أحياناً النَّفسُ الإنسانيِّةِ تَعيشُ في تَأثيرِ زينَةِ وبَهارجِ الحَياةِ الدنيا فَتَنشغِلُ بالبَحثِ عَنْ هذا الأمرِ الزَائِلِ والمُنْتَهي (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)) آل عمران ؟
سَواءٌ فِي مُدَّةِ الإنْسانِ أو بَعدَ مَماتِهِ ، مَشغولةً بِبناءِ المَقامِ الدُّنْيوي مِنَ البُيوتِ الفَارِهةِ والقُصورِ المُزَيَّنةِ والمَصالحِ المُربِحةِ والعِلاقاتِ المَبنيّةِ على تَحصيلِ الفَوائِدِ والأرْصِدَةِ المَاليَّةِ والمَناصِبِ الواهِمَةِ ، فَتغرقُ هذهِ النَّفسُ بالبَحثِ عَمّا يُنَعِمَها في الدُّنْيا ، والمُلوكُ والرُؤساءُ والحُكامُ والتُجارُ وأهلُ السِّياسةِ ما هُم إلإ خَيرَ مِثالٍ لِهذهِ الهُمومِ مِنْ خلالِ القُوَّةِ الواهِمَةِ بالإشِتِراكِ مَعَ القُوَّةِ الشَهويَّةِ للنّفسِ الإنسانيَّةِ كَفرعونَ وهامانَ وقارونَ والنَمرودَ وأغلبِ حُكامِ الحضاراتِ السَابِقَةِ وحُكامِ بَني أُميّةَ والعَباسَ والعُثمانيينَ والحُكامِ المُنَصَّبينَ مِنْ قِبَلِ الإسْتِعمار الحَديثِ إلى يَومِنا هذا ، يَكونٌ هَمهُمُ الأوحَدُ هو المَزيدُ ، وهُمُ الَّذينَ تَجبّروا وتَسَلَّطوا وأدّخَروا الأرصِدَةَ كَسَّياسِّي هذا الزمانِ الَّذينَ نَهَبوا بِلادَنا وخَيراتَنا وعَمَّموا الظُلْمَ والحِرمانَ والفَسادَ في البلادِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } سُورَةُ الفَجْرِ ، ولكِنْ في قِبالِ هؤلاءِ نَجِدُ أمْثلةً لخيارِ البَشَريَّةِ ك { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)} سُورَةُ التَحْريمِ ، ( وقَولُهُ عزَّ وجلَّ: " إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى ٱلْجَنَّةِ" لَخَّصَ سُبْحانَهَ جَميعَ ما كُنتَ تَبْتَغِيهِ في حَياتِها وَتَرومَهَ في مَسِيرِ عُبودِيَّتِها في مَسألةٍ سَألتْ رَبَّها وذلِكَ أنَّ الإيمانَ إذا كَمُلَ تَواطأ الظَّاهرُ والباطِنُ وتَوافَقَ القَلبُ واللّسانُ فلا يَقولُ الإنْسانُ إلا ما يَفعلُ ولايَفعلُ إلا ما يَقولُ فَيَكونُ ما يَرجوهُ أو يَتَمنَّاهُ أو يَسألهُ بلِسانهِ هو الَّذي يُريدُهُ كَذَلِكَ بِعَمَلِهِ ،
وإذ حَكى اللهُ فِيمَا يُمَثلُ بِهِ حَاَلَها ويُشيرُ إلى مَنْزِلَتِها الخَاصّةِ في العُبوديِّةِ دُعاءِ دَعَتْ بِهِ دَلَّ ذلِكَ عَلى أنَّهُ عُنوانٌ جامِعٌ لِعُبُوديتِها وعلى ذلِكَ كاَنتْ تَسيرُ مَدى حَياتِها، والّذي تَتَضَمّنُهُ مَسألتُها أنَّ يَبْنِي اللهُ لَها عِنْدَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ وَيُنَجيها مِنْ فرعونَ وعَملِهِ ويُنَجِيها مِنَ القَومِ الظّالمينَ ،
فَقْدَ إخْتارَتْ جِوارَ رَبِّها والقُرُبُ مِنْهُ على أنْ تَكونَ أنيسةٌ فرعونَ وعشيقَتَهُ وهي مَلِكَةُ مِصْرَ وآثَرتْ بَيتاً يَبنيهِ لها رَبُّها على بَيتِ فرعونَ الّذي فِيهِ مِمّا تَشتَهيهِ الأنْفُسُ وتَتَمنّاهُ القُلوبُ ما تَقفُ دُونَهُ الآمالُ ، فَقَدْ كانَتْ عَزَفتْ نَفْسَها ما هيَ فيهِ مِنْ زِينَةِ الحَياةِ الدّنْيا وهيَ لَها خاضِعَةٌ وتَعَلّقتْ بِما عِنْدَ رَبَهِ مِنَ الكَرامَةِ والزُلفى فآمَنتْ بِالغَيْبِ واسْتَقامَتْ عَلى إيمانِها حَتى قَضَتْ .
