الهاء مَعَ النّون
ـ هُنالِكَ لَوْ دَعَوْتَ أتاكَ مِنْهُمْ = فَوارِسُ مِثْلَ أَرْمِيَةِ الحَميمِ .
من آخر خطبة له (عليه السّلام) وقد تواترت عليه الأخبار باستيلاء معاوية على البلاد ، حيث قال (عليه السّلام) في آخرها:
(اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ ومَلُّونِي ، وسَئِمْتُهُمْ وسَئِمُونِي ، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وأَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي . اللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ . أَمَا واللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ :
"هُنَالِكَ لَودَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ ***** فَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ") (من الوافر) .
قال بعض الشراح : نسبه ابن منظور في لسان العرب إلى (الهذلي) مع مغايرة بسيطة . قال : قال الهذلي:
هُنَالِكَ لَودَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ ***** رِجَالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ
ووجه استشهاد الإمام (عليه السّلام) به أنّه كان يتمنّى لو أنّ لديه بدل أهل الكوفة من إذا دعوا أجابوا مسرعين ، ومن إذا استغيث بهم أغاثوا ؛ فقد جاء قبله : (أَمَا واللَّهِ ...) .
وبنو فرس بن غنم ، أو فراس بن غنم : حيّ عربيّ مشهور بالشجاعة . وأرمية الحميم : سُحُب الصيف ، ويضرب بها المثل لأنّها أخّف وأسرع في الانتقال
-------------------------------
(1) النهج 1 : 333 ، 25/ط.
(2) رسالة الإسلام 122 (عدد 7 ـ 8).