إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإنسانُ السَّوِيُّ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإنسانُ السَّوِيُّ

    1- صَلاحُ النَّفْسِ
    الإنسانُ الَّذي خَلَقَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَعيشُ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا بإحاطَةٍ إلهيّةٍ مُتَمَثِلَةٍ بالآيةِ القُرآنيَّةِ الشَريفَةِ { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} سُورَةُ الشَمْسِ 7-10 ، فَهو يَحْمِلُ في تَكوينِهِ -سَوَّاها- أَيْ عَدَّلَ خَلْقَها َوزادَ في ذَلِكَ عَزَّ و جَلَّ عَرَّفَها الخَيرَ والشَّرَ والحَقَّ والبَاطِلَ ثُمَّ خيًّرَها فاخْتَارتْ وعَنِ الإمامِ الصَادِقِ عليه السَّلام (قال: بيَّنَ لنا ماتأتي وما تترك ) الكافي-الشيخ الكليني- ص 163 ح 3 ، فالنفس الإنْسَانيَّة لمَّا تَخْتَارُ الخَيْرَ وطَريقَ التَقْوى، ومَنْ جُمْلَةِ هذا ما مِثَالُهُ الأَمْرُ بِالمَعروفُ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرُ فَقَدْ قَالَ أَمِيرُ المؤمِنينَ عليه السَّلام (وأَمُروا بالمَعْروفِ وأتَمَروا بِهِ وأنُهوا عَنِ المُنْكَرِ وتَناهوا عَنْهُ وإنِّمَا اُمَرَنَا بالنَّهي بَعْدَ التَناهي) نَهْجُ البَلاغَةِ ج 1 ص 202 ، فَصَلاحُ وإِسْتِواءُ النَّفَسِ يَبْدأُ بِإِصْلاحِها ولَهُ عَناوينٌ مُتَعَدِدَةٌ مِنْها: كَما في هذهِ الرِّوايَةُ (عَنْ أَبي جَعْفَرٍ عليه السَّلام قالَ لِبَعْضِ شِيعَتِهِ : " بَلِّغْ مَنْ لَقِيتَ مِنْ مَوالِينَا عَنَّا السَّلامَ ، وقُلْ لَهم : لا أُغُني عَنْكُم مِنَ اللهِ شَيئاً ، إلّا بِوَرَعٍ واجْتِهادٍ ، فأحْفَظوا ألسِنَتَكُم ، وَكُفوا أيدِيَّكُم ، وعَلَيكُم بِالصَبْرِ ، والصَلاةِ ، فإنَّ اللهَ مَعَ الصَابِرينَ) مُسْتَدْرَكُ الوَسائِلِ ج 3 ص 76 ، فَكُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ، لا تَنْفَعَها شَفاعَةِ الشَّافِعينَ ولا مَالٌ ولا بَنونٌ ، وإنَّما يَنْفَعُها التَوَرِعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ فإذا أرَدْتَ أنْ تَقِفَ في مَوقِفِ النِّدِّ للهِ تَعالى وتَعْتَبِرَ أنَّ هذه المَحارِمُ مُحَلَّلةٌ لَكَ عِنْدَ ذاكَ تَكونُ قَدْ نَاصَبَت العَداوةَ لَه عزَّ و جلَّ ولِزامٌ أنْ تَتَحَمَلَ نَتائِجِها ، وكذلكَ الإجْتِهادُ في طاعَتِهِ وَرِضَاهُ مِنْ خِلالِ كَمالِ الأعْمالِ ، وحِفْظِ اللِّسَانِ والمَوصوفُ بِحَسَبِ الرِّوايَةُ (قالَ أميرُ المُؤمنينَ عليه السَّلام في وَصِيَتِهِ إلى مُحَمدِ بنِ الحَنَفِيَّة : وإعْلَمْ أنَّ اللِّسَانَ كَلْبٌ عَقورٌ إنْ خَلَّيْتَه عَقَرَ ، وَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نٍعْمَةً ، فَأخْزِنْ لِسَانَكَ كَما تَخْزِنَ ذَهَبَكَ وَوَرَقَكَ ) . مُسْتَدْرَكُ الوَسائِلِ ج 9 ص 25 ، فَمِثْلّما يَعْقِرُ الكَلْبُ "يعضُّ" فَيَجْرَحُ وَرُبَمَا يَتَلَوَثَ الجَرْحُ وتَكونَ العَواقِبُ وَخِيمَةً كذلكَ اللِّسَانَ يَجْرَحُ مَشَاعِرَ الآخَرينَ ويُقلِلُ مِنْ شَأنِهمُ ويُشِينُهُمُ ، ولاتَكُنْ اليَدُ مُسْتَخْدَمَةً في مَعًاصِيَ اللهُ ، والصَّبْرُ عِنْوانٌ عَريضٌ للمؤمنِ في تَحَمُلِ مَصَائِبِ وَشَدائِدِ هذه الحَيَاةِ كَمَا قالَ تَعالى {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ} سُورَةُ العَصْرِ ، فالمؤمنٌ يَضَعُ نَفْسَهُ في طَريقِ الحَقِّ وفي خَانَةِ الصَّبْرِ لأنَّها سِمَةِ المُصْلِحينَ لِهذه النُّفوسُ الَتي إخْتَارتْ تَحَلِيِّةِ النَّفسِ بِها في سَيْرِها التَكامُلي للتَزْكِيِّةِ والرِضَا الإلَهي .

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X