بسم الله الرحمن الرحيم(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) سورة البقرة الاية 155

عن محمد بن مسلم عن أني عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال (ان قدام قيام القائم علامات بلوى من الله للمؤمنين)قلت :وماهي ؟
قال ذلك قول الله تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
(لنبلونكم )يعني المؤمنين , (بشئ) من خوف ملك فلان في اخر سلطانهم .(الجوع)بغلاء اسعارهم ,(ونقص الأموال )فساد التجارات وقلة الفضل فيها ,(والأنفس) موت ذريع ,(والثمرات)قلة ريع مايزرع وقلة بركة الثمار ,(وبشر الصابرين) عند ذلك بخروج القائم .
ثم قال :يامحمد هذا تأويله ان الله عز وجل يقول (وما يعلم تأويله الا الله والرسخون في العلم ).

اكمال الدين 2/363
الغيبة للنعماني 133
ينابيع المودة 241

قوله تعالى(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ). مادة (بلا)تأني بمعنى الامتحان والاختبار كما في قولة تعالى(واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات )سورة البقرة الاية 124
والخوف توقع المكروة _ ولها مراتب كثيرة يحتمل أن يكون الامتحان بالنسبة الى كل مرتبة بما تقتضية المصلحة الالهية
قولة تعالى (ونقص من الاموال والانفس والثمرات ) .النقص يأتي بمعنى الخسران مقابل التمام ز والمراد من الاموال الاعم من الاعيان والمنافع وما يهتم الانسان بحفظة فيشمل الحيوان والعبيد وكل مايبذل بازائة المال .
كما ان المراد بالانفس كل مايتاثر الانسان بفقدة .
والثمرات جمع ثمرة وهي وان كانت داخلة من ضمن الاموال غالبا لكن الله سبحانة وتعالى افردها لتشمل ماينبت في الارض بالطبيعة مما لامالك لها فعلا وينتفع بها الانسان كالمراعي وجمله كثيرة من النباتات التي لها منافع هامة للانسان ةتكون غذاء للحيوان .
ويصح ان يراد بالثمرات مضافا الى مذكر ,ثمرات القلوب ايضا وهي الاولاد كما يعبر عنهم كثيرا وفي الحديث عن النبي (صل الله علية واله ) "اذا مات ولد العبد قال الله تعالى للملائكة:أقبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم. فيقول:أقبضتم ثمرة قلبه؟ فيقولون: نعم.فيقول الله تعالى :ماذا قال عبدي ؟فيقولون:حمدك واسترجع, فيقول الله تعالى :ابنو لعبدي بيتا في الجنة , وسموه بيت الحمد"
قوله تعالى (وبشر الصابرين) اي وبشر الصابرين على تلك تلك المصائب الذي رضوا بقضاء الله تعالى وقدره وسلموا أمورهم اليه ولم تصدهم المحن والمصائب عن شكر الله تعالى ولاعن عبادته وطاعته
وانما اطلق سبحانه وتعالى البشارة لعدم امكان تحديد المبشر به بحد معين , فانه يختلف باختلاف مراتب الصبر والرضاء , والمناط هو اهلية الصابر لتحمل البلاء والمحن خصوصا اذا اقترن مع الرضا والتسليم فانه يكون حينئذ من اعلى الفضائل واسناها كما قال عز وجل
هذا بيان لبعض مراتب المبشر به ودرجات البشارة ,في الجملة لا بالنسبة الى جميع مراتبها , فان للصبر مراتب ومتعلقة ايضا كذلك .ولاريب في بعض مراتبة أشد من مراتبة الاخرى ,فلا بعقل تسوية المبشر به بالنسبة الى الجميع وتقدم في تفسير الاية مابتعلق بالمقام

مواهب الرحمن في تفسير القران