إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صبر الشاكرين ،عمل الخائفين ،يقين العابدين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صبر الشاكرين ،عمل الخائفين ،يقين العابدين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد.


    ورد في أدعية شهر رجب: «اللهم إنِّي أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك» ، هذا هو قوام التزوُّد، فإذا كنَّا نريد أن نتزوَّد في شهر رجب؛ فإنَّ قوام التزود هو: صبر الشاكرين، عمل الخائفين، يقين العابدين.

    «صبر الشاكرين» وليس أيَّ صبرٍ، بل صبرٌ مُمْتزِجٌ بالشكر، فالصبر على نافلة الليل، والصَّوم لا بدافع الخوف من عذاب الله، ولا بدافع الحصول على شيءٍ من الرِّزق، أو التوفيقات الدُّنيويَّة، وإنَّما الباعث المؤثِّر هو الشكر، فيتحول الصبر إلى مظهرٍ من مظاهر شكر النعم. قال تعالى: ﴿َاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، وقال: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾

    «وعمل الخائفين منك» ومفاد هذه الفقرة؛ أنَّ هناك فرقاً بين الخوف من الذنب والعقوبة، والخوف من الله، فالخوف من العقوبة خوفٌ ذاتيٌّ إنسانيٌّ، بينما الخوف من الله هو إجلالُهُ، والرَّهبةُ منه عند تصور عظمته، فقد كان الحسن الزكي إذا توضأ للصلاة اصفَرَّ لونُه، وارتعدت فرائصه، وقال: أتدرون أنني أقف بين يدي من؟ إنَّني أقف بين يدي جبار الجبابرة، وملك الملوك.

    وهذا يؤكد لنا أنَّ العمل المقترن بخوف الله؛ هو العمل الصادر بدافع الخشوع، لا بدافع إنجاز الوظيفة الشرعيَّة، ولا بدافع التأثُّر بالموعظة، ولا بدافع تخفيف العقوبة الأخرويَّة، وإنَّما هو بدافع الخوف من ذاته تعالى، وهو الخوف الممتزج برهبته، وإجلاله، والإلتفات لعظمته.

    «وعمل الخائفين منك» ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ﴾ .

    «ويقين العابدين لك» ربَّنا هبْ لنا السير على خُطى العابدين، أصحاب اليقين الذين يقولون: «ما عبدتك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنَّتك، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك» ، فعندما يغمر الإنسان الحياء من ربِّه - عزَّ وجلَّ - وسعة مننه، فيقول: «أفلا أكون عبداً شكوراً!»
    وعندما يمتلئ القلب خوفاً من الله، خوف الرَّهبة، خوف الإجلال، فيقول: أفلا يستحقُّ هذا الموجود الأتمُّ العبادة مني، والخضوع والتذلل!

    عندما تكون هذه النوايا هي الدوافع؛ فسوف تتحقق العناصر الثلاثة: صبر الشّاكرين، عمل الخائفين، يقين العابدين
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X