بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاكارم تعالوا نقرا ماهي اقار معرفة الله تعالى وماهي اهميتها علينا جميعا كمؤمنين بالله عزوجل .
ورد في الكافي الشريف هذا الحديث مع الشرح .
347 - محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن أحمد بن الريان، عن أبيه، عن جميل ابن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وكانت دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله جل وعز وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة الله عز وجل آنس من كل وحشة وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم ثم قال (عليه السلام): وقد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عماهم عليه
شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم.
* الشرح:
قوله: (لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا) دل على أن الواغلين في زهرات الدنيا كلهم أعداء الله تعالى لربط قلوبهم بها فهم عنه تعالى وعن الآخرة غافلون، والمراد بمعرفته تعالى معرفته بمعرفته الكاملة بقرينة أن أصل المعرفة حاصلة للناس كلهم الا ما شذ مع أن أكثر هم مادون أعينهم إلى الزهرات وإنما يتحقق تلك معرفة تعالى كما ينبغي ومعرفة ما جاء به ومعرفة أوصيائه والتسليم لهم في الأوامر والنواهي ومن حصلت لهم تلك المعرفة كانت له مقامات روحانية وتقربات إلهية وتفضلات ربانية وحالات نورانية ينظرون به إلى أهل الجنة وهم فيها متنعمون وإلى النار وهم فيها مصطرخون فتهون في نظرهم الدنيا وما فيها وكانت الدنيا عندهم أقل مما يطأونه من التراب (ولنعموا بمعرفة الله تعالى) النعم «توانگر شدن» وفعله من باب سمع ونصر وضرب وفي بعض النسخ «وتنعموا» من التنعم وهو الترفه (وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الحنان مع أولياء الله) من الأنبياء والأوصياء والصلحاء والوجه في المشبه به أشهر وإن كان في المشبه أقوى وأوفر لأن التلذذ الروحاني أقوي وأكمل من التلذذ الجسماني والنسبة بينهما كالنسبة بين الروح والبدن (إن معرفة الله عز وجل انس من كل وحشة. انتهى) من في المواضع المذكورة مرافقة عند كما في قوله تعالى «لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا».
وفيه ترغيب في تحصيل المعرفة بذكر بعض فوائدها الأولى أنها أنيس عند كل وحشة لا يستوحش العارف بشيء من الوحشة وأسبابها وهي الهم والخوف والخلوة، وفي كنز اللغة وحشة: «خالي واندوه ورميدگى» الثانية: أنها صاحب عند كل وحدة إذ العارف مع الله ومع الرسول والأوصياء والعلماء وما كان معه من العارف فلا تؤثر فيه الوحدة واعتزال الناس بل هو مستوحش منهم، الثالثة: أنها نور يهتدى به عند كل ظلمة نفسانية وهي الحجب المانعة من الوصول إلى الحق وسلوك سبيله كالجهالات والمهويات النفسانية والشيطانية والشبهات المؤدية إلى الكفر والضلالة. الرابعة:
أنها قوة عند كل ضعف إذا العارف لا يدخل الضعف في قلبه لقوته في المعارف ولا في بدنه لقوته في الأعمال ولا في نطقه لقوته في الأقوال، الخامسة أنها شفاء عند كل سقم نفساني وبدني إذ لا يتطرق إليه الأمراض القلبية والبدنية مثل العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة والأعمال القبيحة (ثم قال (عليه السلام) للترغيب في الصبر على الإصلاح والسداد والمصائب الثقيلة على النفس (قد كان قبلكم قوم) من الأنبياء والأوصياء والعلماء والصلحاء (يقتلون ويحرفون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها): أي بسعتها (فلا يردها عماهم عليه) من العقائد الحقة والأعمال الصالحة (شيء مما هم فيه) من العقوبات المذكورة (من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى) من متعلق بيقتلون وما عطف عليه من غير جناية جنوا على من فعل ذلك المذكور من القتل وغيره بهم ومن غير أذى صدر منهم والترة بالكسر التبعة والجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي أو نحوها والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة كما في وعد وعدة.