وهذِهِ القَدَمُ هي التي قَدَمَتْها إلى أنْ جَعَلَها اللهُ مَثلاً للّذينَ آمَنوا و لَخَّصَ حالَها وما كانتْ تَبْتَغيهِ وتَعملُ لَهُ مَدى حَياتِها في مَسيرِ العُبوديّةِ في مَسألةٍ حَكى عَنْها وما مَعناها إلا أنَّها إنْتَزعتْ مِنْ كُلِّ ما يَلهوها عَنْ رَبِّها ولاذَتْ بِرَبِّها تُريدُ القُربَ مِنْهُ تَعالى والإقامَةَ في دارِ كرامتِهِ ) تفسير الميزان-السيد الطباطبائي-ج 19 ص 344 ، لِذَلِكَ على الإنْسانِ العَاقلِ أنْ يَعملَ لِبناءِ بَيتِهِ الَّذي في الجنّةِ ، لإنّها دارُ المَقرُّ والحَياةُ الأبَدِيَّةُ وفِيها نَعيمٌ دائمٌ ما لا عَيْنٌ رأَت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، ولا خَطَر على قَلب بَشَر {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) } سُورَةُ السَجْدَةِ ، ويَنْتَبه كي لا يَكونَ مِنَ الّذينَ عَمَرُوا الدُّنْيَا ونَسوا الآخِرَةَ { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ ٱلرِّيَٰحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ مُّقْتَدِرًا (45) } سُورَةُ الكَهفِ .
سَواءٌ فِي مُدَّةِ الإنْسانِ أو بَعدَ مَماتِهِ ، مَشغولةً بِبناءِ المَقامِ الدُّنْيوي مِنَ البُيوتِ الفَارِهةِ والقُصورِ المُزَيَّنةِ والمَصالحِ المُربِحةِ والعِلاقاتِ المَبنيّةِ على تَحصيلِ الفَوائِدِ والأرْصِدَةِ المَاليَّةِ والمَناصِبِ الواهِمَةِ ، فَتغرقُ هذهِ النَّفسُ بالبَحثِ عَمّا يُنَعِمَها في الدُّنْيا ، والمُلوكُ والرُؤساءُ والحُكامُ والتُجارُ وأهلُ السِّياسةِ ما هُم إلإ خَيرَ مِثالٍ لِهذهِ الهُمومِ مِنْ خلالِ القُوَّةِ الواهِمَةِ بالإشِتِراكِ مَعَ القُوَّةِ الشَهويَّةِ للنّفسِ الإنسانيَّةِ كَفرعونَ وهامانَ وقارونَ والنَمرودَ وأغلبِ حُكامِ الحضاراتِ السَابِقَةِ وحُكامِ بَني أُميّةَ والعَباسَ والعُثمانيينَ والحُكامِ المُنَصَّبينَ مِنْ قِبَلِ الإسْتِعمار الحَديثِ إلى يَومِنا هذا ، يَكونٌ هَمهُمُ الأوحَدُ هو المَزيدُ ، وهُمُ الَّذينَ تَجبّروا وتَسَلَّطوا وأدّخَروا الأرصِدَةَ كَسَّياسِّي هذا الزمانِ الَّذينَ نَهَبوا بِلادَنا وخَيراتَنا وعَمَّموا الظُلْمَ والحِرمانَ والفَسادَ في البلادِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } سُورَةُ الفَجْرِ ، ولكِنْ في قِبالِ هؤلاءِ نَجِدُ أمْثلةً لخيارِ البَشَريَّةِ ك { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)} سُورَةُ التَحْريمِ ، ( وقَولُهُ عزَّ وجلَّ: " إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًا فِى