إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حاجة الانسان للتنويع والتجديد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حاجة الانسان للتنويع والتجديد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد..

    إن روح الإنسان طُبِعَت على نزعة التغيير والتجديد، فهي تسأم وتمل من الروتين الذي يكون على نسق واحد، وهذا كما ينعكس في عالم التكوين ينعكس في عالم التشريع، فنلاحظ أن الله تبارك وتعالى في عالم التكوين جعل فصولًا أربعة طول السنة، لأجل أن تتجدد روح الإنسان، فإن تغيّر الفصول على الإنسان يبعث في الإنسان القوة والنشاط، وتستعيد الروح حيويتها ونشاطها وإقبالها.

    كذلك في عالم التشريع، أراد الله تبارك وتعالى أن يجعل العبادات بشكل متجدد متغير، كي لا يكون الإنسان في حالة سأم أو ملل من ممارسة النهج العبادي، فنلاحظ أن ليوم الجمعة مراسم خاصة تختلف عن أيام الأسبوع، ولشهر رمضان مراسم خاصة، ولليلة القدر مراسم خاصة، كل ذلك لأجل أن تتفاعل روح الإنسان مع العبادة تفاعلًا جديدًا، بألا يكون النهج الروتيني للعبادة نهجًا واحدًا، وعلى نسق واحد.

    ولذلك ورد عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم: ”للقلوب إقبالٌ وإدبارٌ، فإذا أقبلت فاحملوها على الفرائض والنوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض“، كل ذلك يرشدنا إلى أن الإسلام عالج حالة نزعة التجديد والتغيير في باطن الروح الإنسانية، فمن هنا جعل بعد الصيام يوم عيد، وجعل بعد الحج بأعماله المنهكة يوم عيد، كل ذلك لأجل أن يتفاعل الإنسان مع العبادة تفاعلًا متجددًا ومستمرًا.

    وخير فرصة أشهر النور القادمة رجب وشعبان وشهر رمضان وهي فرصة ثمينة لمن يريد التقرب إلى الله وتغيير روتينه العباديه وكلَّما ازداد خير الأعمال فإنَّ لها أثراً على ميزانه، وفي قبره، وفي حشره ونشره. لذلك فإنَّ العاقل الحصيف هو من يبادر إلى استغلال هذه الأشهر الثلاثة في التزود والتنوع بالعبادة.

    وهناك مظهران نركز عليهما في التزود والتنوع بالعبادة:

    المظهر الأول: تنمية العلاقة الرُّوحيَّة

    ويؤكدها ما ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه واله وسلم: ”ألا وإنَّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، وشهر رمضان شهر أمتي، ألا ومن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر“

    ففي هذا الحديث خارطة رسمها لنا رسول الله ، إنَّنا نبدأ بشهر الله - وهو شهر رجب -، ثم بشهر رسول الله ، ثم بشهر أمته، ولكلِّ شهرٍ مدلولٌ، فإنَّ شهر الله يقتضي منّا أن نتعلق بالعبادة بمعناها الأخصّ، وهي التزوُّد بالنَّافلة، بالدعاء، بالتسبيح إلى الله - عزَّ وجلَّ -، وشهر محمد يقتضي أن نتزوَّد فيه بما يناسب هذه الإضافة، وهي التوسُّل بالنَّبيِّ وبأهل بيته، والدخول في أجوائهم، من ترويج فضائلهم، ومدائحهم، وأمورهم، وشهر أمته يقتضي التزوَّد فيه بما يناسب هذه الإضافة أيضاً، من الإنفاق على الفقراء، تفقُّد المحتاجين، التواصل مع الإخوان ومساعدتهم، فلكلِّ إضافةٍ مدلولٌ يتناسب معها.

    المظهر الثاني: التنويع ..

    إنَّ هذا الشهر الشريف شهرٌ ينصهر فيه الإنسان بمختلف أنواع العبادة، فإنَّنا إذا قمنا باستقراء الأعمال التي وردت في هذا الشهر الشريف، سواءً كانت أعمالاً عامةً، أو كانت أعمالاً خاصةً ببعض الأيام، أو ببعض الليالي؛ نرى أنَّ أغلب الأعمال تشتمل على فنون من العبادة، وليس فنّاً واحداً من العبادة، مما يرشد إلى أن التقرب والتزود المطلوب في هذا الشهر الشريف أن نجمع بين عدة أنواع من العبادة.

    فإنَّ المؤمن العاقل الذي يفكر في قبره، وفي آخرته، وفي مسيرته الطويلة، وحسب ما ورد: ”العقل ما عبد به الرحمن، واكتسب به الجنان“ يحاول أن يجمع بين الأمور، بأن لا يترك أيَّ عملٍ من القربات الثلاث: نافلة، تسبيح، وقراءة القرآن، فالمؤمن الحصيف يجمع بين هذه الأنواع الثلاثة، وأقلَّها قراءة خمسين آية، وإنجاز نافلة من النوافل الرَّاتبة، وتسبيح البتول الزهراء «صلوات الله عليها» في جميع الصَّلوات، فإنَّه أفضل التعقيبات، وإن كان قد ورد في أعمال هذا الشهر؛ أنَّ من لم يستطع الصوم فليقل مائة مرة: ”سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلاّ له، سبحان الأعزٍّ الأكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل“ ، إلا أنَّ تسبيح الزهراء أفضل التعقيبات.
    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 26-01-2022, 09:00 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X