المصدر/ شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٤١
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاكارم تعالوا نقرا ماهي اقار معرفة الله تعالى وماهي اهميتها علينا جميعا كمؤمنين بالله عزوجل .
ورد في الكافي الشريف هذا الحديث مع الشرح .
347 - محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن أحمد بن الريان، عن أبيه، عن جميل ابن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وكانت دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله جل وعز وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة الله عز وجل آنس من كل وحشة وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم ثم قال (عليه السلام): وقد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عماهم عليه
شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم.
* الشرح:
قوله: (لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا) دل على أن الواغلين في زهرات الدنيا كلهم أعداء الله تعالى لربط قلوبهم بها فهم عنه تعالى وعن الآخرة غافلون، والمراد بمعرفته تعالى معرفته بمعرفته الكاملة بقرينة أن أصل المعرفة حاصلة للناس كلهم الا ما شذ مع أن أكثر هم مادون أعينهم إلى الزهرات وإنما يتحقق تلك معرفة تعالى كما ينبغي ومعرفة ما جاء به ومعرفة أوصيائه والتسليم لهم في الأوامر والنواهي ومن حصلت لهم تلك المعرفة كانت له مقامات روحانية وتقربات إلهية وتفضلات ربانية وحالات نورانية ينظرون به إلى أهل الجنة وهم فيها متنعمون وإلى النار وهم فيها مصطرخون فتهون في نظرهم الدنيا وما فيها وكانت الدنيا عندهم أقل مما يطأونه من التراب (ولنعموا بمعرفة الله تعالى) النعم «توانگر شدن» وفعله من باب سمع ونصر وضرب وفي بعض النسخ «وتنعموا» من التنعم وهو الترفه (وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الحنان مع أولياء الله) من الأنبياء والأوصياء والصلحاء والوجه في المشبه به أشهر وإن كان في المشبه أقوى وأوفر لأن التلذذ الروحاني أقوي وأكمل من التلذذ الجسماني والنسبة بينهما كالنسبة بين الروح والبدن (إن معرفة الله عز وجل انس من كل وحشة. انتهى) من في المواضع المذكورة مرافقة عند كما في قوله تعالى «لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا».
وفيه ترغيب في تحصيل المعرفة بذكر بعض فوائدها الأولى أنها أنيس عند كل وحشة لا يستوحش العارف بشيء من الوحشة وأسبابها وهي الهم والخوف والخلوة، وفي كنز اللغة وحشة: «خالي واندوه ورميدگى» الثانية: أنها صاحب عند كل وحدة إذ العارف مع الله ومع الرسول والأوصياء والعلماء وما كان معه من العارف فلا تؤثر فيه الوحدة واعتزال الناس بل هو مستوحش منهم، الثالثة: أنها نور يهتدى به عند كل ظلمة نفسانية وهي الحجب المانعة من الوصول إلى الحق وسلوك سبيله كالجهالات والمهويات النفسانية والشيطانية والشبهات المؤدية إلى الكفر والضلالة. الرابعة:
أنها قوة عند كل ضعف إذا العارف لا يدخل الضعف في قلبه لقوته في المعارف ولا في بدنه لقوته في الأعمال ولا في نطقه لقوته في الأقوال، الخامسة أنها شفاء عند كل سقم نفساني وبدني إذ لا يتطرق إليه الأمراض القلبية والبدنية مثل العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة والأعمال القبيحة (ثم قال (عليه السلام) للترغيب في الصبر على الإصلاح والسداد والمصائب الثقيلة على النفس (قد كان قبلكم قوم) من الأنبياء والأوصياء والعلماء والصلحاء (يقتلون ويحرفون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها): أي بسعتها (فلا يردها عماهم عليه) من العقائد الحقة والأعمال الصالحة (شيء مما هم فيه) من العقوبات المذكورة (من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى) من متعلق بيقتلون وما عطف عليه من غير جناية جنوا على من فعل ذلك المذكور من القتل وغيره بهم ومن غير أذى صدر منهم والترة بالكسر التبعة والجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي أو نحوها والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة كما في وعد وعدة.
المصدر/ شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٤١