ٱلْجَنَّةِ" لَخَّصَ سُبْحانَهَ جَميعَ ما كُنتَ تَبْتَغِيهِ في حَياتِها وَتَرومَهَ في مَسِيرِ عُبودِيَّتِها في مَسألةٍ سَألتْ رَبَّها وذلِكَ أنَّ الإيمانَ إذا كَمُلَ تَواطأ الظَّاهرُ والباطِنُ وتَوافَقَ القَلبُ واللّسانُ فلا يَقولُ الإنْسانُ إلا ما يَفعلُ ولايَفعلُ إلا ما يَقولُ فَيَكونُ ما يَرجوهُ أو يَتَمنَّاهُ أو يَسألهُ بلِسانهِ هو الَّذي يُريدُهُ كَذَلِكَ بِعَمَلِهِ ،
وإذ حَكى اللهُ فِيمَا يُمَثلُ بِهِ حَاَلَها ويُشيرُ إلى مَنْزِلَتِها الخَاصّةِ في العُبوديِّةِ دُعاءِ دَعَتْ بِهِ دَلَّ ذلِكَ عَلى أنَّهُ عُنوانٌ جامِعٌ لِعُبُوديتِها وعلى ذلِكَ كاَنتْ تَسيرُ مَدى حَياتِها، والّذي تَتَضَمّنُهُ مَسألتُها أنَّ يَبْنِي اللهُ لَها عِنْدَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ وَيُنَجيها مِنْ فرعونَ وعَملِهِ ويُنَجِيها مِنَ القَومِ الظّالمينَ ،
فَقْدَ إخْتارَتْ جِوارَ رَبِّها والقُرُبُ مِنْهُ على أنْ تَكونَ أنيسةٌ فرعونَ وعشيقَتَهُ وهي مَلِكَةُ مِصْرَ وآثَرتْ بَيتاً يَبنيهِ لها رَبُّها على بَيتِ فرعونَ الّذي فِيهِ مِمّا تَشتَهيهِ الأنْفُسُ وتَتَمنّاهُ القُلوبُ ما تَقفُ دُونَهُ الآمالُ ، فَقَدْ كانَتْ عَزَفتْ نَفْسَها ما هيَ فيهِ مِنْ زِينَةِ الحَياةِ الدّنْيا وهيَ لَها خاضِعَةٌ وتَعَلّقتْ بِما عِنْدَ رَبَهِ مِنَ الكَرامَةِ والزُلفى فآمَنتْ بِالغَيْبِ واسْتَقامَتْ عَلى إيمانِها حَتى قَضَتْ .
وهذِهِ القَدَمُ هي التي قَدَمَتْها إلى أنْ جَعَلَها اللهُ مَثلاً للّذينَ آمَنوا و لَخَّصَ حالَها وما كانتْ تَبْتَغيهِ وتَعملُ لَهُ مَدى حَياتِها في مَسيرِ العُبوديّةِ في مَسألةٍ حَكى عَنْها وما مَعناها إلا أنَّها إنْتَزعتْ مِنْ كُلِّ ما يَلهوها عَنْ رَبِّها ولاذَتْ بِرَبِّها تُريدُ القُربَ مِنْهُ تَعالى والإقامَةَ في دارِ كرامتِهِ ) تفسير الميزان-السيد الطباطبائي-ج 19 ص 344 ، لِذَلِكَ على الإنْسانِ العَاقلِ أنْ يَعملَ لِبناءِ بَيتِهِ الَّذي في الجنّةِ ، لإنّها دارُ المَقرُّ والحَياةُ الأبَدِيَّةُ وفِيها نَعيمٌ دائمٌ ما لا عَيْنٌ رأَت، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، ولا خَطَر على قَلب بَشَر {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) } سُورَةُ السَجْدَةِ ، ويَنْتَبه كي لا يَكونَ مِنَ الّذينَ عَمَرُوا الدُّنْيَا ونَسوا الآخِرَةَ { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ ٱلرِّيَٰحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ مُّقْتَدِرًا (45) } سُورَةُ الكَهفِ .