تويت
🕌 إمام المتقين
🌿 على أرض مكة المكرمة، وبعد ثلاثين سنة من عام الفيل، توجهت امرأة حبلى من بني هاشم للطواف حول بيت الله، فجاءها المخاض حتى تعلقت بأستاره متوارية خلفها عن أنظار الناس، فالتصقت بالجدار، وهي تناجي ربها: يا رب! إني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم، وأنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني، إلا ما يسرت عليّ ولادتي.
🌿 عند ذلك انشق جدار الكعبة المشرفة، ودخلت فاطمة بنت أسد عليها السلام في جوفها، وعاد الجدار كما كان، حاول بعض الرجال فتح قفل الباب لكن دون جدوى، فعلموا أن هذا أمر من الله تعالى وتكريم خاص(١)، حيث مكثت فاطمة عليها السلام ثلاثة أيام في الداخل، وفي اليوم الرابع انشق الجدار مجددًا من الموضع الذي دخلت منه، وخرجت حاملة وليدها المبارك بين يديها، وهي تقول: إني فُضّلت على من تقدمني من النساء؛ لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرًا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارًا، وإن مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبًا جنيًا، وإني دخلت بيت الله الحرام، فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها، فلما أردت أن أخرج، هتف بي هاتف: يا فاطمة! سمّيه عليًا فهو علي، والله العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، ووقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه(٢).
🌿 بفرح وسرور، استقبل أبو طالب زوجته مهنئًا، وأخذ وليده المبارك وضمه إلى صدره ثم أعاده إليها، وأقبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وذلك قبل بعثته، فلما رآه علي عليه السلام صار يبتسم ويضحك في وجهه كأنه ابن سنة وليس أربعة أيام، ثم أخذه وقبّله وحمد الله على هذه النعمة الإلهية، حيث كان يعلم أنه سيكون له بمنزلة هارون من موسى، وإمامًا للمتقين من بعده(٣).
📚 ١. كشف الغمة ٦٠:١
📚 ٢. أمالي الطوسي ١٩٥
📚 ٣. الإمام علي (ع) من المهد إلى اللحد ١٥
🌿 على أرض مكة المكرمة، وبعد ثلاثين سنة من عام الفيل، توجهت امرأة حبلى من بني هاشم للطواف حول بيت الله، فجاءها المخاض حتى تعلقت بأستاره متوارية خلفها عن أنظار الناس، فالتصقت بالجدار، وهي تناجي ربها: يا رب! إني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم، وأنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني، إلا ما يسرت عليّ ولادتي.
🌿 عند ذلك انشق جدار الكعبة المشرفة، ودخلت فاطمة بنت أسد عليها السلام في جوفها، وعاد الجدار كما كان، حاول بعض الرجال فتح قفل الباب لكن دون جدوى، فعلموا أن هذا أمر من الله تعالى وتكريم خاص(١)، حيث مكثت فاطمة عليها السلام ثلاثة أيام في الداخل، وفي اليوم الرابع انشق الجدار مجددًا من الموضع الذي دخلت منه، وخرجت حاملة وليدها المبارك بين يديها، وهي تقول: إني فُضّلت على من تقدمني من النساء؛ لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرًا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارًا، وإن مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبًا جنيًا، وإني دخلت بيت الله الحرام، فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها، فلما أردت أن أخرج، هتف بي هاتف: يا فاطمة! سمّيه عليًا فهو علي، والله العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، ووقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه(٢).
🌿 بفرح وسرور، استقبل أبو طالب زوجته مهنئًا، وأخذ وليده المبارك وضمه إلى صدره ثم أعاده إليها، وأقبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وذلك قبل بعثته، فلما رآه علي عليه السلام صار يبتسم ويضحك في وجهه كأنه ابن سنة وليس أربعة أيام، ثم أخذه وقبّله وحمد الله على هذه النعمة الإلهية، حيث كان يعلم أنه سيكون له بمنزلة هارون من موسى، وإمامًا للمتقين من بعده(٣).
📚 ١. كشف الغمة ٦٠:١
📚 ٢. أمالي الطوسي ١٩٥
📚 ٣. الإمام علي (ع) من المهد إلى اللحد ١٥