باطل الإعتقاد وسيء العمل .
انتهى النقل ،،،
اقول ؛ وهنا سيكون آل البيت ع ، هم ليس (بالاصل والحق ) عموم ال البيت النبوي النسبي ، بل هو البيت النبوي المعنوي ، اي آل بيت النبوة .
ولقد حصر الله وتعلقت ارادته بان يذهب عن ال بيت النبوة ( المعنوية ) الرجس ، ويطهرهم تطهيرا ،
علما ان الاية فيها نكتة لطيفة ودقيقة ، وهي ؛ ان ال البيت ع لم يصيبهم الرجس ومن ثم رفعه عنهم ، وطهرهم الله منه !
، بل اذهب الله عنهم الرجس قبل ان يصيبهم ، وهذا لهو اعلى مقام الطهارة في القرآن الكريم .
ومن هنا لعله نفهم جواب الله تعالى لنبيه ورسوله ابراهيم لمّا سأل الله ان يجعل مقام الإمامة ( التي وصل اليها بفضل الله في أخر حياته ) في ذريته ،
فكان الجواب : لا ينال عهدي الظالمين ، اي من تلبس به الظلم ولو قليلا لا يستطيع ان ينال عهد الإمامة ، وهذا مقام عالٍ لا يستطيع الوصول اليه الا الخواص الخواص من الرسل او الاولياء .
بطبيعة الحال ، صرف معنى الاية واسقاطها على عموم ال بيت الرسول النسبي وتخصيصها بالنساء ، لا يستقيم لغتا وفهما وتأويل نزول الاية ايضا
ولو كانت نزلت في نساء النبي ، لكان المفروض ان يكون التعبير بنون النسوة ( مثال ; انما يريد الله ليذهب "عنكن" الرجس ال البيت "ويطهركن " تطهيرا )
*****************
4- إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
توضح أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المنذر للأمة وصاحب البلاغ، ثم من بعده لكل قوم ولكل جيل يأتي شخص ليتولّى أمر هدايتهم إلى الحق الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يكون هذا الشخص سوى الإمام المعصوم من أهل بيته (عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام). لان الهاد في الاية لابد وان يكون هادٍ الى الحق والصراط المستقيم وبالحق والصراط المستقيم ، فاذا تصورنا فيه انحرافه عن الحق والصراط المستقيم ، فستكون هداية للباطل وانحرافةعن الصراط ، ولا يستقيم هذا في سنة العدل الإلهي والهداية الحق والحجة التامة .
وقد ورد ذلك في روايات أئمتنا (عليهم السلام)، فعن محمد بن مسلم أنه قال: "قلت لأبي عبد الله - الصادق - عليه السلام في قول الله عز وجل: (إنما أنت منذر ولكل قوم هادٍ) فقال: كل إمام هادٍ لكل قوم في زمانهم". وعن بريد بن معاوية العجلي قال: "قلت لأبي جعفر - الباقر - عليه السلام: ما معنى (إنما أنت منذر ولكل قومٍ هادٍ)؟ فقال: المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام الهادي، وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله"
ولعل هناك غيراها من شواهد ،
والله اعلم
الباحث الطائي